لو كنت وزير الشوؤن الاجتماعية والطفولة والأسرة لأعدت ترتيب أولوياتي ولبادرت إلى وضع خطة استعجالية لمواساة آلاف المعوزين من النساء الأرامل والمطلقات والمعاقات وآلاف أطفال الشارع المشردين من كل الأعمار وآلاف الشيوخ والعجزة الذين يتكدسون صباح مساء أمام المحلات التجارية والمكاتب وعلى قارعة الطريق متسولين باحثين عن أي شيء لسد الرمق.
لو كنت وزير الشؤون الاجتماعية لأدركت مدى هشاشة هؤلاء الضعفاء الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ويحاصرهم الموت جوعا كل حين.
لو كنت الوزير لنظرت ببصيرتي السياسية الثاقبة إلى حساسية "تفيئة" جحافل المعوزين الذين يعرضون معاناتهم بألم وحسرة فهم أول من يستقبل الزائر وآخر ما يبقى في ذهن المغادر على شكل صورة نمطية مقيتة قوامها الغبن والحرمان.
لو كنت معالي الوزير لانهمرت دموعي هذه المرة بغزارة أكثر من أي وقت مضى فانهياراها محاباة لا يكفر عنه إلا انهيارها مواساة ورحمة للضعفاء.
لو كنت معالي الوزير لأجلت ترهات الحديث عن "النوع" فلا جنس ولا لون للفقر والهشاشة ولشرعت في عمل إنساني وطني لإطعام الضعفاء ومنحهم فرصة عيش تحفظ كرامتهم الإنسانية.
لو كنت معالي الوزير لأدركت أن الهشاشة الاجتماعية منكر وأنه يجب على من موقع تحمل الأمانة أن أغيره بالقلب واللسان واليد.. فهنا يتاح التميز.. وتتاح المصالحة مع الذات ومع الضمير.