هذا الرأي كنت قد قدمته للرئيس السابق في آخر مأموريته الثانية، ولو كان عمل به لكان الآن شبه ولي عهد الشناقطة ولتضاعفت ثرواته بلا أي متابعة.
والآن أتقدم بهذا الاقتراح الأقرب من الأول للسيد رئيس الجمهورية الحالي لاكتساب نفس المميزات المنتظرة منه ألا وهو العمل على عقد شراكة مع المملكة المغربية على أي نمط من الارتباط والتشارك يتفق عليه القطران الأخويان المتجاوران المتجانسان وذلك برضاهما وتعاونهما شراكة سلسة متحابة متضمنة لحياة كريمة ذات اقتصاد متكامل ثابت معطياته ظاهرة في كلا البلدين لا يحول دونها إلا ما حال بين إبليس والسجود لآدم: ألا وهو الكبر من جانبنا وعدم التفكير في مآل المستقبل دنيا وأخرى هذا وقد أعاد إلى قلبي هذه الفكرة بعد تقديمها إلى الرئيس السابق اجتماع وزير الداخلية الآن مع السفير المغربي هنا، وكذلك انعقاد ندوة في أنواكشط لأطر موريتانية من خريجي الجامعات المغربية بحضرة السفير المغربي تلك الندوة التي عقدها خيرة الأطر هنا برئاسة الأستاذة: تربه بنت عمار وحضرها السادة: أحمد سالم بن باب؛ عبد السلام حرمة؛ السنية سيد هيبة؛ عبد الله السيد؛ جميل منصور؛ عبد الله اباه وغيرهم.
ولكن مع الأسف من استمع إلى مخرجاتها القريبة من الصفر يتعجب بأنهم لم يكونوا سباقين لطلب الاتحاد لتسريع وتيرة الأركان العامة للنمو الذي شاهدوا بأم أعينهم ميادينه متوفرة في البلدين: الميدان السياسي، الاقتصادي، الاجتماعي الثقافي فهم لم يذكروا من تعلقهم به إلا ما ذكروه من إعجابهم بما تعلموا فيه من العلم وإلا ما ذكره: عبد السلام من تمنيه لرفع التأشيرة بيننا مع المغرب وهذه أمنيات السياحة أو التجارة أو زيارة الترفيه إلى آخره.
وبما أنى من خريجي تكوين المدارس المغربية الأمنية سنة 1976 (فإني أختطف لكم ثلاث فقرات من كلام مكونينا من الضابط الشرطة) وهي من محاسن المهنة وشرفها وليست من سرها وخفاياها لتعلموا مصلحتنا في هذا الاتحاد:
أولا: يقول الأستاذ الشرطي المكون: الشرطة هم عيون الدولة في جميع ميادينها
وكلما كانت هناك غشاوة على تلك الأعين ترنح سير الدولة فd جميع تلك الميادين
ولهذه الفقرة أثر رجعي هنا يجب البحث عن سببه هناك (وسهم الإشارة يشير الى الوراء غير القريب جدا).
ثانيا: يقول المكون الشرطي المغربي: إن الشرطي المهني هو أول من يدخل المسجد والحانات وأمثال الجميع وآخر من يخرج منها ولو لم يصل في المسجد ولم يكن من المتلوثين بوسخ الحانات:
لأن رواد الجميع هم رعايا الدولة التي أسندت مهمة أمنها على الجميع لهيأة الشرطة الحضرية (أيام زمان) بلغة مصر ويفعل الشرطي ذلك ولو من تلقاء نفسه لأن أمانة الأمن في عنقه هو نفسه شخصيا بقبوله للبسته الأمنية وهي على رأس المسؤول عنه يوم القيامة.
