على مدار الساعة

التضامن الأهلي يغطي على حجم الأضرار جراء السيول في وادان (فيديو)

22 يونيو, 2022 - 10:24
أحد سكانة وادان يتفقد أطلال أحد المنازل بعد يومين من الأمطار والسيول (الأخبار)

الأخبار (وادان) – "هذه طبيعية وادانية أصيلة. نحن نتعاون بيننا ونتضامن، إذا سقط منزلك فادخل منزل جارك، وإذا احتجت لمياه الشرب، فخذ مياه جيرانك". هكذا يتحدث امبارك ولد محمود عن حالة المدينة ليلة الأمطار، والتي أدت لأضرار في العديد من المساكن، ويفسر عدم وجود أسر دون مأوى رغم ما يصفه بالأضرار الشاملة.

 

ويضيف ولد محمود أن بدأ مع ارتفاع منسوب الأمطار في الليلة الأولى التجول في منازل الجيران سواء كانوا أقارب أو غيرهم، وذلك للاطلاع على وضعيتهم، ومساعدة من يحتاج المساعدة، وإيواء من احتاج إلى ذلك.

 

ويقول ولد محمود إنه حين وصل في تجواله لمنزل والدته وأخواته، حيث وجد عدة مرافق في المنزل قد تضررت، فوقف منتظرا تراجع قوة المطر، ثم اقتادهم إلى منزله ليبقوا معه ليلتين.

 

وتسرد ادريميزة بنت محمد العبد، وهي والدة ولد امبارك تفاصيل تلك الليلة، حيث اضطروا للتنقل من غرفة داخل المنزل لأخرى، وفقدوا عدة أجزاء منه بفعل قوة الأمطار، وطول وقتها.

 

وتضيف بنت امبارك، أن بعد وصول ابنهم، وإصراره على مغادرتهم معه، ونتيجة وضعية منزلهم تنقلوا إلى منزله، وفي اليوم الموالي عادت لتعرف وضعية منزلها، وتحصي خسائره، حيث لاحظت تضرر العديد من مكوناته، كما فقدت محتويات مخزنهم بشكل كامل، قبل أن يسقط حانوت على ما فيه في وقت لاحق.

 

شعب صبور

مولاي أحمد ولد مولاي، وهو من ساكنة وادان، ومدير المدرسة رقم: (1) في المدينة، وصف الشعب الواداني بالشعب الصبور، والذي لا يرضى الشكوى من ظروفه لأي كان، أحرى أن يشتكي للدولة، أو يطلب منه الإيواء.

 

وأضاف ولد مولاي أن من عادة سكان المنطقة أنه حين تضطر أحدهم الظروف للجوء لغيره، فإنه يلجأ لمواطن آخر، مقدما عدة نماذج من أسر اضطرت للجوء لمنازل أسر أخرى خلال الأمطار.

 

وقال ولد مولاي إنه تفاجأ خلال وقت وجيز من هطول الأمطار على المدينة أن منسوب المياه ارتفع كثيرا داخل حائطهم، كما بدأت أسقف المنزل في السيلان، وتأثر المنزل بذلك، فسقطت أجزاء منه، كما سقط أحد أطراف سوره.

 

وقد لجأ ولد مولاي إلى جاره محمد ماحي اسليمان، فيما تحدث الأخير عن تحركه رفقة عدة رجال لمساعدة المتضررين، وإيوائهم في المنازل التي صمدت في مواجهة السيول والأمطار.

 

ويضيف ولد اسليمان أن الأمطار كانت في البداية طبيعية، لكن مع تقدم الوقت بدأوا يسمعون صيحات الاستغاثة من مناطق مختلفة من المدينة، حيث بدأوا التحرك للإنقاذ والمساعدة.

 

عادة وادانية

بهذه الطريقة التي يصفها سكان وادان بـ"العادة الوادانية العريقة" يفسرون عدم وجود أي أسرة بدون مأوى في المدينة، معتبرين أن ذلك لا يعني أن الأسر لم تتضرر، أو لم تفقد منازلها، كليا أو جزئيا.

 

ويقول محمد ماحي اسليمان وقد استقبل منزله عدة أسر بعيد الأمطار، إنه هذه عادة وادانية أصيلة في الظروف العادية، فكيف إذا كانت الظروف استثنائية.

 

وهو ما توافقه فيه إزيد بيها بنت محمود، وتقول: "هذا شيء طبيعي، إذا تضرر أخي، أو احتاج إلي، فمن الطبيعي أن أستقبله وأساعده".

 

وتؤكد بنت محمود أنها استقبلت ليلة الأمطار أسرة من جيرانها تضرر العريش الذي كانت تسكنه، وقد بقيت معها حتى الصباح لتغادر إلى منزل أحد أفرادها في منطقة أخرى من المدينة، ولم تعد إلى منزلها إلى اليوم.

 

وتتضارب المعلومات الرسمية بخصوص الواقع في المدينة، فبينما تقول السلطات الإدارية إن الوضعية في المدينة طبيعية، وإن عدد المنازل المتضررة وصل 84 أسرة، وبعضها أضراره جزئية وجانبية، يقول عمدة البلدية إن وضعية المدينة صعبة، وإن الإحصاء الذي أجري لم يصل كل الأحياء، بما فيها الأحياء ذات الكثافة السكانية الكبيرة، واصفا الإحصاء بأنه كان متسرعا، وبعيدا من الشمولية والإنصاف.