بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه .
أما بعد فقد عزمت – بعد استخارة الله تعالى – على نشر حلقات موجزة تعرف مجتمعنا السني الطاهر بحقيقة دين الرافضة الإمامية الإثني عشرية ، مأخوذا من كتبهم المعتمدة بعد أن خفت أن ينطلي عليه بهتانهم المموه بالدعايات الكاذبة ؛ لبعد مجتمعنا عن منابت هذه النحلة ، وقابليته لتصديق تلك الدعايات المضلة ، فأقول مستعينا بالله تعالى :
مؤسس دين الإمامية الإثني عشرية :
جاء في رجال الكشي (1/101) :
عن أبي جعفر [هو العلامة السني محمد الباقر ابن العلامة السني علي زين العابدين ابن سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسين رضي الله عنهم ، وكثيراً ما ينسبون إليه بهتانهم وضلالهم] أن عبد الله بن سبأ كان يدعي النبوة وزعم أن أمير المؤمنين (ع) هو الله، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، فبلغ ذلك أمير المؤمنين (ع) فدعاه وسأله فأقر بذلك وقال نعم أنت هو، وقد كان ألقي في روعي أنك أنت الله وأني نبي فقال له أمير المؤمنين (ع) ويلك قد سخر منك الشيطان فارجع عن هذا ثكلتك أمك وتب فأبى فحبسه واستتابه ثلاثة أيام فلم يتب فأحرقه بالنار - والصواب أنه نفاه إلى المدائن بعد أن شُفع له على ما سنبينه في موقف الإمام منه - وقال - أي الإمام - إن الشيطان استهواه فكان يأتيه ويلقي في روعه ذلك ... إلى أن قال : وذكر بعض ٌأن عبد الله بن سبأ كان يهوديا فأسلم ووالى عليا عليه السلام وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون وصيّ موسى بالغلو، فقال في إسلامه - بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم - في علي عليه السلام مثل ذلك وكان أول من أشهر القول بفرض إمامة علي عليه السلام وأظهر البراءة من أعدائه، وكاشف مخالفيه وكفّرهم فمن هاهنا قال من خالف الشيعة : إن أصل الرفض مأخوذ من اليهود”.
ويشغب معاصروهم بإنكار وجود ابن سبأ بالكلية ، أو بأنه عمار بن ياسر – حاشاه من ذلك ورضي الله عنه ، ويجعلونها قضية يجرون بها محاوريهم عن الموضوع المناقش فيه ! كما سيأتي في الحديث عن أساليبهم إن شاء الله تعالى .
من هم الإمامية الاثنا عشرية ؟:
هم المؤمنون بأن إمامة علي رضي الله عنه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت نصا صريحا من الله ورسوله ، وأنها متوارثة من بعده في 11 من ذريته محددين ، والأئمة المعنيون هم :
ـ علي بن أبي طالب، استشهد رضي الله عنه في 17 رمضان سنة 40 هـ
الحسن بن علي رضي الله عنهما، ويلقبونه بالمجبتى (3 ـ 50هـ) .
ـ الحسين بن علي رضي الله عنهما ويلقبونه بالشهيد (4 ـ 61هـ) .
ـ علي زين العابدين بن الحسين (38 ـ 95 هـ) ويلقبونه بالسَّجَّاد.
ـ محمد بن علي زين العابدين (57 ـ 114هـ) ويلقبونه بالباقر.
ـ جعفر بن محمد الباقر (83 ـ 148هـ) ويلقبونه بالصادق.
ـ موسى بن جعفر الصادق (128 ـ 183هـ) ويلقبونه بالكاظم.
ـ علي بن موسى الكاظم (148 ـ 203هـ) ويلقبونه بالرضى.
ـ محمد الجواد بن علي الرضا (195 ـ 220هـ) ويلقبونه بالتقي.
علي الهادي بن محمد الجواد (212 ـ 254هـ) ويلقبونه بالنقي.
الحسن العسكري بن علي الهادي (232 ـ 260هـ) ويلقبونه بالزكي
محمد بن الحسن العسكري، الذي يسمونه الإمام المهدي المنتظر.
هل الإمام الثاني عشر حقيقة أم خرافة ؟!
قال الحسين بن موسى النوبختي (ت نحو 310 هـ) في كتابه فرق الشيعة ص 97 فما بعدها:
ولد الحسن بن علي (العسكري) في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين ومائتين ، وتوفي بسر من رأى يوم الجمعة ... سنة ستين ومائتين ... وتوفي ولم يُرَ له خلف ولم يعرف له ولد ظاهر، فاقتسم ما ظهر من ميراثه أخوه جعفر وأمه ، وهي أم ولد يقال لها عسفان ... فافترق أصحابه من بعده فرقا:
ففرقة منها قالت: إن الحسن بن علي حي لم يمت، وإنما غاب، وهو القائم...
