إن تعرض فخامة رئيس الجمهورية للإساءة للفظية والتطاول على مكانته والتعدي على خصوصياته لا يمكن أن يكون رأيا حرا عدا أن كونه مناف لتعاليم ديننا الحنيف قال تعالي {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} ناهيك عن المكانة الخاصة التي يتميز بها وخصته بها شريعتنا الغراء بوصفه وليا لأمر المسلمين، قال تعالي: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}.
وقد كرس دستور الجمهورية ذلك في أكثر من مادة حماية صريحة لمكانة رئيس الجمهورية. رغم كل ذلك لم يشأ يوما أن يحاسب مرتكبي هذه الأفعال ولا يعرضهم للمساءلة، واختار التجاهل والإعراض حينا امتثالا لقوله تعالى {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}، والصفح والعفو تارة لقوله تعالى {وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}، ولم يزد ذلك أصحاب النفوس المريضة والنوايا السيئة إلا تعنتا وإمعانا في نشر بذاءاتهم واستغلال كل المنابر لترويجها، وكأنهم لم يسمعوا قوله تعالى {لَّا يُحِبُّ اللَّـهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ إلا من ظلم} ظنا منهم أن ذلك سيضر مكانة وحضور فخامة رئيس الجمهورية.
عبثا يحاولون قال تعالى {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ۚ} فانقلبت الآية وأظهر الموريتانيون درجة عالية من الرفض والاستهجان، وتعالت الأصوات بضرورة اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لوقف هذا الأسلوب والثقافة التي يريد أن يفرضها البعض سلوكا ونمطا لابتزاز الأنظمة ومطية لفرض نفسه.
لقد حان وقت المحاسبة وعلى الذين أوصلوا الأمور إلى هذا الحد أن يتحملوا تبعات أخطائهم وإصرارهم عليها وليكن ذلك عبرة في المستقبل.
وليعلم الجميع أن التطاول على رئيس الجمهورية ليس حرية ولا رأيا حرا ولا ديمقراطية ولا حصانة لصاحبه.