على مدار الساعة

مرشح تواصل: الانسحابات من الحزب مبالغٌ في حجمها وتأثيرها (فيديو)

17 يونيو, 2024 - 20:00

الأخبار (نواكشوط) ـ قال مرشح حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) حمادي ولد سيد المختار إن الانسحابات الأخيرة من الحزب المذكورةَ مبالغٌ في حجمها، وفي تأثيرها "فليست الأولى في تاريخ تواصل، فقد سبقها منتخبون ورجال أعمال وشخصيات وازنة، وبقي تواصل يتعزز ويتمدد".

 

وقال ولد سيدي المختار –  في رابع حلقات حوار الأخبار-  إنه يأسف "لهجرة أي شخص كان معنا في حزب تواصل، بغض النظر عن موقعه ومكانته ودوره، وطبعا يزداد الأسف، إذا كان من الرعيل القيادي، رئيسا سابقا أو نائب رئيس أو عضو مكتب تنفيذي أو غيرهم من الشخصيات المهمة".

 

وأضاف: "مع ذلك فإن تواصل فكرة ومشروع، وليس مشروع فرد حتى يتأثر سلبا برحيله أو يتوقف استقراره وتمدده على وجوده، وأعتقد أن المهرجانات والفعاليات التي نظَّمها تواصل، تؤكد أن انتشار خطابه، ومقبوليته الجماهيرية لم تتأثر بتلك الانسحابات المأسوف عليها على كل حال".

 

وتحدث ولد سيدي المختار في الحوار عن الخطوط العريضة لبرنامجه الانتخابي ومبررات ترشحه، ورؤيته لحل مشاكل البلد المطروحة، والاستقالات التي عرفها حزب (تواصل) خلال الفترة الأخيرة، ومواضيع أخرى.

 

وشارك في الحوار رئيس تحرير وكالة الأخبار أحمد ولد محمد المصطفى، محمدي موسى (تقدمي) جدنا ديده (La DEPECHE) عبد المجيد ابراهيم (نوافذ).

 

وتاليا نص الحوار:

 

أحمد محمد المصطفى (الأخبار):   أهلا بكم مجددا ضيفنا في هذه الحلقة رئيس حزب تواصل ومرشحه لرئاسيات يونيو 2024 حمادي ولد سيدي المختار أهلا بكم، أسعدُ بمشاركة زملائي في طرح الأسئلة وإثار الحلقة جدنا ديده (La DEPECHE) محمدي موسى (تقدمي) عبد المجيد ابراهيم (نوافذ).

 

أحمد محمد المصطفى (وكالة الأخبار): كيف تقدّمون أنفسكم ومشروعكم للرأي العام الموريتاني؟

حمادي سيدي المختار: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين في البداية أتوجه بالشكر الخالص لوكالة الأخبار المستقلة على إتاحة هذه الفرصة.

 

 وأرحب بالسادة الكرام على الحضور معنا في هذه الليلة وفي هذا الحوار وأتمنى أن يكون حوارا ممتازا وبالتأكيد سيكون إن شاء الله ممتازا من خلال الأسئلة التي ستطرحون.

 

وكما تعلمون فإن حزب تواصل قدّم خياره السياسي من خلال رمزية اسمه "التجمع الوطني للإصلاح والتنمية"

 

وبحثا عن تجسيد هذا الاسم، ونتيجة لما يرى الحزب في واقع البلد دفَع بمرشح من أفراده لخوض هذه الانتخابات، ويتأسس ذلك على دوافع متعددة منها على سبيل المثال:

- الاختلالات التنموية المتفاقمة والمؤثرة بشكل سلبي مستمر على حياة المواطنين

- انتشار الفساد بشكل هائل في مختلف مجالات التسيير في البلد.

- تراجع مزر في البنى التحتية، وانعدام لأغلب المرافق التي لا تستغني عنها حياة المواطنين، ولا تستقيم بدونها الدول.

