الأخبار (نواكشوط) – قال الرئيس محمد ولد الغزواني إن الحاجة اليوم أشد إلحاحا من أي وقت مضى "إلى عالم إسلامي آمن، ومستقر ومتكامل اقتصاديا، نظرا لما يجتاح العالم اليوم، من أزمات أمنية واقتصادية وبيئية هدامة، يحتاج الصمود في وجهها للكثير من التعاضد وتوحيد الجهود".
ودعا ولد الغزواني خلال خطابه في افتتاح قمة لوزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي اليوم بنواكشوط إلى "بذل كافة الجهود الممكنة، في سبيل فض كل النزاعات، القائمة بين بعضنا البعض، على نحو، يحفظ لكل دولة من دولنا، حوزتها الترابية وسيادتها، ويجعل منها، عنصرا فاعلا في تحقيق التطور والتنمية المستدامة، في فضائنا الإسلامي بمجمله".
وشدد ولد الغزواني على أنه يتعين على الدول الأعضاء "الدفع بعملنا الإسلامي المشترك، في سبيل تحقيق التكامل الاقتصادي بين بلداننا، بتعزيز تبادل الخبرات، وتنمية التجارة البينية، وترقية الاستثمارات، وخلق مناخ يشجع رأس المال الإسلامي ويوجهه، إسهاما في بناء تنمية مستديمة".
وشدد ولد الغزواني على أن القيم التي تأسست عليها "منظمة التعاون الإسلامي، من تآخ، وتسامح، وتآزر، وصهر للجهود خدمة لمصالح وتطلعات شعوبنا، تشكل كنه ديننا الإسلامي الحنيف، الذي هو في جوهره، رسالة سلام، ودين وسطية، واعتدال".
واعتبر ولد الغزواني أنه "ليس من المعقول، ولا من المقبول، لأمة، هذه قيمها، أن يسود فيها غير الأمن والتعاضد والوئام".
وجدد ولد الغزواني دعوة موريتانيا للحل العاجل والسلمي والمستدام لكل النزاعات في العالم الإسلامي، كالنزاع في اليمن وسوريا وليبيا، وتشجيعها لكل المسارات التفاوضية والحوارية، الهادفة إلى تجاوز الخلافات، وإلى التقريب بين الدول والشعوب الإسلامية، منوها بالمفاوضات السعودية – الإيرانية الأخيرة، وراجيا لها التوفيق.
كما جدد موقف موريتانيا الثابت من "القضية المركزية قضية فلسطين المحتلة.. والمتمثل في التمسك بضرورة قيام دولة فلسطينية كاملة السيادة، على الأراضي المحتلة عام 1967، عاصمتها القدس الشرقية، وفقا لمبادرة السلام العربية، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة".
وطالب الرئيس الموريتاني بمنح دولة فلسطين العضوية الكاملة في منظمة الأمم المتحدة.
وأشار ولد الغزواني إلى أن شعار الدورة الحالية لوزراء الخارجية في نواكشوط، وهو "الوسطية والاعتدال صمام الأمن والاستقرار"، يعكس "عمق إدراكنا جميعا، لضرورة ترسيخ ثقافة الاعتدال والتسامح والتآخي، عملا بتعاليم ديننا الحنيف، وضمانا للسلام، وتوفيرا لشروط التنمية والازدهار".
وأكد ولد الغزواني أن موريتانيا بذلت بلادنا، وما تزال تبذل، جهودا كبيرة في محاربة الغلو والتطرف، وفي العمل على ترسيخ ثقافة التسامح والاعتدال، مشيرا إلى وجود "شراكة مثمرة مع أشقائنا في دولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال تنظيم مؤتمر سنوي لتعزيز السلم في إفريقيا".
وأشار إلى أن جهود موريتانيا تندرج "ضمن استراتيجية وطنية متكاملة ومندمجة، لمحاربة الإرهاب نعززها إقليميا بالعمل المشترك مع إخوتنا في مجموعة دول الساحل الخمس، التي نتولى حاليا رئاستها الدورية".
ولفت ولد الغزواني إلى أنه "علاوة على محاربة الغلو والتطرف والإرهاب، لا بد لنا جميعا، من أن نواجه بحزم وصرامة، محاولات تشويه ديننا الحنيف، عبر الحملات الإسلاموفوبية المتكررة"، مثمنا قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، القاضي باعتماد اليوم الخامس عشر من شهر مارس من كل سنة، يوما عالميا لمكافحة الإسلاموفوبيا".
وتعهد ولد الغزواني بأن لا تدخر موريتانيا جهدا خلال رئاستها للدورة التاسعة والأربعين لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، في سبيل دعم وتطوير العمل الإسلامي المشترك.