غَزَوْنا... واسْتَبَحْنا المعتدينا *** وعدنا بالكُماة مقيدينا
أَيَأْمَنُ ظالم منا نزولا *** يَسوءُ به صباح المنذرينا
غُزِينا في معاقلنا زمانا *** وقارعنا الغزاة المعتدينا
وساقيناهم كأس المنايا *** سِجالا؛ آخذين ودافعينا
تجرعنا المرارة فاستحالت *** مع الجُرعات خمر الأندرينا
كسرنا سَطوة الآلام صبرا *** وخَرَّ الخوف في يدنا رهينا
ومَلَّ المعتدون وما مللنا *** وما لِنَّا، وعزمهم أُلِينا
فلما استحكم الخذلان فيهم *** وأضحوا في المهانة واغلينا
أَدَلْنا كَرَّة البُرَحا عليهم *** بجند لا يهابون المنونا
غزوناهم بطوفان فَتِيٍّ *** شبابٍ بالجهاد مُحَنَّكينا
فَجِسْنا في ديارهم نهارا *** جهارا قاتلين وآسرينا
بَسطنا مُلكنا أنا حللنا *** عليهم؛ فاتحين محررينا
نُسطِّر بالدماء كتابَ مجد *** تَرَجّيْنا كتابته سنينا
"بأيام لنا غُر طوال *** عصينا المَلْكَ فيها أن نَلينا"
فهذي دولة الطغيان دالت *** وهذا حلمنا أضحى يقينا
وهذي صفحة الكيان تطوى *** وتروى في حكايا الغابرينا
فتطهر أرضنا، وتفوحُ نصرا *** ويبتسم الزمان لنا قرينا
غَدٌ قد حان مهما يأتِ يُفْرِحْ *** "ويشف صدور قوم مؤمنينا"