- فشل مزمن في القطاعات الأكثر أهمية وحساسية، مثل التعليم والصحة

ولأن الوضع لا ينبغي أن يستمر على ماهو عليه يقدّم تواصل مشروعه القائم على الإصلاح والتنمية، ونراهن على قدرة خطابنا وإقناعه، وعلى وعي الجماهير الموريتانية، وطموحها إلى التغيير، وإلى حلول الإصلاح والتنمية، بدل الفساد والإخفاق.

 

جدنا ديده: (La DEPECHE) إذاً ماهي الملامح لبرنامجكم الاقتصادي لحلحلة هذه المشاكل التي ذكرت؟

حمادي سيدي المختار: نتقدم إلى الشعب الموريتاني ببرنامج متكامل، يتأسس على منطلقات الهوية الإسلامية والانتماء الوطني والخيار الديمقراطي، ينشد الوحدة الوطنية والتنمية الشاملة والعدالة والأمن والنهوض الاقتصادي.

 

وتعمل الآن لجنة مختصة في الحزب على وضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل البرنامج الذي سأقدّمه إلى الشعب الموريتاني أملا في نيل ثقته.

 

وبالجملة فنحن نتقدم بالإصلاح:

 

- إصلاح سياسي وقانوني شامل

- إصلاح إداري فعال يعزز خدمة الإدارة للمواطنين، ويقربها منهم.

- إصلاح مجتمعي: قوامه الوحدة الوطنية وتعزيز الهوية الإسلامية، والنهوض بالتعليم.

 

وفي المجال الاقتصادي بشكل خاص، يتضمن برنامجنا رؤية تنموية شاملة، تتأسس على تثمين الموارد الطبيعية التي حبانا الله بها، وحمايتها وتطوير قدراتها الإنتاجية، فنحن نملك ثروة سمكية كبيرة تحتاج إلى إصلاح في مجال الصيد البحري، نملك قدرات منجمية هائلة، وسنعمل على تطوير الإنتاج في هذا المجال وعلى توجيهه، لإحداث نقلة نوعية في الاقتصاد الوطني.

 

لدنيا آفاق كبيرة في مجال الغاز، وعليه فإن برنامجنا يُقدّم رؤية لتطوير كل هذه المجالات التنموية، والرفع من إسهاماتها التنموية لتحقيق الرفاهية الممكنة والمستحقة للمواطنين.

 

 

محمدي موسى تقدمي: هل ستطبقون الشريعة الإسلامية في حالة وصولكم إلى الحكم؟

حمادي سيدي المختار: أستغرب هذا السؤال لأننا في بلد اسمه الجمهورية الإسلامية الموريتانية ودستوره ينص على أن المرجعية في كل القوانين هي الشريعة الإسلامية لا أفهم لم يطرح هذا السؤال، الأصل ألا يطرح .

 

نحن باختصار نريد تطبيق الدستور الذي مصدره الشريعة الإسلامية العظيمة.

 

هنالك أيضا  فهم سائد لتطبيق الشريعة، يختصرها في الحدود بالذات ما الذي تعنيه الحدود في الشريعة، لكن ما الذي تعنيه الشريعة، إن الشريعة تتكامل عناصرها من إماطة الأذى عن الطريق إلى الشورى الملزمة والشورى المعلمة، وتمر بالحدود بالتأكيد لكن الحدود جزء من  يسير منظومة كبيرة هي تطبيق الشريعة الإسلامية.

 

ولكي لا يفزع الناس، أود أن أقول إننا نريد تطبيق الشريعة في الحكم والحاكم قبل المحكوم، لأن الحاكم الذي يستشعر رقابة الله تعالى لما ولي من أمر يستشعر قول عمر رضي الله عنه وأرضاه لو أن بغلة عثرت في العراق لخشيت أن يسألني الله عنها.

