على مدار الساعة

قمة روسيا وإفريقيا.. مشاكل وتحديات إفريقية وأمل ووعود روسية

28 يوليو, 2023 - 13:18

الأخبار (سانت بطرسبرغ) – انعقدت اليوم في مدينة سانت بطرسبرغ بروسيا الجلسة العامة للمنتدى الروسي الإفريقي، وذلك في ثاني أيام النسخة الثانية من قمة روسيا وإفريقيا، وشارك في الجلسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورؤساء الوفود الإفريقية المشاركة في القمة.

 

وخلال الجلسة تحدث الرئيس الروسي في فلاديمير بوتين معبرا عن أمل بلاده في المزيد من التعاون الروسي الإفريقي على الصعد المختلفة، فيما تبادل على الحديث رؤساء الوفود الإفريقية مستعرضين المشاكل والتحديات التي تواجهها القارة، داعين لمساهمة روسيا في حلها.

 

وتصدرت أجندات الأفارقة المشاركين في القمة الانقلابات والتحديات الأمنية، وشبح المجاعة جراء مشاكل تصدير الحبوب، إضافة للتعاون في مجالات المختلفة، وعلى رأسها التطوير الزراعي، والتصنيع والتسليح، فضلا عن ملف الطاقة.

 

تضامن ووعود

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد في بداية حديثه تضامن روسيا مع إفريقيا والأفارقة، ودعمها لعالم متعدد الأقطاب، ورفضها استغلال المناخ وحماية حقوق الإنسان لأغراض سياسية ومعارضتها لما وصفها بسياسة "القواعد بدل القوانين" التي يفرضها الغرب.

 

وأضاف الرئيس الروسي أن القمة التي انعقدت أمس تدل على أن روسيا وإفريقيا يريدان توطيد تعاونهما في عدد من القطاعات، مردفا أن لدى رجال الأعمال الروس ما يعرضونه على نظرائهم الأفارقة، داعيا للمزيد من التبادل التجاري وتنويعه، والعمل على أن يتم بالعملات الوطنية.

 

كما جدد بوتين تعهده بزيادة إمدادات الحبوب، مذكرا بأن صادرات العام الماضي وصلت إلى 11 مليون طن، في حين أنها بلغت خلال النصف الأول من هذا العام 10 ملايين طن، وذلك على الرغم من كل العقوبات غير الشرعية ضدنا. يقول بوتين.

 

كما تعهد بتوفير إمدادات غذائية في إطار برنامج الأمم المتحدة، وذلك عبر تصدير 25 إلى 50 ألف طن لستة دول إفريقية بشكل مجاني، هي بوركينا فاسو، ومالي، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وزيمبابوي، والصومال، وإريتريا، مضيفا أن بلاده ستدعم الدول الإفريقية في مجال التكنولوجيات الزراعية.

 

وذكر بوتين بأن روسيا نقلت العديد من المختبرات الطبية إلى إفريقيا أثناء جائحة كورونا، وشطبت ديونا بقيمة 23 مليار دولار.

 

وأعلن الرئيس الروسي استعداد بلاده للعمل جنبا إلى جنب مع الدول الصديقة من أجل المستقبل وبناء شراكة استراتيجية متبادلة المنفعة، مردفا أن بلاده تقيم علاقات مع كل الدولة الإفريقية، وتبني تلك العلاقات في إطار عالم متعدد الأقطاب.

 

كما تعهد بتقديم روسيا مساهمة حقيقية في حل الأزمات الحالية في إفريقيا، ومنع ظهور بؤر توتر جديدة في القارة، ومكافحة الإرهاب والتطرف، والأوبئة والمجاعات، وحل قضايا الأمن الغذائي والبيئي وأمن المعلومات.

 

واستشهد الرئيس الروسي خلال كلمته بمثل إفريقي يقول: "إذا أردت أن تمضي بسرعة، فاذهب وحدك، وإذا أردت أن تذهب بعيدا، فلنذهب معا".

 

مشاكل وتحديات

الرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي رئيس جزر القمر عثمان غزالي أكد خلال كلمته ثقة الأفارقة في مستقبل التعاون الروسي الإفريقي القائم على الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة"، مردفا أن القمة الحالية "ستتيح لنا التقدم نحو السلام والازدهار لروسيا وإفريقيا لمصلحة الشعوب".

 

وشدد غزالي على حق إفريقيا في المشاركة الفعالة في اتخاذ القرارات الدولية، وأن يكون للاتحاد الإفريقي مكان في مجلس الأمن، متمنيا أن تدعم روسيا هذه المساعي، مردفا أنه لا بد أن تشارك إفريقيا كذلك في عمل مجموعة الدول العشرين، وأن يتسع حضورها ليصل إلى هذه المجموعة واصفا هذ الأمر بأنه "غاية الأهمية اليوم".

