على مدار الساعة

حول خطاب "الصراحة" المدريدي

18 مارس, 2022 - 15:13
أحمدو ولد الوديعة - كاتب صحفي

احتاج الرئيس غزواني مرور خمس وأربعين يوما من النصف الأخير من مأموريته، ورحلة جوية إلى قارة أخرى وجمهورا مدريديا ليبوح بالسر الكبير عن واقع البلد؛ نحن بلد فقير وشعب تفتك به المجاعة.. سأقول لكم قبل التعليق على المتن إنني مسرور في النهاية بأننا خرجنا عن وضع الصامت، وإن احتاج الأمر ما احتاج من وقت وجاء متأثرا بحالة شبكة تلتقط البث من وضع الطيران.

 

نحن بلد فقير (يا للاكتشاف العظيم) هل تسمحون بطرح أسئلة هنا من "خارج"  مدريد..؟

1. بلد فقير على أي أساس؛

 - باعتبار ثرواتنا وتنوعها (حديد، ذهب معادن أخرى، سمك ثروة بحرية، ثروة حيوانية وفيرة، أرض زراعية خصبة..)

- باعتبار موقعنا وما يتيح من استجلاب الاستثمار، واجتذاب السياح والتفاعل المثمر مع الفضاءات المجاورة .

- أم باعتبار ما حصلنا من هبات ودعم وقروض وتمويلات أبدعنا في استدراجها واستدرارها ووظفنا في ذلك ابداعاتنا ومنها إبداعنا في التحصيل (..)

 

2. نحن بلد تهدده المجاعة (يا للهول)؛ تهددنا المجاعة والأرض خصبة والعائدات وفيرة والتمويلات بمئات المليارات.

- تهددنا وعندنا التضامن والتآزر والشيلة، ومكافحة الفقر والأمن الغذائي..

 

لا أريد لأسئلتي أن تتشعب، ففي برنامجكم فقرات مهمة من ضمنها الاطلاع على الأمراض النادرة (هناك طبعا حيث أنتم الآن، أما هنا فحال المرضى والأمراض ربما ينتظر حولين كاملين قادمين وطيرانا إلى قارة أخرى، وجلسة مسائية مع جمهور غير الجمهور القابع هنا الذي لا تسمح وضعيته باستقبال البوح الرئاسي!!).

 

مضطر لطرح أسئلة الختام؛ وسأفترض من باب المشاكلة للحالة السائدة (خلافها أصبح من الأمراض النادرة) أنكم تكتشفون لأول مرة أن "كل هذا واقع في بلدكم" سلم الله أجسادنا وأجسادكم وأجساد كل مواطنينا الملسوعين بالأسعار والفقر والجوع.

 

1. هل عندكم فكرة عن سبب فقرنا وجوعنا وتخلفنا برغم  وفرة الثروات ، وتعاقب السنوات، وجمال الشعارات، وتعدد الهيئات والاستراتجيات…؟

 

2. هل علمتم بأي وسيلة من وسائل العلم عن ثابت وطني أصيل لا تفيد معه الكثرة ولا الوفرة، ولا يبالي بالفصاحة ولا البلاغة ولا الصراحة، لولا "سمت المرحلة" لقلت لكم اسمه ولكن ذلك يحتاج رحلة خارج البلد وأنا الآن أكتب هذه الرسالة في رحلة داخلية حيث النمو المتسارع والرفاه المشترك والإقلاع والأولويات الموسعة

 

ما كنت أريد التصريح بالثابت الوطني المبجل ولكن الوضع من حولي يوشك أن يقوله (الـ ف س ا د).

 

3. أعتذر، فقد أطلت وخرقت جدار الصمت، وأطرح سؤال الختام، هل تمتلكون قوائم بمن مرت من جيوبهم، عفوا على أيديهم "الميزانيات الضخمة التي وجهت لمحاربة الفقر والجوع"، هل عندكم فكرة عن مكان تواجدهم (دلالة الكلمة هنا صحيحة وليست بالدلالة الدارجة)؛ أتوقع أنكم تعرفون أماكن وجودهم فهم على قوائم المنع من تولي أي مسؤولية منذ وصولكم للسلطة عقابا على ما اقترفت أيديهم من تفقير وتجويع أليس كذلك..؟