 

نريد الحاكم الذي يعسُّ في الليل بحثا عن مصالح المسلمين مثلما تحدّثُنا كتب السير والآثار عن عمر بن الخطاب مع المرأة التي جاءها في وقت متأخر من الليل معه عبد الرحمن بن عوف، وإذا بأطفال يبكون وهي تغلي لهم ماء وبعض  الحجارة فسألها عن حالها، فقالت لا نمتلك قوتنا، هؤلاء الصبية يبكون من الجوع فانقلب عمر بسرعة إلى بيت مال المسلمين وأخذ دقيقا فقال للعامل احمل علي هذا قال أحمله لك أو عنك وأحمله علي قال: قلت لك أحمله علي، واستغرب رفيقه من ذلك، وكرر هذه العبارة مرات قال من يحمل عني وزري يوم القيامة، وذهب بالدقيق ثم حرص على أن يقوم بإنضاجه حتى يتهيأ للأخذ منه والتناول، و هكذا يواصل عمر رضي الله خدمة هذه المرأة، حتى ينقل أبناءها من حال الجوع إلى الشبع والريِّ، ومن البكاء والحزن إلى الفرح.

 

وينتهي الأمر بعد ذلك بمفاجأة المرأة عندما تقدم المدينة بأن الرجل الذي كان يخدمها هو أمير المؤمنين أو بعبارة أخرى هو الرجل الأول في الدولة.

 

وفي قصة أخرى سنجد مظهرا إسلاميا عريقا للعدالة والمساواة، عندما تتقدم سيدة من أهل الريف بشكوى إلى القاضي، تقدمها بفصاحة وتعبير شعري رائق، قبل أن يسألها القاضي من تشكين يا أمة الله فقالت ابن أمير المؤمنين هذا القائم بين يديك العباس فيأمر القاضي بأن يجلسهما بجانب وينظر في شأنهما فارتفع صوتها وبدأ صوت العباس بن أمير المؤمنين ينخفض، قال لها القاضي لو أخفضتِ صوتك فأنت في مجلس أمير المؤمنين وتكلمين ابنه، فقال له دعها فإن الحق أنطقها والباطل أخرسني وحكم، والقصص في هذا كثيرة نحن نريد تطبيقها على الحاكم أولا قبل أن نطبّقها على المحكوم،  الشريعة تعني: قيما، أخلاقا، عدالة... حتى يأمن الناس حتى يأمن الأمير نفسه، و أنتم تعلمون كذلك قصة عمر مع صاحب الروم جاء وهو نائم ويبحث عن ملك كبير له حرس وجنود فوجده ينام تحت ظل شجرة فقال له عدلت فأمنت فنمت.

 

هكذا نريد تطبيق هذه الأمور في من يحكُم الناس ثم بعد ذلك نريد تطبيق الشريعة، في محاربة الفساد، في تحقيق الرفاهية للمواطنين، ونرى بأن تطبيق أحكام الله ليس فيه إلا السعادة والرخاء، وإنها عندما تطبَّقُ لمرة واحدة ينتهي الأمر (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ) لكن هذا جزء يسير من شريعة كبيرة سمحة فيها العديد من المجالات نريد تطبيقها فعلا في الناس.

 

عبد المجيد ابراهيم ( نوافذ): السيد الرئيس يأتي ترشحكم تغييرا لاستراتيجية اتبعها حزبكم تواصل في الترشح للرئاسيات منذ 2009 لم يدفع الحزب بمرشح منه في الرئاسيات بعد ما رشح 2009 رئيسه الرئيس الحالي للجنة التوجيه في حملة مرشح محمد ولد الشيخ الغزواني جميل منصور وحل رابعا حينها ب 4،76% من أصوات الناخبين، هل تتوقعون أن يؤثر هذا السياق الذي جاء فيه ترشيحكم على نتائج حزب تواصل في الانتخابات الرئاسية المقبلة ؟ وعلى من تعوّلون هل هو الرفقاء في الأغلبية أم الرفقاء في المعارضة أنتم الآن ربما بين (فسطاطين) في مكان واحد.