 

الوزير الأول الموريتاني محمد ولد بلال رأى في كلمته أن انعقاد القمة في ظل ما يجتاح العالم من أزمات أمنية واقتصادية وبيئية جسيمة، دليل على متانة العلاقات التي تجمع بين روسيا الاتحادية ودول القارة الإفريقية، وعلى صدق إرادتهما المشتركة في تعميقها بما يخدم مصالح الطرفين، ويساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وفي تعزيز السلم والأمن الدوليين.

 

وأكد ولد بلال أن القارة الإفريقية تواجه اليوم، في سعيها إلى تحقيق أهداف أجندة 2063، تحديات مصيرية، يفاقمها ما تأثرت، وتتأثر به، سلبا، من أزمات دولية، صحية، وأمنية، واقتصادية، وبيئية، حادة، وكذلك ما تشهده من انتشار بؤر التوتر، والنزاعات المسلحة، وتفشي العنف والإرهاب، خاصة في منطقة الساحل.

 

وأردف قائلا: "إن دولنا لتدرك أن نجاعة ما تقوم به، من توحيد الجهود والوسائل لحل النزاعات، وإسكات صوت السلاح، رهينة بقدرتها على بناء نهضة تنموية شاملة"، مذكرا بأن "العلاقة بين الأمن والتنمية شبه عضوية. ولن يتأتى انتصار مستديم على ظواهر العنف، والإرهاب، والتطرف، إلا باجتثاث ما يهيئ لهذه الظواهر ظروفها المناسبة، من فقر، وبطالة، وجهل، وسوء حكامة".

 

وشدد الوزير الأول على أن الأمن، اليوم، مسؤولية الجميع، فلا دوام لأمن يبنى على حساب أمن الآخرين، ولن يكون من أمن مستديم إلا في ظل أمن الجميع.

 

ودعا ولد بلال باسم موريتانيا إلى حل سلمي في كل النزاعات أساسه القانون الدولي ويأخذ بعين الاعتبار هواجس ومصالح كل الأطراف، ويؤسس لاستقرار وأمن دائمين، وذلك في أوكرانيا، والسودان، واليمن وليبيا، وفي كل نزاع مسلح، أينما قام.

 

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أكد خلال كلمته أن القارة الإفريقية تواجه عددا ضخما من التحديات تهدد محددات أمن القارة وحقوق الأجيال القادمة، مردفا أن حلحلة الصراعات يجب أن تتأسس على ميثاق الأمم المتحدة وضرورة التعامل مع مسببات الأزمات لا سيما المتعلقة بمتطلبات الأمن القومي للدول.

 

ودعا السيسي لوضع حد لارتفاع أسعار الحبوب، مذكرا بأهمية إيجاد حلول عاجلة لأزمة الحبوب والأسمدة مع البحث عن الدعم في مجال التكنولوجيات الزراعية لإفريقيا.

 

وأكد الرئيس المصري التزام بلاده بالانخراط في جهود تعميق الشراكة الاستراتيجية مع روسيا من خلال تسخير الأدوات والإمكانيات المصرية وعبر تفعيل التعاون القائم بين الشركات المصرية ونظيرتها الروسية.

 

كما أكد الدول الإفريقية دول ذات سيادة، وتنشد السلم والأمن وتبحث عن التنمية المستدامة التي تحقق مصالح شعوبها وتنأى بنفسها عن الصراعات.

 

شكر لروسيا

الرئيس الانتقالي لبوركينا فاسو النقيب إبراهيم تراوري شكر لروسيا ما وصفه بـ"تذكر دور الشعوب الإفريقية"، معتبرا أن الشعوب الإفريقية منسية في الكتب والأفلام والتاريخ.

 

وأكد تراورى خلال كلمته في الاجتماع اليوم أن الدول الإفريقية تواجه ممارسات استعمارية جديدة، قائلا: "علمونا أن من لا يستطيع أن يناضل من أجل مستقبله لا يستحق مستقبله، تعودنا على النضال من أجل أوطاننا، حملنا السلاح لمكافحة الإرهاب".

 

وأبدى تراوري استغرابه لتسمية من وصفهم بالإمبرياليين لـ"بعض الفصائل الإرهابية بالمعارضين والوطنيين"، داعيا إلى احترام الشعوب الإفريقية التي تناضل ضد الاستعمار.

 

وينتظر أن تصدر القمة بيانا ختاميا اليوم الجمعة يعقبه مؤتمر صحفي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي رئيس جزر القمر غزالي عثمان.