على مدار الساعة

كيهيدي: حين "يسافر" خبز الصباح بين دولتين

15 أكتوبر, 2010 - 13:09

الأخبار (نواكشوط) - لن تصدق أنك عبرت من دولة إلى دولة فباستثناء مراجعة عادية لرجال الأمن على ضفتي النهر لن تحتاج إلا إلى دفع مائة أوقية (أو 250 فرانك) لربان أحد الزوارق الخشبية أو "اللانات" لتجد نفسك بعد نحو خمس دقائق وقد خرجت من "الجمهورية الإسلامية الموريتانية" ودخلت "جمهورية السنغال".

هنا على معبر كيهدي لا تهدأ حركة "اللانات" فعشرات "لكصور" على الضفة السنغالية تتزود من المدينة وتعتمد عليها حتى في توفير "خبز الصباح" مما يجعل الكثيرين منهم يزورون المدينة يوميا وبالمقابل يسافر الموريتانيون أما حاملين التجارة أو لأغراض أخرى.

 

مهنة وتواصل

 

بوبو انجاي" يعمل منذ ثلاثين سنة ربانا لزورق خشبي يقول إن العبور على ضفتي النهر لا يتوقف فهو يقوم بنحو عشر رحلات يومية عبر النهر، أما عن دخله فيقول "انجاي" إنه يحصل ألف أوقية لليوم مفسرا ذلك بأن كثيرا من المسافرين من معارفه ولا يأخذ منهم شيئا سواء منهم السنغاليون أو الموريتانيون "فالجميع هنا لا فرق بينهم ويتواصلون يوميا منذ القدم" يقول انجاي متذكرا أنه كان يعمل هنا أيام أزمة 89 التي أدت إلى إغلاق الحدود وقصف فيها المعبر السنغالي المقابل لكنه يحمد الله أن ذلك الزمن ولى منذ دهر طويل.

ويقول انجاي إن ملاك الزوارق الخشبية استفادوا من تحديد نقاط العبور "حيث انتظمت حركة المسافرين وأصبحت لديهم نقاط يتجمعون فيها، وهو ما انعكس على دخلنا".

 

الخبز عبر الحدود

 

سعيدو جاه ربان آخر لكنه غير قديم في المهنة يقول إنه يعمل هنا منذ سنتين يصف العمل بأنه جيد لكنه ككل الربابنة لا يأتون هنا يوميا "فنحن نعمل أيضا في الزراعة ولا بد أن نقضي بعض أيام الأسبوع في مزارعنا لتفقدها، فمردود الزراعة أكثر من مردود العمل على الزوارق".

وعن حركة المسافرين على المعبر يقول جاه في حديثه مع الأخبار إن العبور من الضفة السنغالية إلى الضفة الموريتانية أكبر من الحركة المعاكسة "لأنه لا توجد مدينة سنغالية قريبة من هنا ولذلك يأتي سكان "لكصور" لشراء حاجاتهم من كيهيدي".

ويؤكد أحد المسافرين وهو تاجر في سوق كيهيدي ما قاله جاه مشيرا إلى فتاة من بين المسافرين تحمل خبزا ساخنا اشترته لتوها من الجانب الأدنى من مدينة كيهيدي التي لا يفصلها عن مكان سكناها في معبر "اعويمر لي" السنغالي إلا عرض النهر.

وأضاف أن سوق كيهيدي تعتمد كثيرا في حركتها على المتسوقين السنغاليين خاصة في مواد "دقيق القمح والسكر والزيت والطماطم المعلبة" بينما يجلبون معهم مواد " الفستق (كرت) والخضر بأنواعها وأواني الكاودشوك".