الأخبار (نواكشوط) ـ تعرض مقهى ومطعم "عزيز اسطنبول" في العاصمة البوركينية واغادوغو لهجوم من طرف مسلحين مجهولين مساء الأحد، خلف 18 قتيلا و20 جريحا، من جنسيات مختلفة، كما أعلن عن مقتل 2 من المسلحين المهاجمين.
وقد هاجم المسلحون المطعم الواقع على شارع كوامي نكروماه بقلب العاصمة، بالقرب من المطار وكاتدرائية واغادوغو، حوالي الساعة التاسعة والنصف بالتوقيت المحلي، بينما كان بعض رواد المطعم يحتفون بعيد ميلادهم.
تفاصيل الهجوم
وفق شهود عيان فإن "4 مسلحين نزلوا من على دراجاتهم النارية، وأخرجوا أسلحة كانت مخبأة في حقائبهم، وشرعوا يطلقون النار على من بالمطعم".
وقد تدخلت القوات البوركينية ـ الجيش، والشرطة، والدرك ـ "بعد نصف ساعة من بدء الهجوم، حيث حاصرت المهاجمين في طوابق المطعم، مع بعض الرهائن".
كما تدخل مواطنون عاديون لتقديم الإسعافات للجرحى، ونقلت بعض السيارات المدنية عددا منهم إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وبعد ساعة من الهجوم تحدث وزير الاتصال الناطق باسم الحكومة البوركينية ريمي دانجينو للتلفزيون الرسمي، ووصف ما حصل ب"العمل الإرهابي" كما قدم حصيلة أولية كان عدد القتلى فيها "17 شخصا".
بعدها بساعات سمع دوي انفجارات أخرى جديدة داخل المطعم الذي يتحصن فيه المسلحون، وتواصل إطلاق النار بشكل مطول، حيث لم ينته إلا الرابعة فجرا، وأعلن وزير الاتصال انتهاء التدخل ومقتل اثنين من المهاجمين.
ضحايا أجانب
وصلت حصيلة ضحايا الهجوم على مقهى ومطعم "عزيز اسطنبول" 18 قتيلا و20 جريحا، إضافة إلى مقتل 2 من المهاجمين.
وأكد وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة ريمي دانجينو أن من بين ضحايا الهجوم على المطعم الذي يقصده العديدون خلال عطلة الأسبوع، أجانب.
وقد أعلنت العدالة الفرنسية أن أحد رعاياها ببوركينافاسو كان من بين الضحايا، كما أعلن أن من بين الضحايا شخص يحمل الجنسية التركية.
عدم تحديد هوية المنفذين
تضاربت الأنباء بشأن عدد منفذي الهجوم، ففيما تقول مصادر إن عدد المنفذين 4، تذهب مصادر أخرى إلى أن الهجوم نفذ من طرف شخصين، وقد قضيا خلال عملية تدخل القوات البوركينية.
ولم تتبن بعد أي من الجماعات المسلحة الهجوم، فيما يتواصل البحث عن "سيارة تحمل لوحة نيجيرية" بواغادوغو.
ويعود آخر هجوم تشهده العاصمة واغادوغو إلى شهر يناير 2016، حيث نفذ ضد فندق سبلانديد ومطعم "كابيتشينو" الواقع على بعد 200 متر من مطعم ومقهى "عزيز اسطنبول" وقد تجاوز عدد القتلى والجرحى حينها 80، وتبناه تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
فتح تحقيق
عينت السلطات البوركينية ساعات بعد وقوع الهجوم قاض للتحقيق في عملية الهجوم، وتم إغلاق المحلات التجارية بالحي الذي وقع فيه الهجوم، كما تم ضرب طوق أمني على الحي بكامله، وسط انتشار كبير لسيارات الشرطة.
وقد قدم إلى مسرح الهجوم كذلك محققون من الشرطة العلمية، لتقفي آثار ما حصل، والتأكد من سلامة المكان.
ويسعى المحققون إلى التعرف على هويات الضحايا، وتتبع منفذي الهجوم من أجل التعرف عليهم.
ردود الفعل
أصدرت الرئاسة البوركينية بيانا عزى فيه رئيس البلاد روك مارك اكريستيان كابوري أسر الضحايا، وأشاد ب"شجاعة قوات الدفاع والأمن التي تمكنت من طرد الإرهابيين"، كما دعا إلى "اليقظة والتضامن والوحدة في وجه الخصوم".
وأكد الرئيس البوركيني في البيان الصادر عن الرئاسة على مواصلة "مقاومة الإرهاب، وأعداء الديمقراطية، ونهضة الدولة".
كما عبر الرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي آلفا كوندي عن قلقله إزاء "الهجوم الإرهابي الذي ضرب قلب العاصمة البوركينية واغادوغو"، ودعا كوندي إلى "تعزيز التعاون لإنشاء قوة التعاون المشتركة بين مجموعة دول الساحل".
ونشر الرئيس السنغالي ماكي صال تغريدة على اتوتير عبر فيها عن "تضامنه مع الشعب البوركيني والرئيس روك مارك اكريستيان كابوري"، كما حث على "التضامن ضد الإرهاب".
وقد أدان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "العملية الإرهابية التي تعرضت لها واغادوغو"، وحث ماكرون على "التعبئة الفعالة من طرف السلطات البوريكينية"، مضيفا أن "فرنسا ستواصل العمل مع دول المنطقة ضد الجماعات الإرهابية، وكذا من أجل تسريع إنشاء قوة مشتركة لمجموعة دول الساحل".