حمادي سيدي المختار: بارك الله فيكم على كل حال أريد في البداية أن أؤكد أن قرارات تواصل في الترشيح وعدم الترشيح قرارات آنية خاضعة لمقاربات تعتمد على الواقع والظرف.

 

فليس لدى تواصل قرار مطلق بالترشيح الدائم ولا قرار مطلق بالدعم ولا قرار مطلق بالمقاطعة أو الحياد، وإنما النقاش والتحليل السياسي ومقارنة نقاط القوة والضعف والفرص والآفاق، والسعي لاختيار الأصلح والأولى للبلاد والحزب.

 

ولذلك تختلف المواقف كما ذكرتم في سؤالكم، ففي 2009 رشح الحزب للرئاسيات،  ثم قاطع بعد ذلك في الانتخابات الرئاسية الموالية، ثم دعم سيدي محمد ولد ببكر في الانتخابات التي بعدها، واليوم يعود إلى ما فعله بعد تأسيسه إلى الترشيح من داخله، ولا أحتاج التذكير إلى أن تواصل لم يكن يعتمد الترشيح من الداخل، وكان أولويته الاتفاق على مرشح من المعارضة، مع استعداده للتنازل عن أحقيته في الترشح، لصالح المرشح المعارض الموحد، لأن توحيد المعارضة مكسب كبير في حد ذاته، وللأسف لم نوفَّق في الوصول إلى تلك اللحظة التوافقية.

 

ثم كانت المرحلة الثانية الاتصال بالمرشحين المعارضين والاستماع إليهم، لينتهي الأمر إلى الترشيح من داخل حزب تواصل في اختيار آلت إليه نتائج النقاش والتشاور والتحليل، وسعيا إلى دفع النظام إلى شوط ثانٍ، قد تكون فيه فرص المعارضة أقوى للفوز برئاسة موريتانيا.

 

وحزب تواصل في هذا الترشيح يعول على:

- عون الله تعالى وتوفيقه

- فعالية خطابه السياسي ووضوح رؤاه.

- قوة جماهيره وأدائهم المتميز ومبدئيتهم النضالية

- واقع الشعب الموريتاني الذي يتطلب التغيير الجاد، والانتقال من حال الفقر والبؤس وتردي الخدمات إلى وضع جديد، ينعَم فيه المواطنون بخدمة الدولة ووسائلها وعدالتها، وأمنها واستقرارها

- وعي الشعب الموريتاني الذي لا ينبغي أن يكرر مآسيَه، ولا ينبغي أن يمنح استمرارا لتردي خِدمات الكهرباء، ودوام العطش، وتردي التعليم، وانهيار الصحة، وغلاء الأسعار، واللجوء إلى خِدمات دول الجوار من أجل العلاج.

 

وبمختلف هذه العوامل فإن ترشيح حزب تواصل للرئاسة، يحمل أكثر من معنى وأكثر من قوة داخلية وأفق جماهيري، يعززه أيضا تجربة منتخبي تواصل في خدمة المواطنين في البرلمان والبلديات، وكل ذلك يعزز ثقتنا في المواطن الذي رأى في عمد ونواب تواصل المبدئية والإنجاز والعمل، وهو ما يعزز الآمال في منحهم الثقة لمرشح تواصل لرئاسة الجمهورية.

 

أحمد محمد المصطفى (الأخبار): السيد الرئيس هناك من رأى أنه منذ ما بدأ ما يعرف بالتعددية السياسية في موريتانيا أن النظام بطرفيه المعارضة والحاكم يدور في نفس الحلقة انتخابات لا تعترف بها المعارضة تمكث فترة في الاحتجاجات ثم تشارك في انتخابات أخرى وهكذا، هل تعتقد أن هذه المحطة ستكون استثناء ؟

حمادي سيدي المختار: على كل حال هي السياسة قائمة على المغالبة والبحث عن التحسين، والأمور من سنن الله الكونية لا تأتي في وقت واحد، لا يمكن أن نستسلم ونقول لا نشارك في الانتخابات حتى نتأكد 100% بأنها ستكون شفافة ونزيهة.

