الأخبار (نواكشوط) – قال رئيس رابطة التطوير والتنويع الزراعي يحي بن بيبه إن الحكومة الموريتانية تتجاهل تلف العديد من مزارع الأرز نتيجة التأخر في علميات الحصاد الناتج عن النقص الحاد في عدد الحاصدات مما دفع المزارعين إلى الاستنجاد في كل موسم بالحاصدات السنغالية، مؤكدا أن هذه الحاصدات "لا تستطيع سد الفجوة الكبيرة".
وأكد ولد بيبه في تصريح تلقت الأخبار نسخة منه أن هذا يحدث على مرأى ومسمع من الحكومة في الوقت الذي تحتفظ فيه هذه الحكومة ببضع وعشرين حاصدة يفتك بها الصدأ على مدى أربع سنوات في ساحة المعهد التقني بروصو دون أن تدخلها الخدمة.
وأشار ولد بيبه إلى أن الأكاديمية الأمريكية للعلوم تقدر الخسارة خلال عمليات حصاد الحبوب في إفريقيا بنحو 36% من المحصود، مردفا أن هذا يعني خسارة موريتانيا لما قيمته أكثر من 2.700.000.000 أوقية في هذه الحملة وحدها حيث تقدر الحكومة المساحة المزروعة بنحو 16.000 هكتار بمتوسط انتاج يبلغ نحو 5 أطنان للهكتار وبسعر يبلغ نحو 95.000 أوقية للطن.
وكشف بن بيبه أن الخسارة الناتجة عن تأخر عمليات الحصاد خلال حملة واحدة تقارب ضعف السعر الاجمالي لهذه الحاصدات التي ترفض الحكومة بعناد بيعها بالتقسيط الأمر الذي يخرجها عن دائرة القدرة الشرائية للمزارعين .
وقال إن ملفات هذه الحاصدات المركونة يعكس قصر نظر فادح وتراجعاً واضحاً باهتمام الحكومة بالقطاع الزراعي حيث استبدلت هذه الحكومة الزراعة على أمواج الأثير بالزراعة على الارض .
وأكد رئيس الرابطة أن مبلغ 69.000.000 أوقية الذي هو قيمة الفاتورة المضخمة للحاصدة مع جرارها يعتبر خارج مدى إمكانيات المزارعين حتى بعد إسقاط ربعه في دعم حكومي مزعوم لا يغطي حتى ما يضيفه الفساد على فواتير الشراء الحكومية.
وقال يحي بن بيبه إن هذه المأساة الاقتصادية تحدث في الوقت الذي توزع فيه السنغال أفضل موديلات الحاصدات على مزارعيها بأقساط مريحة تمتد على سنوات عديدة.