نواصل بإذن الله تعالى في هذه الحلقة ما بدأناه في الحلقات الماضية، من التعريف بدين الشيعة الإمامية الإثني عشرية ، فأقول مستعينا بالله :
الشعوبية والعداء للجنس العربي عامة ولقريش خاصة:
يروي المجلسي في بحاره 52/349 عن أبي جعفر – وهو الباقر – أنه قال : ما بقي بيننا وبين العرب إلا الذبح، وأومأ بيده إلى حلقه.
وفيه 52/355: "إذا خرج القائم لم يكن بينه وبين العرب وقريش إلا السيف".
وفي 52/349: إذا قام القائم من آل محمد عليه السلام أقام خمسمائة من قريش فضرب أعناقهم، ثم أقام خمسمائة فضرب أعناقهم، ثم خمسمائة أخرى حتى يفعل ذلك ست مرات. قلت: ويبلغ عدد هؤلاء هذا؟ قال: نعم منهم ومن مواليهم.
وفيه بالمقابل (41/214) عن أمير المؤمنين رضي الله عنه أنه زار المدائن – عاصمة دولة الفرس – ووجد جمجمة، فوضعها في طست، وأقسم عليها أن تخبره قائلا: من أنا ؟ ومن أنت ؟ فقالت الجمجمة بلسان فصيح: أما أنت فأمير المؤمنين وسيد الوصيين وإمام المتقين وأما أنا فعبد الله وابن أمة الله كسرى أنو شيروان، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: كيف حالك ؟ قال: كنت على دين المجوس، وقد ولد محمد صلى الله عليه وآله في زمان ملكي... فهممت أن أومن به ... ولكني تغافلت عن ذلك وتشاغلت عنه في الملك، ... فأنا محروم من الجنة بعدم إيماني به ، ولكني مع هذا الكفر خلصني الله تعالى من عذاب النار ببركة عدلي وإنصافي بين الرعية ... والنار محرمة علي.
التقية بلا حدود!
بوب الكليني في الكافي 2/133 بابا للتقية وبعده آخر للكتمان ، ومما أورد فيهما: عن أبي عبد الله جعفر الصادق: "إنَّ تسعة أعشار الدِّين في التقيَّة، ولا دين لمن لا تقيَّة له".
وعنه أيضا :"إنَّكم على دينٍ مَن كتمه أعزَّه الله، ومن أذاعه أذلَّه الله”.
وفي بحار الأنوار 75/412: عن علي بن موسى الرِّضا قال: "لا إيمان لمن لا تقيَّة له، وإنَّ أكرمكم عند الله أعمَلُكم بالتقيَّة، فقيل له: يا ابن رسول الله، إلى متى؟ قال: إلى يوم الوقت المعلوم، وهو يوم خروج قائمِنا، فمَن ترك التقيَّة قبل خروج قائمنا فليس منَّا“.
خطر تمحيص الروايات الشيعية:
في الوافي للفيض الكاشاني (ت 1091هـ) في المقدمة الثانية 1/25 قال: "وبعد فإن في الجرح والتعديل وشرائطهما اختلافات وتناقضات واشتباهات لا تكاد ترتفع بما تطمئن إليه النفوس كما لا يخفى على الخبير بها، فالأولى الوقوف على طريقة القدماء، وعدم الاعتناء بهذا الاصطلاح المستحدث رأسا وقطعا ، والخروج عن هذه المضايق".
وفي وسائل الشيعة للحر الأملي (20/100) : ”الاصطلاح الجديد (يعني تقسيم الحديث الذي أحدثه الحلي أو شيخه) موافق لاعتقاد العامة واصطلاحهم، بل هو مأخوذ من كتبهم كما هو ظاهر بالتتبع ... وقد أمرنا الأئمة (ع) باجتناب طريقة العامة".
وقال يوسف البحراني (ت 1186هـ) في لؤلؤة البحرين في الإجازات وتراجم رجال الحديث ص 47 : "الواجب إما الأخذ بهذه الأخبار، كما عليه متقدمو علمائنا الأبرار، أو تحصيل دين غير هذا الدين، وشريعة أخرى غير هذه الشريعة لنقصانها وعدم تمامها؛ لعدم الدليل على جملة أحكامها... وهذا بحمد الله ظاهر لكل ناظر، غير متعسف ولا مكابر".
تطور الفكر الشيعي عبر (ولاية الفقيه):
سيطرت على الفكر الشيعي منذ بداية الغيبة الكبرى عقيدة الانتظار؛ إذ كانوا قد ربطوا المهام الكبرى – كالحكم والجمعة وقيادة مجتمع الشيعة عموما - بشخص الإمام ، فجعلهم ذلك - عبر أكثر من ألف عام – على هامش الأمم ، فاخترع متأخروهم نظرية (ولاية الفقيه) وخلاصتها: أن الفقيه الشيعي المستكمل لشرائط الاجتهاد قائم مقام الإمام الغائب، بل هو معصوم له ما للغائب من التقديس، والتعظيم، والخضوع، والانقياد لأوامره واجتهاداته، ولا يحل لأحد أن يعترض عليه ؛ والمعترض عليه معترض على الله.
ويرى د . موسى الموسوي الشيعي في كتابه الشيعة والتصحيح (ص: 70) أن "هذه الفكرة بالمعنى الدقيق فكرة حلولية دخلت الفكر الإسلامي من الفكر المسيحي القائل: إن الله تجسد في المسيح والمسيح تجسد في الحبر الأعظم".
من أساليبهم:
- زعزعة مسلمات أهل السنة ، كمنزلة الصحابة ، ومرجعية أحاديث الصحيحين وغير ذلك .
- ادعاء التسنن لبعض الرموز وترويج مقولاته على أنها من باب (والحق ما شهدت به الأعداء).
- تسمية دينهم مذهبا ، ومعلوم في أصول الفقه أن مصطلح "المذهب" يختص بالأحكام التي يسوغ فيها الاجتهاد ، ومعلوم أن ما سبق من مخالفاتهم ليست فيما يسوغ فيه الاجتهاد .
- ادعاء ضعف ما فيه عوج من رواياتهم دون بيان معايير التضعيف .
- استغلال تشابه الأسماء في الرجال والكتب.
- الكذب الصريح والمكابرة.
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى