للإصلاح كلمة تكتبها في قنبلة "أم المعارك" المادة: 93 من الدستور التي يفجرها محامو الدفاع يوميا فوق رؤوسهم.
هذا التفجير يقع دينيا - وأخلاقيا - وفهما - ورأيا وطنيا وعالميا.
يقع دينيا ويعم المحامين والدولة والمحاكم وكل مسلم لم ينكره بالمستوى المبين فى الحديث من إنكار المنكر بيده فإن لم يستطع إلى آخره.
فالله يقول للمسلمين {وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله} لا إلى طاغوت سواء كان إنسانا مثل الكهنة، أو فكر إنسان مكتوب مثل الدستور، أو صامتا مثل الأصنام أو القربان إلى آخر كل من تنزل مفعوله مثل ما قال تعالى {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تومنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تاويلا}.
ولكن غالبية المسلمين السياسيين والمحامين وغيرهم يذهبون كل يوم إلى الله وهم يحملون هذه المخالفة التى هي ضد وصية الله لعباده {وأن أحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم} ونحن نعتبر المسؤلين عن ذلك انتحاريون عند القدوم على الآخرة ولا نملك لهم إلا أن أطلب من الله العفو لكل الراحلين ولا سيما المتلبسين منهم بالاستغناء عن حكم الله سواء كان جهلا للعقوبة أو ضعفا عن الحكم بما أنزل الله.
أما تفجير القنبلة أخلافيا فهل سمعتم بأي عاقل تاريخي قد قال إن أي شخص يمكنه أن يفعل ما يشاء فى الحق العام والخاص ولا محاسبة عليه مدة حياته، فمدلول تدخل المحامين ألا يحاكم مدة حياته إلا فى الخيانة العظمى ولا تحاكمه مدة حياته إلا المحكمة السامية.
وكتابةالمشرع للمادة فى ذهنه أن عمل الرئيس ينبغي عند مناقشته وهو خيانة للشعب أن يحضره كقضاة نوا ب عن الشعب. يعنى أن الخصم فى الموضوع هو الشعب وخيانته العظمى تعنى تصرفا لا ينبغى منا قشته إلا فى محكمة سياسية لا يعنيها القانون فقط بل يعنيها كل ما يعنى الشعب فى سلامته من جميع ميادين الحياة.
فكانت النتيجة باجتهادهم رئيس الدولة مباح له كل إجرام إلا الخيانة العظمى فالفواحش يفعل منها ما ظهر منها وما بطن ولا خوف عليه.
وهنا نسأل المحامين عن إعفاء الرئيس من المساءلة هل هو فى الدنيا أو معها الآخرة.
فالله يقول {ومن كان فى هذه أعمى فهو فى الآخرة أعمى}.
وأما تفجير القنبلة "فهما": فإن المادة تقول إنه لا يسأل عن تصرفه أثناء عمله فهنا منطوقين للمشرع: الأول: "أثناء"، والثانى إضافة العمل لرئاسته. فأثناء "ظرف" له مفهوم لم يكتبه المشرع لوضوح مفهومه، ولم نسمع أبدا رد المحامين على هذا المفهوم مع وضوحه. مع أن هؤلاء المحامين عرضو ا فهمهم لهذا المفهوم أو تجاهله لسخرية بلداء المجتمع فضلا عن عقلائه.. وكذلك عمله المضاف لرئاسته المذكورة أعلاه فى نص المادة فتلك الإضافة معتبرة أثناء عمله لئلا تشغله الخصومات البسيطة عن تسيير الدولة.
فعلى ذلك الفهم إذا تسلل ليلا من الرئاسة وعمل ما يحلوله من الجرائم والفواحش سواء تسلل من الرئاسة أو بعد إنهاء مهمته أو عزله لا مؤاخذة عليه فى كل هذا إلا أمام المحكمة السامية وفى الخيانة العظمى خاصة.
أما دماء الناس وأموالها وأعراضها فقد أعفاه مشرع الدستور منها، وهذه النتيجة هى التى تفجر قنبلة الرأي العام والخاص فوق رؤوس محامي الدفاع.
وهذا الفهم ظل ولد اشدو مع الأسف يجلد به نفسه وزملاءه من تسلمهم للملف.
تلك المادة التى دأب الاستاذ "ولد اشدو" على أن يهدم با لاستدلال بها كل تدخلاته، فهو يكتبها حرفيا بدون أن يتطرق إلى مفهوم الظرف الذي قصد المشرع ذكره وهو "أثناء"، وبعد ذكرها يبدأ يجسم واقعا لموريتانيا يخو ف به المحكمة، وهذا الواقع لا تراه غالبية الشعب حتى المتفرج منه فقط على المحاكمة.
ومع أنى لا أهتم بتقويم عدالة المحاكمة من غيرها لاجرائها من مسلمين بقانون وضعي لا يوجد فى نصه قوله تعالى {ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين} وقوله تعلى للمحامين {ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم} إلى قوله تعالى {ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم فى الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة} إلى آخر الآية ويقول للقضاة {وأن أحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم} وهذا الاستدلال يخاطب الله به الجميع إلا أنه يؤخرالمساءلة عليه إلى يوم قوله تعالى {يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية}.
وهذا الرئيس السابق قد ذ كرت عنه كثيرا من الإنجازات وكثيرا من الأخطاء ويجمع ذلك كله طبعا استقلاله الرأي فيه بمعنى أنى لا أحابيه نقدا ولا تبرئة دنيوية.
ولكن ما يوحى على القلم للكتابة فيه هو سماع الأستاذ يتجهد على إلصاق حجة مستدلا بها على ما بينها وبينه بعد المشرقين.
وهذا هو ما يقرأ دائما فى تدخلات (ولد اشدو) الذي يكتب فيها نص حجته وبعد ذلك يتركها قلمه مكشوفا ظهرها لكل طلقة تفقدها الحياة.
فالمادة القنبلة: 93 فيها ظرف وكل عاقل يدرك أن عنده وقت محدد، ومثله فى القرآن قوله تعالى {يايها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم}.
هذا المفهوم صرح الله به في آية أخري قال تعالى: {وإذا حللتم فاصطادوا} فالأمر كان مؤقتا بالإحرام، ومادة الدستور مؤقتة بأثناء الرئاسة.
فمن أراد أن يتجاهل هذا الواضح فسيتجاهل المستمعون كل تحليلاته، فسددوا وقاربوا فالناقد بصير، ولا سيما البد يهي للجميع المرفوع عنه ستار عدم الفهم.
وعلى محامي الدفاع الأجانب أن يستروا على المحامين الوطنيين فهمهم هذا، وأن يسترو ا على القضاة مناقشة معهم هذا الفهم.
وأخيرا، أقول للسيد الرئيس السابق إننا نلخص له فهم أغلبية المواطنين لحكمه فهو يعلم أن طبيعته ذات شقين الاستبداد وشجاعة العزم والتنفيذ لكل ما يريدخيرا أو شرا عاما أو خاصا.
فالاستبداد عمل منه ما يحلو له تا رة يكون لصالح الوطن، وتارة ضد إرادة كثير من المواطنين ونحن عنواننا أننا دولة ديمقراطية لا يقبل فيها الاستبداد ولو لصالح الوطن لأنه مخالف للديمقراطية.
مثل تسليمكم للسنوسى وقطعكم للعلاقة مع قطر، الأولى فضيحة للمواطنين تلاحقهم أينما حلوا، وتخفض رؤسهم أمام المجتمعات، والثانية نظرا لتزامنها مع قطع جيرانها للعلاقة معها لشيء يعنيهم وهم مظنة الرشوة لكثرة دولاراتهم، ونحن لنا جيران لم يفعلو، فذلك مظنة للرشوة على حساب الشعب.
أما مساعدة قطر لنوع من المسلمين وأنتم تكرهون ذلك النوع طبيعيا، فغير مبرر، فغالبية المواطنين لا تكرههم، والسفير يمثل الشعب والجالية المكرمة لها الحق فى تركها كذلك.
ولكن مقابل ذلك قطعتم العلاقة مع إسرائيل فكانت وساما لكم عند الشعب، فكان ينبغى أن الايتبعها الاستبداد الفاحش مثل كراهية المعارضة كرها تخرجهم به من المواطنة إلى آخره.
ولا شك أنكم أنجزتم كثيرا وعلى رأسه إذاعة القرآن الكريم، ورواتب الأئمة، وخوفتم رجال الأعمال من عدم تنفيذ صفقاتهم، كما هي وأنجزتم كثيرا من البني التحية لولا أنتم لم ينجز كما نعتقد.. لكن ما تركتم من حرية التعبير شره أكثرمن خيره، ونحن دولة مسلمة نميز بين الخير والشر والشر لا يكون أبدا ديمقراطيا.
وملخص التلخيص أن الرفق لا يدخل شيئا إلا زانه، والعنف لا يدخل شيئا إلا شانه، فعليكم أن تعرفوا أن عند الشعب مصورة لعمل الرئيس وليست هي التى عند الرئيس لنفسه بالضرورة، ويحسب عليكم جميعا أنتم الرؤساء الأقدمون عجزكم عن شفافية وجود الثروات الموريتانية ليقتنع الشعب أن دوام فقره من قلة ثروته لا من عجز الرؤساء عن إرجاع تلك الثروة من منتهبيها وخلق استثمار زراعى يغنى الجميع.
فالر ئيس الوحيد المتخصص فى الاقتصاد لا شك مع طهارة كل شيء يتعلق به - لم تمهله أنتم لينهى فقط استحقاقه الأول ليترك لكم أنتم العسكريين منهجا اقتصاديا تسيرون عليه يخرج الشعب من إهانة الفقر إلى عزة الغنى.
وأخيرا، فالمشكلة عندنا نحن المسلمين قوله تعالى {يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رؤف بالعباد}.