على مدار الساعة

وعود في ذمة الساسة..!

25 مارس, 2022 - 00:29
الأستاذة / أمينة بباي عمار

وعود براقة.. تسوقها النخب فينساق خلفها البسطاء جذلا.. برغد موعود..! فيخْلفونهم..، ولأننا شعب نسي نحسن الظن بهم من جديد!!، ثمة خداع مزدوج  يمارس على الفقراء، وحين ينقشع ضباب الوهم  تبدأ مرحلة إعدامات "الوعود" فتتسع  الهوة عميقا بين الغني والفقير، ساعتها يتولى المساكين ومشاعرهم تفيض حزنا لحرمانهم مما يكنزه الأغنياء لأجيال في رحم الغيب رغم أنه حق لفقراء عالم الشهادة!!

رواء الوطن لو انبجس بالتساوي لسالت أودية بقدر حاجة الكل، ولما كان كل هذا الغبن..، يُجيبك أحدهم: الثراء الفاحش يوجد في العالم بأسره..، أجيب: ذاك "فِرَاجْ" خارج السياق فأنا أتحدث عن حالة فساد تراكمية وثراء حدث ما بين استغفال وطن وغياب رقيب..أما التفاوت بين البشر فهو سنة كونية فمنذ فطرنا وجد الغني والفقير.. ولكنني أتحدث عن ترف مغصوب ومال جمع بغير وجه حق..

 

أن تكون ميسورا فهذا لا يعني أن تتجنب الخوض في مسألة حرمة المال العام، وأن ترميها ظِهريا، ما هكذا أمرنا دينُنا ولا أملت علينا أخلاقنا..، لنحسّ بالفقير فلديه هو الآخر رغبة في حياة كريمة، يبحث عن فرصة عمل وراتب محترم، العمال أيضا وأصحاب الحرف والمزارع في حقله والمهاجر عن وطنه...  يحلمون بجزء من ثروات وطنهم فقد تعبت حقائبهم من السفر وأضناهم التنقيب في آبار كانت لبعضهم قبورا جعلها الله نعيما مقيما..، حديثي عن الفساد ليس موعظة سياسية ولا جوقة زرقاء.. إنه شعور بمُواطنٍ أثيرة قضاياه عندي.. إنه حرص على كيان هو نحن.. وطننا الذي نريده آمنا من فزع ما حاق بدول شقيقة سامها حكامها فسادا ونَهبا...

 

مواطنون بلا وطن عنوان الخريطة العربية المنفرط عقدها.. واقع مرير نتاج فساد غزير ينبغي قطع الطريق أمامه، ولن يحدث ذلك ما دام الوطن غنيمة بين المفسدين..!

 

الفشل الصارخ لأداء الحكومات المتعاقبة يثير القلق ويبعث برسالة مفادها أن إعادة النظر في بعض السياسات باتت حتمية كمحاربة الفساد الصارمة وإزاحة رموزه عن المشهد.. للإيذان بوجوب انتهاء حقبة التطبيع مع المفسدين.

 

غداة تنصيب "غزواني" حفتني هالة من الأمل فكتبت حينها مقالا بعنوان: "وللوفاء عندنا معن" "حدث غزواني قال.."

 

كان يمكن أن يصله لولا أن أياديَ منعت ذلك...!

 

جشمني اقتفاء أثر الوعود المنسية رغم بقية أمل ما زالت موجودة عندي اتجاه شخص" الرئيس" دونا عن غالبية أركان نظامه الجشع.. ودعوني أشرح - قليلا - ما أقصده بجشع هؤلاء: فأصحاب الوظائف السامية في الدولة يستأثرون بكل شيء تقريبا (صفقات، رخص، وظائف تسهيلات، امتيازات، منح جزيلة...) فهناك شخوص وجهات ومناطق معينة ارتهنوا الدولة كليا لمصالحهم فالوظائف قسمة بينهم والأراضي ملكهم والأموال والصفقات.. يكنزونهم!

 

كفى كفى هذه المرة ستخترق جدار آذانهم السميك.. انتهوا..

 

لن أجد حرجا بالجهر في فقدان الأمل في شخص الرئيس إن حدث ذلك، وبما أن الأمل ما زال موجودا، فعليه التدارك قبل فوات الآوان.