ثالثا: ضابط الشرطة القضائية الذكي المهني يستخرج المعلومات في البحث من ذكائه لا من عنفه الذي يبطل النتائج فيما بعد ولا يلجأ إليه إلا ضابط الشرطة الغبي الذي لا ثقافة مهنية له. هذه مساهمة من خريج تكويني في المدارس المهنية فكان على أهل الندوة ان يساهموا بأمثلة حية يشهد عليها ولا شك أن ما شاهدوا هناك من نمط الحياة وبساطتها وعمق حضارتها وحصولها من سواعد أبنائها وهي مخلوقة جبلية في حياتهم من غير التواء ولا تكبر ولم يتذكروا هنا حياتنا التي تدمر ثرواتنا
بسواعد الغير ليتقاسموها مع متولي أمرنا وللفقراء الفقر وذلك من تاريخ النكسة التي فرضها علينا بومدين والقذافي والتي أدت إلى وأد نمونا المتسارع من جميع أنواع قياداتنا آن ذاك حيث العمل بنور الهدف الحق المبني على معرفة القلوب الصافية لما تريد أن تفعل لا عن جهل للمهنة ولا العمل لملء بطون أهل الدنيا التي لا يملؤها إلا التراب.
والآن أعود لطلبي الماضي بعد تحويره قليلا فكنت قد طلبت أولا اتحاد الشناطقة بجغرافيتهم الأولى عند المرحومين أحمد أمين صاحب الوسيط والمختار داداه
وهم سكان موريتانيا والصحراء وأزواد ليكون ذلك حلا مشرفا للجميع لا غالب فيه ولا مغلوب، ولكن بشرط خلق وحدة خاصة بهم وخلق اتحاد بينهم مجتمعين مع المملكة المغربية على أي نمط من آليات الاتحاد – الخليج العربي أو ماليزيا أو غيرهم فكل أعضاء الاتحاد له أمير وولي عهد إلى آخره لكننا نحن الشناقطة نبقى جمهورية بجميع أنواع انتخاباتنا الداخلية ولكن داخل ذلك الاتحاد.
فالمملكة سبق لها أن اتحدت مع الجماهيرية الليبية وسموه على ما أظن: (الاتحاد الإسلامي الإفريقي) الذي لم يعمر طويلا لبنائه بأجر اتحاد مصر وسوريا الذي لم يتم سقاؤه من ماء المصلحة العامة للشعوب ولكن سقي بماء طموحات وشعارات أهل الدنيا التي يتركونها أرملة لتوقيت زواجها المسياري ميلاديا وأقول إن هذه الفكرة ليست بحثا عن اقتصاد تنموي محقق فقط بل استرجاع لفكرة الآباء الخيرين الشناقطة حيث ارتبط شعبهم في مكانه هنا وعلماؤهم بالسفر إلى السلطان
العلوي في المغرب ارتباطا دينيا فقط لا لطمع في أي دنيا يصيبونها إلى آخره ولكن
لهجرة يحتسبونها. ومن هنا نرجو السماح بكتابة قصة في الموضوع حضرتها وعقلتها وأنا صغيرفي ولاية لبراكنة. فأثناء ترحلنا المعروف للجميع نمطه: فآخر (المرحل) وجد: أوله يبكون وعند السؤال عن السبب أجابوا بأنهم سمعوا أن سلطان المسلمين قد توفي وهكذا لا يعرفون اسمه إلا أنه سلطان المسلمين في المغرب.
هذا عند وفاة محمد الخامس، أما علماؤنا فكانوا يذهبون إلى المغرب لأجل البيعة لأقرب سلطان مسلم تأثما من عدم تلبية الحديث الآمر بوجود بيعة في العنق عند الموت وكذلك السفر لأداء الحج من هناك.
فأصالة هذا الارتباط يجب أن تؤدي إلى أخرى من الارتباطات السيادية الجديدة
بين موريتانيا الحدودية مع المغرب الحدودي كذلك.
أما سبب ترك طلب وحدة كل الشناقطة الأول فإن إخواننا ساكني مخيمات تيندوف
رضوا مع الأسف بأن يبتلعهم أسد لا يهضم ولا يتقيأ وجعل سكناهم ي معدته (تيندوف ) ومن المؤسف أن عمرهم الآن في معدته قريب من أعمار أمة محمد صلى الله عليه وسلم وهو ما بين الستين والسبعين بمعنى أن جميع سكان تيندوف الآن ولدوا في تلك المعدة والآباء دفنوا فيها ليتباعد زيارة حي الصحراويين القاطنين الآن فوق أرضهم مع أقاربهم الموتى للترحم عليهم وهم واقفين فوق قبورهم.
وعلى كل حال فنرجو الله لنا ولأبناء جلدتنا في تيندوف مع خطورة نية دوام البقاء هناك ألا يخزينا الله وإياهم يوم يبعث الكل {يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم}.