قال الشعب كلمته في حشد هو الأكبر في تاريخ مدينة نواكشوط، وتاريخ موريتانيا.. وفي الديمقراطية لا معقب لكلام الأغلبية الساحقة..
لقد طوت موريتانيا صفحة وبدأت منذ الثالث من أغسطس عهدا جديدا من النمو المتسارع والازدهار المشترك...
وحده ماضي العلماء المجاهدين والشهداء المقاومين هو ما سيتم تخليده في العلم الوطني وإلى الأبد، أما ماضي النخب الفاسدة الذي تعتصم به ثلة من الشيوخ والسياسيين فقد أصبح رمادا تحت أقدام الحشود..
جاءت حشود نواكشوط لتستمع إلى رئيس الجمهورية كي يحدثها حديث الأمل، بعدما ملأتها الخطابات الافتراضية من أحاديث الخراب والعويل..
جعل رئيس الجمهورية مطار نواكشوط القديم وراء ظهره، واستقبل الحشود على شارع القوات المسلحة الفسيح؛ الذي تشهد أرصفته العالية وأعمدة الطاقة الشمسية التي تنيره أن العاصمة تغيرت كثيرا، وغير بعيد كانت الطرق المعبدة التي تشق الحي الساكن شاهدا على عهد الإنصاف والمساواة الذي بشربه الرئيس محمد ولد عبد العزيز..
أبناء الشهداء والمعوقون الذين كانوا نسيا منسيا، أصبحوا يعتلون المنصة، ليؤكدوا أن الرجل القوي مع الأقوياء رحيم بالضعفاء عطوف على المهمشين..
لقد أكدت الجموع أن التصويت بنعم للامركزية وتخليد دماء الشهداء أمر محسوم، وقال الحشد الكبير كما قالت الحشود في جميع ولايات الوطن أن يوم الخامس من أغسطس سوف يكون موعدا مع التاريخ، بل هو عيد ميلاد جديد للجمهورية الإسلامية الموريتانية..
قال الشعب نعم للحوار والاستقرار، نعم للمستقبل، وقالت الحشود لا لدعاة التفرقة والفوضى والدمار..
لقد ذاق الموريتانيون طعم خيراتهم بعدما حرمتهم منها قلة قليلة جعلت موارد الشعب دولة بين الأغنياء؛
آلاف القطع الأرضية التي كانوا يتقاسمونها إقطاعيات لهم ولأولادهم، أطنان السمك المدعوم والأرز المدعوم، آلاف الطرق المعبدة التي وصلت جل مقاطعات الوطن، والمراكز الصحية والمحاظر النموذجية التي تغزو آدوابه والمناطق النائية، وهذه المعاهد العليا وثانويات الامتياز..
لن يبدل الموريتانيون طعم الأمن والاستقرار بوعود الخراب والفوضى، ففي موريتانيا العزة أصبحنا نقود المنطقة في حرية التعبير، وأصبحت قناة المحظرة عنوان الإسلام المعتدل، وأصبح مهرجان المدن القديمة دليلا على الأصالة، وأصبحت نواكشوط عاصمة للدبلوماسية والقمم العربية والإفريقية، وها هو مجلس الأمن الدولي يلهث خلف التجربة الأمنية الموريتانية، ويستعطف الجيش الموريتاني بعد أن جعل مبادرة دول الساحل عنوانا للتعامل مع الأوضاع الأمنية في المنطقة..
لقد أقلعت موريتانيا نحو المستقبل، وقالت حشود الثالث من أغسطس إن الشعب لن يفرط في المسيرة وقائد المسيرة..
{إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ...} صدق الله العظيم.