الأخبار (المداح ـ آدرار) - شكا سكان بلدية المداح التابعة لمقاطعة أوجفت في ولاية آدرار، ما وصفوه العزلة القاتلة التي تعيشها المدينة والقرى التابعة لها، وكذا الفرص الضائعة بسبب هذه العزلة.
وطالب سكان عاصمة البلدية، والقرى التابعة لها السلطات بفك العزلة عن منطقتهم، عبر إقامة طريق معبد يربط بالطرق الرئيسية في المنطقة، وكذا ربط القرى فيها بينها.
ويؤكد سكان المداح أنها بلديتهم الأكثر اقتصادا على مستوى ولاية آدرار بأكملها، لكن العزلة تمنعهم من تسويق محصولهم الزراعي مما يؤدي أحيانا إلى تلفه دون أن يجد طريقه إلى السوق.
هجرة بسبب العزلة
ويقول عبدي ولد محمد السالك إن عددا من الأسر التي كانت تقطن في بلدية المداح، هاجرت بسبب العزلة، وعدم توفر لقمة العيش الذي يؤدي حسب تعبيره في بعض الأحيان إلى وفاة بعض أفراد الأسر.
ويضيف ولد محمد السالك أن أي أسرة تعيش في المداح أو ضواحيه ستعجز عن علاج مريضها أو حتى عن نقله إلى المستشفى لعدم توفر أي طريق.
فيما يؤكد هيبتن ولد محمد ماء العينين أنهم كمواطنين على استعداد لمساعدة الدولة في تعبيد الطريق، مشيرا إلى أنهم قاموا بمبادرة تتمثل في تشجير الطريق المؤدية إليهم سبيلا إلى التخفيف من وعورتها.
ويشير ولد محمد ماء العينين إلى أن أوديتهم أودية زراعية، كما تتوفر العديد من المناطق الزراعية أخرى، لكن الإقبال عليها ضعيف بسبب وعورة طريقها، وعزلتها عن القرى والمدن.
عزلة تمنع التسويق
ويؤكد بكار ولد سيدي أن بلدية المداح غنية بالمنتوج الزراعي، لكن العزلة التي يعيشها تمنعه من تصدير منتوجه من الزراعة إلى المدن وتسويقه.
ويضيف ولد سيدي أنه لا توجد أي طريق سهلة تؤدي إلى البلدية، معتبرا أن صعوبة الطريق تمنع من حمل حمولة كبيرة كالمنتوجات الزراعية وغيرها.
ويشدد ولد سيدي على أن ما يعيشونه في بلدية المداح والقرى التابعة لها هي عزلة قوية، أبعدتهم عن جميع مقومات الحياة وأبعدتها عنهم.
بدوره يرجع ولد عبدي تراجع اهتمام السكان بالزراعة في بلدية المداح إلى عدم توفر إمكانيات نقل المنتوج وتسويقه، معتبرا أن بإمكان سكان البلدية لو جدت الدعم اللازم، وفك العزلة أن تساهم في تغطية حاجيات الكثير من سكان البلاد.
ويذكر ولد عبدي أن إنشاء طريق يربط البلدية بالمقاطعة يعني الرفع من أهمية الاقتصاد الزراعي الذي يصدر مزارعي بلدية المداح أكثر نسبة منه على مستوى الولاية.
ويرى ولد عبدي أن الطريق الذي يربط المدينة بالطريق المعبد بين أكجوجت وأطار لا توجد فيها من العقبات سوى 12 كلم من الرمال، ولو تم تثبيتها أو إقامة طريق معبد فيها لفكت العزلة بنسبة كبيرة.
ويلفت ولد عبدي إلى أن السكان حاولوا بجهودهم الذاتية تشجير المنطقة التي توجد فيها الرمال، وقد نجحوا بعد جهد جهيد في تشجير 1 كلم من أصل 12 كلم، وهم بحاجة لدعم حكومي يفتح هذا الطريق.