على مدار الساعة

تجمع "تنومند".. تعثرت أشغاله واحتلت الرمال مبانيه وعقدت حياة السكان (فيديو)

26 يونيو, 2022 - 22:20
مدخل المركز الصحي الذي أقيم في المكان المخصص للتجمع (الأخبار)

الأخبار (تجمع تنومند - آدرار) – ضحى الثلاثاء 30 نوفمبر 2016 وضع الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز حجر أساس تجمع في منطقة "تنو مند" التي تبعد نحو 130 كلم من أطار على طريق تجكجة، وهو التجمع الذي شكل أملا لـ22 قرية في محيطه، قبل أن يدفن هذا الأمل تحت الرمال التي احتلت المباني التي كانت باكورة التجمع.

 

وكان مجلس الوزراء قد صادق خلال اجتماعه يوم 24 نوفمبر 2016 على مخطط تقطيع تجمع تنومند ببلدية العين الصفرة، التابعة لمقاطعة شنقيط، في ولاية آدرار، وبإعلانه ذا نفع عام، وحدد هدفه في "جمع سكان كانوا يعيشون متفرقين على مساحات واسعة وفي مجموعات صغيرة معرضة للمخاطر في غياب الخدمات الضرورية، وذلك من أجل توفير حياة أفضل لهم ضمن إطار تتوفر فيه متطلبات الأمن والراحة في مدينة عصرية".

 

خلال حفل وضع حجر أساس التجمع الذي لم يكتمل إلى اليوم، ألقت وزيرة الإسكان والعمران الاستصلاح الترابي آنذاك آمال بنت المولود خطابا أكدت فيه أن "هذا المشروع سينتشل هذه المنطقة من غياهب النسيان بعد أن ظلت لعقود طويلة محرومة من أي تدخل للدولة".

 

وأضافت الوزيرة أن التجمع سيتوفر على مدرسة ابتدائية، ومركز صحي من فئة "ب" ومجمع إسلامي، فيما ازدادت مكونات التجمع بوضع الأمين العام لوزارة الإسكان والعمران والاستصلاح الترابي السابق أحمد ولد دداهي يوم 25 نوفمبر 2020 حجر الأساس بناء خمسة مساكن للموظفين في التجمع "المنتظر".

 

وتقدر مصادر رسمية ما أنفق على التجمع السكاني غير المكتمل بنحو مليار أوقية.

 

"تجمع أشباح"

فريق وكالة الأخبار الموجود في ولاية آدرار، زار موقع التجمع الذي كان منتظرا أن يكتمل 2018، وكان المفاجأة أن الرمال قد احتلت بشكل شبه كامل المباني المكتملة، بل وصلت إلى داخلها، كما هو حال المركز الصحي، وكذا الجامع الذي تحول داخله إلى تجمع لمياه الأمطار.

 

كما انهارت أجزاء معتبرة من السور الخارجي للمدرسة، وكشفت المشاهد داخل القاعات التي يفترض أنها كانت مخصصة للدراسة أن سقفها لم يمسك مياه الأمطار الأخيرة، وأنه أجزاء منه أخذت طريقها نحو الانهيار.

 

أما المباني المخصصة للموظفين فلم يكتمل أي منها، بل إن بعضها لم تبدأ أشغاله بعد، مع أنه كان مقررا أن تكتمل في نوفمبر 2021.

 

أما بقية مكونات التجمع، كتوفير المياه الصالحة للشرب، والكهرباء، وبناء سوق، وإنشاء مزرعة نموذجية، وحزام أخضر فلم تبدأ أصلا، وكذا توزيع القطع الأرضية الذي انتظره السكان كثيرا دون أن يتم.

 

بعد بحث مضن في المباني عثر الفريق في محيط أحد المباني على أحد الحراس، كان الإحباط واليأس باديا عليه، فهو ينتظر منذ ست سنوات اكتمال مشاريع يبدو أنها لن تكتمل قريبا، وهو انتظار يتقاسمه معه سكان 22 قرية وُعدت بإقامة تجمع عصري يتوفر على الخدمات، وما زالت تنتظر إلى اليوم.

 

"لعنة التجمع"

يتحدث سكان القرى التي كان متوقعا أن تقطن التجمع اليوم عما يسمونه "لعنة التجمع"، حيث إن كل طلباتهم للإدارة أصبح الرد عليها روتينيا، وثابتا، وهو أن كل ما يطمحون لتحقيقه سيجدونه في التجمع حين يكتمل، ليكون ردهم هو: "أين التجمع؟

 

يصف العمدة المساعد لبلدية العين الصفرة وممثلها في لجنة تحديد القرى سيدي محمد ولد سيدي، مشروع التجمع بأنه "مهم للمنطقة، ومن الضروري توفير الوسائل الضرورية فيه"، مطالبا بإكمال التجمع في أسرع وقت، كما وقع في تجمعات أخرى، وهو ما يثبت قدرة الدولة على إقامة هذه النوع من المشاريع.

 

ويوضح ولد سيدي في حديث مع فريق الأخبار أن التجمع أوجد مشكلة عويصة لكل قرى البلدية، وذلك لأن طلبات القرى التي كان مفترضا أن تنتقل إلى هذا التجمع بعد اكتمال جاهزيته أصبحت ترفض من طرف الإدارة بشكل متكرر، وتعلق على اكتمال التجمع الذي يكتمل طيلة السنوات الماضية.

 

وقدم ولد سيدي أمثلة على ذلك بوجود مدارس في قرى البلدية متهالكة، أو متضررة، وكذا موضوع طلب هذه القرى للنقاط الصحية، مؤكدا أن الجميع يتم الرد عليه من طرف الإدارة بأن عليهم انتظار اكتمال التجمع.