 

نحن ننتهج سياسة المشاركة والمطالبة، والعمل الدؤوب من أجل إصلاح المسار الانتخابي، واللقاءات التي نظمناها مع اللجنة من خلال اللقاءات مع الداخلية ومع المعنيين تدفع دفعا إلى تحسين ظروف الشفافية، ونرجو أن تكون هذه المحطة مختلفة، وكل الظروف تدعو إلى أن تكون محطة مختلفة ومنها:

 

- وضعية الجوار والانهيار المتواصل للديمقراطيات، بل وللدول، وانتشار فوضى السلاح والحروب، مما يجعل ترميم الجبهة الداخلية وتعزيز الديمقراطية جزءً أساسيا من تعزيز استقرار واستمرار الدول.

 

وهو ما يتطلب من الحكومة واللجنة المستقلة للانتخابات منح التنافس أعلى درجات المصداقية والشفافية، لنحصل على ديمقراطية راقية وعلى وحدة وطنية وأداء سياسي قادر على تحقيق الإصلاح والتنمية الذي نسعى إليه.

 

جدنا ديده: (La DEPECHE) بما أنكم ذكرتم الشفافية - بغض النظر عن الضمانات القانونية - هل هناك إجراءات تستحسنون أن تأخذها الدولة من أجل أن تطمئنُّوا على شفافية مطلقة نسبيا للانتخابات القادمة؟

حمادي سيدي المختار:  قدّمنا العديد من الإجراءات والمقترحات للحكومة وللجنة في إطار الشفافية التي تضمن الارتياح والاطمئنان للمسار الانتخابي ونتائجه.

 

اقترحنا اقتناء أجهزة للبصم، وهي متوفرة وسهلة، ويمكن أن تختصر الزمن والوقت والجهد.

 

كما طالبنا بعقلنة وتحديد صلاحيات رؤساء المكاتب، حتى يحدَّ ذلك من سطوة طرد ممثلي المرشحين، مما يفتح الباب واسعا أمام التزوير.

 

وما من شك أن الضمانات الحقيقية للشفافية، ستُفيد المترشح الذي سيفوز، لأن نجاحه سيكون واضحا ولا يمكن الطعن فيه بأي حال.

 

كما ينبغي التطوير المستمر لإدخال التقنيات في الاقتراع، واقتناء شاشات لتمكين المصوت من التأكد من خياره الذي سيمنحه صوته وفي سبيل تعزيز الشفافية طالبنا بإشراك المعارضة في اختيار وتزكية رؤساء المكاتب، وقد وعدوا بذلك في الانتخابات التشريعية والبلدية الماضية، لكنهم لم يفوا به.

 

ونحن نعرف الطريقة التي يتم بها اختيار رؤساء المكاتب، والجهة التي تقترحهم هي الإدارة ذات التأثير والانتماء السياسي الواضح والمحدد للنظام، زيادة على التأثير القبلي، وتحكم السياسيين المحليين والزعماء التقليديين في توجيه كثير من قرارات الناخبين، وهو ما يضعف فرص الشفافية، ويعزز مخاوف التزوير.

 

لكنْ رجاؤنا أن يتدارك النظام الأمر وأن يعمل على تقديم نموذج أكثر إجماعية وشفافية لإدارة أهم تنافس انتخابي في البلاد.

 

وعمليا فإن التجارب السابقة غير مطمئنة، وفيها ثغرات كبيرة جدا، وعليها مآخذ متعددة، وينبغي أن تكون هذه الانتخابات مختلفة، نظرا لسهولة تنظيمها من الحالة الإجرائية، حيث يوجد مسار انتخابي واحد، ولائحة موحدة وصندوق واحد، وهو ما يتطلب التحسين والتطوير وتوفير الشروط الضرورية للعمل.

