طوفان الأقصى حياة إذ به انطلقا *** موؤود حلم، فجاز الكون والأفقا
وكان فتحا به القسام فتق مـــا *** من المكايد حول القدس قد رتــــــقا
وصير السرديات الزائفات، سدى *** لا حق، لا عدل، بله الجور والنزقا
يا أيها العالم المسعور ويلك هل *** صار التوحش نهجا راقيا لبـــــــــقا
يا عالم الغاب لا معيار لا قيــــما *** إن النفاق بهذا العــصر قد نفقا
ألا أبو البختري يلفى بعالمنا *** ألا مروءة؟ لا دينا ولا خلقا
هل مشركو العرب كانوا نجدة وندى *** أسمى. لماذا رضينا الذل والملقا
لكن طوفان أقصانا أعاد لنا *** من المعزة والإيمان ما خلقا
وإن تصب من أيادي الغدر آثمة *** برا تقيا نقيا قائدا حذقا
مجاهدا مخلصا نزجي تهانئنا *** لمن بما عاهد المولى به صدقا
وإن مضى صالح العاروري مرتقيا *** مبوأ في جنان الخلد مرتفقا
فتلك منقبة مولاه أكرمه *** بها؛ فبذ بها الأقران والرفقا
إذ نال زلفى وحسنا في المآب وقد *** حاز المفاخر. فليبأى بما رزقا
وقد شرى نفسه لله محتسبا *** في ذلك السجن والتشريد والقلقا
ما هان ما خاس عهدا للإله وما *** ونى. وظل الشموخ الفارع الألقا
عقباه في الخلد حيا مكرما فرحا *** مستبشرا بالذي من بعد ما لحقا
ما ينفع الناس باق. غيره زبد *** يمضي جفاء؛ ويبق الحق مؤتلقا