على مدار الساعة

لماذا ظلمت فنانة الرمال؟

25 مارس, 2022 - 00:49
بقلم: موسى أحمد - طالب جامعي

المعلومة منت الميداح، أو سيدة الفن الموريتاني، أخرجت هذه العظيمة الفن الموريتاني من التقليد إلى التجديد عن طريق تطوير الأغنية الموريتانية، وخلقت بذلك جمهورها الخاص وعشاقها الأوفياء.

 

بدأت المعلومة مسيرتها الفنية بإبداعاتها الخارجة عن النسق التقليدي المعروف عند المجتمع الموريتاني، حيث نجحت في خطف الأضواء بقدرتها وذكائها الشديد على تحقيق التضاد، فهي صوت المسافر والعائد، المهزوم والمنتصر، مؤنسة المغتربين، نجحت في الجمع بين فخامة الكلمة ورقي الأداء؛ لتصبح رمزا للطرب يلتف حوله كل محبي الفن. حيث إن هذا الإبداع لم يكن وليد الصدفة فالمعلومة من أسرة توارثت فن الغناء فوالدها المختار ولد الميداح من أشهر الفنانين في موريتانيا كان فنانًا وعازفا مشهوراً وأمها عائشة بنت الببان من أسرة مشهورة في مجال الموسيقى التقليدية، حيث كان الوسط العائلي حافزا كبيرا لها لتحقيق النجاح.

 

كان أول ظهور لها خارج موريتانيا سنة 1998 على مسرح قرطاج في تونس بأغنيتها المشهور "حبيبي حبيتو" التي أثارت جدلا كبيرا في تلك الفترة في موريتانيا. ومن قرطاج إلى العالمية حيث قادها الإبداع ورقي الأداء إلى الولايات المتحدة الأميركية حيث أنتجت أول ألبوم لها تحت اسم "صحراء عدن" الذي كان من إنتاج شركة شيناشي الأمريكية.

 

للمعلومة الكثير من الأغاني الوطنية والسياسية ولم تخل أغانيها من القضايا العربية حيث غنت للجميع وكانت فلسطين والعراق على رأس القضايا التي تبنتها وغنت لها.

 

لها آلبومات عديدة ومن أبرزها آلبوم "كنو "الذي أصدرت 2014 ويعد من أجمل الآلبومات.

 

حازت على الكثير من الجوائز والأوسمة وغنت على الكثير من المسارح العالمية.

 

المعلومة موهبة استثنائية تستحق الوقوف أمامها طويلا، نجحت عبر مشوار طويل خطف القلوب وأسر الأسماع بصوت خلاب عبر الأعماق وسكن الوجدان؛ ليضع المعلومة على قمة الطرب الموريتاني عن جدارة واستحقاق.

 

نجحت "مغنية الرمال" في خطف عشاقها بأعمال عصرية وألحان رشيقة، لتتوهج وتتسع مساحة انتشارها وتسكن البيوت ويصدح صوتها عاليا في مختلف الدول.

 

ظلمت مغنية الرمال وسيدة الفن الموريتاني، صاحبة الحنجرة الذهبية والفن الراقي، المعلومة ليست مجرد فنانة فقط!

 

المعلومة اسم كتب على مر صفحات التاريخ الموريتاني الإفريقي العربي العالمي، حين تستمع لها تشعر بأنك تستمع لمحاضرة وعظية تذهب بك بعيدا في مداءات الوعظ الروحاني.

 

هي فنانة مجددة تسعى للوصول بهذا الفن إلى العالمية، ومهما كلفها ذلك، هي سيدة لا تستلم رغم المعيقات والمشاكل التي تواجهها من مجتمعٍ لا يقدر ولا يفهم، ورغم ذلك ما تزال تقدم الفن بالفن.