للإصلاح كلمة تدعو الرئيس للحد من الجريمة بتنفيذ حكم القصاص في الشريعة على اللصوص
لقد اعتاد هذا الشعب المسكين أن يستيقظ على جريمة قتل أو جرح بالغ ويقبض على صاحبه فورا ولم نسمع قصاصا، وتارة نسمع حكما بالقصاص والذي لا نسمعه أبدا هو تنفيذ حكم بالقصاص فكأن قوله تعالى: {ولكم في القصاص حياة يا أولى الألباب} لم تجد لبا أي عقلا مؤمنا شجاعا يستمع إليها تجسيدا وفعلا يرضى الله وهذا أسرع إجابة كما في الحديث عن تفضيل تنفيذ حكم حد واحد من حدود الله أفضل من أن يمطروا أربعين خريفا أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
ونحن نستمع دائما من علماء إذاعة القرآن وهم يلحون على الله فى الدعاء بدون قول وفعل أسباب استجابة الدعاء ولا يذكرون إلا الوباء ولا أعظم وباء من مؤمن يقتل ولا يقتص له.
وهنا يقول الله: {أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا لكن الظالمون اليوم في ضلال مبين}،والظالمون هنا هم رؤساء الدول الإسلامية الذين يسمعون قوله تعالى: {الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة} إلى آخر الآية، فلم يطبقوا القتل وما دونه من الإهانة إلا في المجرم السياسي أي ما بينهم والمجرم لا ما بين عباد الله والمجرم.
فأنتم الرؤساء الأحياء لو استمعتم إلى السؤال الذي لا شك أنه طرح على أسلافكم الرؤساء الذين توفوا وأصبحوا وقوفا أمام الله يقول لملائكته: {وقفوهم إنهم مسؤولون}، ولم يسمعوا قوله تعالى: {وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك} الخ الآية.
فبالنسبة لنا نحن موريتانيا مات منا خمس رؤساء وما زال أربعة أحياء ينتظرون انتهاء أجلهم المحقق، وجميع هؤلاء الرؤساء أخوفهم من الله الخوف الداخل فى القلب رئيس واحد وهو محمد خون بن هيدالة أطال الله عمره وبارك فيه وهو وحده الذي أرى للشعب الموريتاني عقاب الله ينفذ وآيات الله تتلى ساعة ذلك: {ولكم فى القصاص حياة}، {الزانية والزاني فاجلدوا} {والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما} الخ الآيات وترك كذلك قانونا جنائيا إسلاميا مقننا عجز كل رئيس أن يتركه قبله أو أن يغيره بعده وكتب في نهايته كل ما لم يوجد فى هذا القانون يرجع فيه إلى مشهور مذهب مالك بدل يرجع فيه إلى القانون الفرنسي وبقي هذا القانون الآن حجة على حكم القضاة وتنفيذ الرؤساء.
ومن فعل الله أن هذا الرئيس هو الوحيد الذي حضر هذا العام عيد الاستقلال فى عهد هذا الرئيس الحالى الذي يجهل كل أحد الآن وهو كذلك مصيره فى الدنيا أما الآخرون إما في القبور أو في شيء آخر.
أما هيدالة فبالرغم من ما يقول عنه البعض وتلك سنة لله في خلقه، فعثمان رضي الله عنه شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة ومع ذلك قتل.
فهيدالة الآن نرجو من الله أن يستمر فى حياته تحت قوله تعالى: {من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون}.
هذا الرئيس هيدالة ليس بينى وبينه نسب ولا حتى جهة فهو فى الشمال وأنا فى الجنوب ولكن سافرت معه وهو رئيس فرأيت في قلبه الخوف من الله ويظهر أن الشيطان عجز عن النيل منه في شبابه فتركه في رئاسته.
والآن أعود لرفع أنات الشعب لمن يهمه الأمر في الدنيا قبل الآخرة قبل أن يقول للملائكة ءا ءا ءا، ولا سيما عن ترك الجناة يحيون فى الدنيا حياة طيبة برعاية أكبر مجرمي الآخرة منظمة حياة الإنسان المجرم في الدنيا يقول تعالى: {ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما}، ويقول: {هانتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أمّن يكون عليهم وكيلا}.
ملاحظة: أنا عندي عنوانين أكتب عنهما:
- الأول : (للإصلاح كلمة) نكتبها لأهل الدنيا والآخرة
- الثاني : (كيف نفهم الإسلام ) نكتبه للآخرة الأكثر فيه كل يوم اثنين مع ما بقي من الحياة بإذن الله.