 

محمدي موسى (موقع تقدمي): سنتحول قليلا إلى موضوع الحزب  هجرة الرموز إلى الموالاة هذه هل من المتوقع أن تؤثر على الحزب؟

حمادي سيدي المختار: نأسف لهجرة أي شخص كان معنا في حزب تواصل، بغض النظر عن موقعه ومكانته ودوره، وطبعا يزداد الأسف، إذا كان من الرعيل القيادي، رئيسا سابقا أو نائب رئيس أو عضو مكتب تنفيذي أو غيرهم من الشخصيات المهمة.

 

ومع ذلك فإن تواصل فكرة ومشروع، وليس مشروع فرد حتى يتأثر سلبا برحيله أو يتوقف استقراره وتمدده على وجوده، وأعتقد أن المهرجانات والفعاليات التي نظَّمها تواصل، تؤكد أن انتشار خطابه، ومقبوليته الجماهيرية لم تتأثر بتلك الانسحابات المأسوف عليها على كل حال.

 

وعلى كل حال فإن الانسحابات المذكورةَ مبالغٌ في حجمها، وفي تأثيرها، فليست الأولى في تاريخ تواصل، فقد سبقها منتخبون ورجال أعمال وشخصيات وازنة، وبقي تواصل يتعزز ويتمدد.

 

عبد المجيد إبراهيم :  السيد الرئيس هذا المشروع نعلم جميعا أنكم جزء من الحركة العالمية للإخوان المسلمين وهذه الحركة لديها المشاكل في بعض البلدان العربية، هل موريتانيا تتحمل أن تُحكَم من طرف هذا الفصيل بين قوسين الذي لم يستطع الحكم في المركز الذي هو مصر رغم قوته ودفعه من قبل الثورة، إذا أنتم كجزءٍ من هذه الحركة العالمية التي لم تستطع كما قلت الحكم في المركز رغم أنها مدفوعة بالثورة وبالانتخابات، هل تظنون أن طموحكم للوصول للحكم  في موريتانيا منطقي أو عقلاني و فيه مصلحة موريتانيا؟

حمادي سيدي المختار:  لا يمكن القول بوجود ارتباط بين البلدان في جزئيات الحكم، وطرق الوصول إلى السلطة.

 

هنالك اختلافات جذرية وعميقة، وخصوصية لكل قطر عن الآخر، فموريتانيا تختلف عن مصر وتختلف عن تونس، و تختلف عن أي بلد آخر ولها خصوصيتها ولأصحاب هذا الفكر خصوصيتهم.

 

وفي النهاية تواصل مشروع سياسي موريتاني، مفتوح أمام كل الموريتانيين، ومنفتح على كل الموريتانيين، وليس حبيس رؤية فكرية ضيقة ولا إطار إيديولوجي محدد، تواصل جامع في تنوعه للموريتانيين، بغض النظر عن اختلافاتهم الفكرية والسياسية والفئوية، وليس حزب جماعة، بل هو مشروع سياسي للموريتانيين، وعوامل قوته تتركز في جمعه للموريتانيين، وتعبيره عن هويتهم ومطالبهم في الإصلاح والتنمية، وقد أثبت ذلك في كل محطة انتخابية أو موقف سياسي، وسيتضح إثبات ذلك أكثر عندما يمنحه الشعب الثقة الكاملة لرئاسة البلاد وسيتضح أن لديه القدرةَ، وسيختلف عن المشاريع السياسية الأخرى التي تعتبرون أنه امتداد لها أو  مثلها، وأنا لدي تحفظ على ذلك لأني أرى أنه ثمة اختلافا في مشروع تواصل الكبير المنفتح على الجميع.

 

أحمد محمد المصطفى:

أشكركم السيد الرئيس على المشاركة في برنامج "حوار الأخبار" كما أشكر زملائي جدنا ديده (La DEPECHE) محمدي موسى (تقدمي) عبد المجيد ابراهيم (نوافذ) وشكرا لكم مشاهدينا الكرام وإلى حلقة قادمة والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

 

لمتابعة نص المقابلة اضغطوا هنا