في حدود العام 2016 تعاملت شركة نمساوية تعرف بإسم CEMTEC مع من سيظهر لاحقا أنه محتال متخصص فى صيد الشركات الأجنبية العاملة فى موريتانيا؛ والتحايل عليها قصد التربح الخارج على القانون، إذ تم إبرام عقد مع المدعو الشيخ عبد الله ولد محمد فال لإعداد التركيب الصناعي لمصنع إسمنت الساحل.
فى البداية قامت شركة الشيخ المسماة ASCTبانجاز الحزء الأول من العمل محل الانفاق مع شركة CEMTEC لكن مع مرور الوقت؛ تبين عجزه عن مواصلة العمل؛ وهو عكس ماتم الاتفاق عليه.
وحين طلبت CEMTEC منه تنفيذ الأشغال تحجج بالانشغال، وفى تلك الأثناء؛ ولكي لا يدفع تعويضا عن الأضرار التى لحقت بالشركة، قام بعمل ما يتقنه تماما؛ حرك دعوى ضدهم متهما إياهم بعدم دفع مستحقاته.
رجل فوق القانون:
فى لحظات صفائه لا يتورع المدعو الشيخ بالإقرار بتماليه مع بعض القضاة والمحامين الذين يستخدمهم فى الوقوع بضحاياه، قصد الإضرار باستثمارات الشركات الأجنبية فى موريتانيا؛ وهو ما نجح فيه، حيث تسبب بترك شركة CEMTEC مجال الاستثمار بموريتانيا؛ بعد أن تطورت وقائع هذه القصة وتم الاستيلاء على ودائعها فى البنوك واستصدار أحكام جائرة فى حقها.
ورغم أن عقد العمل بين الشريكين ينص على أن جهة التحكيم هي المكتب التجاري الدولي ومقره باريس والذي أصدر تحكيما لصالح CEMTEC؛ إلا أن رجل العصابات الشيخ رفض النتيجة.
وقدم شكوى جديدة فى نواكشوط الجنوبية؛ بغرض محاولة جديدة لابتزاز المسثمرين والنيل منهم.
المحتال ينجح:
بعد إصدار قرار التحكيم؛ غادر ماريو موريتانيا لأن المشروع الذي يعمل فيه قد اكتمل؛ والقضية القانونية تم البت فيها.
وفي غمرة انشغال ماريو والسيد ودادي بأعمالهما فى الخارج؛ نجح المحتال الشيخ بطريقة غير واضحة فى الحصول على حكم قضائي بالتنفيذ الحبري لسحب أكثر من 200 مليون أوقية قديمة من حساب CEMTEC لدى شركة إسمنت الساحل.
انتهز المحتال الشيخ فرصة تواجد المستثمر النمساوي ماريو خارج موريتانيا؛ وكذلك غياب ممثل شركة CEMTEC في موريتانيا السيد ودادي ولد اطفيل، ليسحب المبلغ المذكور وينجح فى استصدار مذكرة توقيف دولية فى حقهما؛ وكأن العدالة خاتما في أصبعه يوجهه كيف ما شاء.
اصطياد الأبرياء
تواصل الشيخ مع ماريو وممثل الشركة السيد ودادي ولد اطفيل في موريتانيا وهددهما بنيته استصدار مذكرة توقيف دولية فى حقهما وهو ماتم بالفعل يوم أمس؛ حيث قامت الشرطة الدولية الأنتربول في مدينة ميلانو الإيطالية باعتقال المواطن النمساوي ماريو ولا يزال قيد حبسه حتى كتابة هذه الأسطر .
في حين يقيم الآن ممثل شركة CEMTEC السيد ودادي ولد اطفيل في ألمانيا حيث يحظى بالحماية.
فهل هذا الواقع يرضينا كموريتانيين نحلم بدولة العدل والقانون؟ وما هي قائدة القوانين التى نصدرها يوميا لخلق مناخ أعمال واستثمار حقيقيين مادام أمثال المدعو الشيخ يتربصون بالمستثمرين سواء كانوا موريتانيين أم أجانب؟
يذكر أن السيد ودادي ولد اطفيل مهتم بكشف قضايا الفساد في موريتانيا وسبق أن تم توقيفه من طرف الشرطة الموريتانية.
ودادي اطفيل