حريٌ بمن يعتمد الموضوعية منهجا في طرحه ان يأخذ بعين الاعتبار جملة من النقاط تقتضي مراعاتها ادراك الكاتب لأهمية تأثيرها
فمقارنة ما أنجز المرحوم المختار ولد داداه بإنجازات ولد عبد العزيز او غيره من من تبعه بإحسان من رؤساء هذا المنكب البرزخي لايمكن ان تتسم بالموضوعية مطلقاً لدرجة تجعل المقارن لإنجازات أب الأمة ورئيسها المؤسس بما أنجز غيره من "نظراءه" متهم بمحاولة الاعتداء على هذ الشعب من خلال المساس من احد رموزه الوطنية !
ويعود ذلك لسببين رئيسين هما :
- أولا : انفراد المختار بمرحلة التأسيس والعمل على انشاء دولة مستقلة ذات سيادة وطنية.
- ثانيا: طبيعة الحقبة التي حكم فيها المختار وجسامة التحديات التي واجهته مقارنة بغيره من من حكم البلاد من بعده.
ومن هذ المنطلق فلا احد يستطيع نكران جميل الرئيس المختار ولد داداه -رحمه الله - على هذه الأمة.
فهو كما يعلم القاصي والداني الرئيس المؤسس لهذه الدولة وله من الفضل على اأهلها ما إذا قورن بجميع ما أنجز بعده من مدارس وجامعات ومستشفيات وبنى تحتية ووو...لرجّح كفته.
فيكفيه فضلا كونه أسس دولة مايسمى الآن بموريتانيا من لا شيىء. !
في ظروف تطبعها ندرة الكادر البشري المتكون وشح الموارد المادية وضحالة الوعي بمفهوم الدولة و انتشارعقلية البدو الرحل المناهضة لفكرة المدينة ، ناهيك عن الخطر الخارجي المحدق بالمنطقة آنذاك واطماع بعض دول المتربصة بها بغية ضمها لحوزتها الترابية.
ومع كل ذلك آمن بفكرته وناضل من أجلها واستطاع ان يقنع الجميع في الداخل وينتزع الاعتراف من الخارج بفضل حنكته ودهائه ...
ثم اجتهد في تسييرها كرئيس لدولة مستقلة ذات سيادة وطنية شأنها في ذلك شأن مثيلاتها من دول العالم...
وقام بإنشاء عاصمة للدولة ومباني للحكومة وبنى تحتية ومدارس ومستشفيات وشوارع وجيش وعملة وطنية....
ولعبت موريتانيا حينها ادواراً دبلوماسية بالغة الأهمية، بالرغم من حداثة نشأتها و كان لها أثرٌ اجابيًٌ في المنطقة العربية والافريقية والدولية ...
وتمكنت من تبوء مكانة مرموقة في العمل العربي المشترك كما أصبحت فاعلة في محيطها الاقليمي و الدولي ...
كل هذه الجهود الجبارة وغيرها تركت للرئيس المختار ولد داداه مكانة طيبة محفورة في الذاكرة الوطنية لهذا الشعب ستبقى خالدة في وجدانه حتى يرث الله الارض ومن عليها.
لكن ذكر مآثر المختار و الاعتراف له بالجميل لا يعتبر تنقيصاً او تقزيماً لإنجازات محمد ولد عبد العزيز !
فلهذا الأخير من الإنجازات ما يجعل تجاهله جحوداً ونكرانه غضاضة موغلة في اللؤم....
وكما يقول المثل: "يگد حد گاع يشكر محمد ...ماعيبْ حليمة".