بدأت المواقع الإخبارية في منطقة غرب إفريقيا في الفترة الأخيرة تهتم بأخبار رابطة العالم الإسلامي وتنشرها وتواكب حركة أمينها العام الجديد الشيخ العيسي، هذه المتابعة أثارت انتباه العديد من الإعلاميين المهتمين بمنظمات العمل الإسلامي فكتبوا إلي يسألون عن المنظمة، فكتبت هذه السطور عساها تنقل للقارئ في المنطقة صورة عن طود شامخ في سماء العمل الإسلامي.
إنها رابطة العالم الإسلامي هي دوحة من ينابيع خير المملكة العربية السعودية وارفة الظلال، هي عطاء متنوع من خلال أعمال إغاثية إلى تعليمية، واجتماعية، وصحية، وتنموية، يمتد عبر العالم من خلال مكاتبها وممثليها في 95 دولة.
ولميلاد الرابطة قصة كبيرة ففي عام 1962 تنادت دول العالم الإسلامي إلى اجتماع في المملكة العربية السعودية الذي كان من أهم توصياته ضرورة الإيمان بقدسية الحرمين الشريفين وتعظيم مكة المكرمة والأشهر الحرم وشعائر الحج وأن أمن الحرمين أمر منوط بمن يلي أمرها من المسلمين وكانت من مخرجاته تشكيل هيئة إسلامية شعبية عالمية أطلق عليها "رابطة العالم الإسلامي" ومنذ ذلك التاريخ بدأت تجليات العمل الإسلامي الناضج بأبعاده السياسية والإنسانية والمعرفية ترتسم من خلال هذه الهيئة التي شقت طريقها نحو الريادة تولى قيادة العمل فيها رجال يصدق فيهم قوله تعالى (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا).
رجال كتبوا أسماءهم في سجل التاريخ، وشهدت لهم ساحات الدعوة وميادين العمل الإنساني بأنهم كانوا دعاة إلى الله بالتي هي أحسن، فصاروا رواد العصر في العمل الخيري مجسدين عالمية الإسلام ورحمته منفذين أمر الله تعالى (واعتصموا بحبل الله) متمثلين قوله تعالى (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وقال إني من المسلمين).
وتتسارع أحداث العالم الإسلامي وتتنوع وتنتعش منظمات ويأفل نجم أخرى وقليل من الرجال ومن تلك الدول التي استطاعت مبادراتها وهيئاتها أن تصمد في وجه المتغيرات والعواصف، لكنها منظمة رابطة العالم الإسلامي ظلت بعطائها المعرفي منظمة خيرية عالمية الأداء تتعاون لتقديم يد العون للمحتاجين والمنكوبين في العالم ونشر الثقافة الإسلامية وترشيد الخطاب الديني ودرء الشبهات والرد المناسب على كل الهفوات بحق المقدسات الإسلامية، والتفاعل الحي والسريع مع مستجدات الساحة الإسلامية عبر النصح والإرشاد وتبيان الموقف السليم الجامع لكلمة العالم الإسلامي، وبذلك استطاعت الرابطة أن تكسب ثقة منظمات الأمم المتحدة، ومنظمة التعاون الإسلامي وغيرهما.
يساعد رابطة العالم الإسلامي على أداء رسالتها تنوع في منظومتها التي تضم (المجمع الفقهي الإسلامي، الهيئة العالمية للتعريف بالنبي صلى الله عليه وسلم ونصرته، الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم، الهيئة العالمية للعلماء المسلمين، هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية) وغيرهم.
واليوم وهي تشهد عهدا جديدا من العطاء وتوسيع الأدوار وحمل الأمانة في الدفاع عن سماحة الإسلام وشمولية خطابة واستيعابه لكل أنماط العيش والحياة.
استلم الراية قبل شهور شخصية إسلامية هي الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسي، فمنذ استلامه زمام أمر الرابطة طاف العالم شرقا وغربا موجها وناصحا ومقدما للآخر الصورة المشرقة المشرفة للإسلام ومنيرا بكلماته ومحاضراته دروب الهداية لكل من تاقت نفوسهم لمعرفة حقيقة الإسلام، مساهما بانفتاحه وسعة صدره وثقافته في توضيح الإشكالات وتصحيح المفاهيم الخاطئة عبر منابر الدول الأوربية والجامعات العالمية.
هذه الإشراقة والديناميكية الجديدة التي تعرفها رابطة العالم الإسلامي أملتها الحاجة والواقع، فبات من المهم نفض الغبار عن مكاتب في هذا المنكب من القارة السمراء كان للرابطة فيها رجال ساهموا في تأسيسها وتمثيلها وتوصيل خطابها وعطائها إلى أدغال وتخوم إفريقيا.. فبلغت الرسالة.