وقالت الفرقة الثانية: إن الحسن بن علي مات وعاش بعد موته، وهو القائم المهدي....
وقالت الفرقة الثالثة: إن الحسن بن علي توفي ولا عقب له، والإمام بعده أخوه، جعفر، وإليه أوصى الحسن...
ثم عد ثلاث عشرة فرقة .
وفي الكافي للكليني 1 /323 في قصة طويلة : أن الحسن العسكري – رحمه الله – لما توفي صَارَتْ سُرَّ مَنْ رَأى ضَجَّةً واحِدَةً ، وبَعَثَ السُّلْطَانُ إِلى دَارِهِ مَنْ فَتَّشَهَا ، وفَتَّشَ حُجَرَهَا ، وخَتَمَ عَلى جَمِيعِ مَا فِيهَا ، وطَلَبُوا أَثَرَ ولَدِهِ ، وجَاؤُوا بِنِسَاءٍ يَعْرِفْنَ الْحَمْلَ ، فَدَخَلْنَ إِلى جَوَارِيهِ يَنْظُرْنَ إِلَيْهِنَّ ، فَذَكَرَ بَعْضُهُنَّ أَنَّ هُنَاكَ جَارِيَةً بِهَا حَمْلٌ ، فَجُعِلَتْ فِي حُجْرَةٍ ، وو كِّلَ بِهَا نِحْرِيرٌ الْخَادِمُ وأَصْحَابُهُ ونِسْوَةٌ مَعَهُمْ ....
إلى أن قال : فَلَمَّا دُفِنَ [الحسن العسكري] أَخَذَ السُّلْطَانُ والنَّاسُ فِي طَلَبِ ولَدِهِ ، وكَثُرَ التَّفْتِيشُ فِي الْمَنَازِلِ وَالدُّورِ ، وتَوَقَّفُوا عَنْ قِسْمَةِ مِيرَاثِهِ ، ولَمْ يَزَلِ الَّذِينَ وكِّلُوا بِحِفْظِ الْجَارِيَةِ ـ الَّتِي تُوُهِّمَ عَلَيْهَا الْحَمْلُ ـ لَازِمِينَ حَتّى تَبَيَّنَ بُطْلَانُ الْحَمْلِ ، فَلَمَّا بَطَلَ الْحَمْلُ عَنْهُنَّ قُسِمَ مِيرَاثُهُ بَيْنَ أُمِّهِ وأَخِيهِ جَعْفَرٍ ، وادَّعَتْ أُمُّهُ وصِيَّتَهُ ، وثَبَتَ ذلِكَ عِنْدَ الْقَاضِي ،
وَالسُّلْطَانُ عَلى ذلِكَ يَطْلُبُ أَثَرَ ولَدِهِ ....إلخ .
وبهذا تعلم – أخي القارئ – أن الإمام الثانيَ عشر خرافة ما أنزل الله بها من سلطان حسب كتب الإمامية الإثني عشرية المعتمدة .
سبب ادعاء عقب للحسن العسكري:
أورد الكليني في الكافي 1/171 بابا بعنوان : باب ثبات الإمامة في الأعقاب وأنها لا تعود في أخ ولا عم ولا غيرهما من القرابات ، وأورد فيه روايات منها عن أبي عبد الله (هو جعفر بن محمد رحمه الله) : أن الإمامة لا تعود في أخوين بعد الحسن والحسين أبداً؛ بل في الأعقاب وأعقاب الأعقاب“
فلو مات الحسن العسكري رحمه الله دون عقب – كما هو المشاهد - لانتقضت هذه القاعدة.
تاريخ ظهور القول بوجود إمام ثاني عشر :
بوفاة الحسن العسكري رحمه الله دخلت الشيعة مرحلة يسمونها (عصر الحيرة) وانقسموا فيها فرقا كثيرة، حتى إن بعضهم تراجع عن إمامة العسكري بعد الاعتراف بها ، واستمرت الحيرة إلى منتصف القرن الرابع الهجري ، فألف ابن بابويه القمي (ت 381هـ) كتبه المؤسسة لعقيدتهم – وفيها القول بولادة خلف للحسن العسكري – ومن هذه الكتب:
الإمامة والتبصرة من الحَيْرة .
الغيبة .
الاعتقادات ، وغيرها .
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى