ويفتقد الإعلام الدولي إحدى الصحفيات المتميزات "شيرين أبو عاقلة " الصحفية التي عرفناها كمشاهدين في الضفة الغربية المحتلة كمراسلة لشبكة الجزيرة الإعلامية، كانت شيرين من بين الصحفيات التي عايشت جرم الإسرائليين كصحفية منذ التحاقها بالجزيرة، وتعتبر المراسلة الثانية في القدس، شيرين كانت نموذج للصحفية المهنية المتميزة التي ضحة من أجل إيصال المعلومة للعالم هي نموذج للصحافة المهنية كانت كالشمعة التي تحترق لتضيء للآخرين…!
كانت شيرين تمارس الصحافة كرسالة نبيلة متمسكة بمبادئ الصحافة وأخلاقيتها بارعة في ما تقدم جيدة مؤهلة لما تقوم به، كانت دائما تصدح بصوتها وتعري بهذه الجرائم المتتالية التي يرتكبها الإحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، كانت تنقل الخبر للعالم واليوم هي الخبر!
تشرق اليوم شمس الحزن على الصحافة والفلسطينيين والحقيقية والعالم بهذه الفاجعة المؤلمة حقا.
من ذاكرة الجزيرة تقول شيرين "لن أنسى أبدا حجم الدمار و لا الشعور بأن الموت كان أحيانا على مسافة قريبة، لم نكن نرى بيوتنا كنا نحمل الكاميرات ونتقل عبر الحواجز العسكرية، والطرق الوعرة، كنا نبيت في مستشفيات أو عند أناس لا نعرفهم… ورغم الخطر كنا نصر على مواصلة العمل كان ذلك خلال عام 2002 حين تعرضت الضفة الغربية لاجتياح لم تعهد منذ احتلال عام 1967، في اللحظات الصعبة تغلبت على الخوف، فقد اخترت الصحافة كي أكون قربية من الإنسان، ليس سهلا ربما أن أغير الواقع، لكنني كنت على الأقل قادرة على إيصال ذلك الصوت للعالم..!".
المراسلة الأولى كما يقول زملاؤها في قناة الجزيرة، قتلت رغم أنها كانت ترتدي بذلة الصحافة الواقية من الرصاص والخوذة، وكان واضحا أنها صحفية، هذه الجريمة تخرق القوانين الدولية، ويجب على الهيئات الدولية محاسبة القائمين عليها.
شيرين ليست مجرد صحفية، فهي تجسيد لمخيلتنا بالصوت والصورة للقضية الفلسطينية، وتاريخ لأكثر من 25 سنة من صميم ذاكرة جيل بأكمله فتح عينيه على تقاريرها ونبرة صوتها، فقدت الصحافة صوتا حرا، وسيدة لم تكن تخاف المـوت في سبيل أظهار صوت الحق وظلم الشعب الفلسطيني، قتلت شيرين فلن نسمع بعد اليوم شيرين أبو عاقلة القدس المحتلة، هي صوت الحقيقة الذي لن يموت.