النصائح السبع لرئيس الجمهورية

سيدي الرئيس بعد تهنئتكم على تجديد الثقة فيكم أسأل الله أن يعينكم على حمل هذا العبء العظيم، وأن تكونوا على قدر ما حملتم، وهي مناسبة لأن أقدم إليكم هذه النصائح السبع، التي لن تندموا على واحدة منها بإذن الله تعالى:

1- لا تسندوا حقائب حكومتكم خاصة الوزارات السيادية والخدمية إلا إلى الأكفاء الأمناء ذوي التجربة، حتى لا يصيروا ألعوبة في أيد فاسدة، توجههم حيث شاءت، كما هو حال بعض وزرائكم في مأموريتكم السابقة، واعلموا أن أشد الفاشلين فشلا، غالبا ما يكون أكثرهم مزايدة وخطابية وحضورا إعلاميا وسياسيا.

2- اعتمدوا للتعيينات في الوظائف الكبرى على أساس الكفاءة والتجربة والأمانة، لا على أساس الولاء أو تدخل النافذين، واعلموا أن من تعينونهم هم من ينفذون برنامجكم، وينوبون عنكم، ولكم يجرون محبة الناس وثناءهم، أو نقمتهم واستياءهم، بل دعوات المنصفين والمظلومين.

3- انتهجوا سياسة واضحة لترسيخ الحوار الاجتماعي والمفاوضات الجماعية، ونظموا الحقل النقابي بشفافية وموضوعية وحياد، ولا  يكن همكم تحكم الحكومة وتوجهاتها في ممارسة الحق النقابي لتدجين العمال، ومنعهم من التعبير عن معاناتهم وخنق الاحتجاجات العمالية.

4- اتبعوا سياسية ناجعة للحد من ارتفاع الأسعار الذي جعل حياة المواطن العادي جحيما، وادعموا المواد الأساسية دعما يجعلها في متناول ذوي الحد الأدنى للأجور، ويتأكد هذا الأمر في اللحوم والألبان والسمك والأرز والزيت والقمح والغاز ومواد البناء.

5- ارفعوا نسبة الرواتب إلى 60% من الميزانية العامة، وراجعوها مراجعة تضمن العدل والتوازن، فلا معنى لأن يتجاوز رواتب بعض الوظائف المليون أوقية قديمة، في حين لا تتجاوز غالبية الرواتب مائة وخمسين ألفا. وخفضوا الضرائب خاصة الضريبة على الراتب في القطاع الخاص فإنها مجحفة بالعمال.

6- رسخوا مبدأ التعاطي الإيجابي مع الاحتجاجات العمالية التي يضطر إليها العمال اضطرارا، والتي أتاحها القانون، وليكن في أولويتكم حل مشاكل الحمالين، الذين أرغموا على المغادرة الطوعية، وعمال شينقيتل المفصولون تعسفيا منذ بداية 2022، وأصحاب الشهادات من مسيري دكاكين أمل، وسائقي سيارات الإسعاف في وزارة الصحة، ومطالب الأئمة وأساتذة المعاهد الجهوية بوزارة الشؤون الإسلامية، و قبل ذلك كله الاستجابة لمطالب الأساتذة والمعلمين والمفتشين والقابلات وعمال الصحة، والأطباء المقيمين، ولتكن تعليماتكم واضحة إلى أرباب العمل وإدارات المؤسسات بالتعاطي الإيجابي مع مطالب واحتجاجات العمال.

7- حافظوا على الهدوء السياسي والمسحة الأخلاقية التي طبعت مأموريتكم الأولى، لكن بطريقة مؤسسية، كاحترام الحريات العامة، بما في ذلك الاحتجاج والمظاهرات السلمية، وتفعيل مؤسسة زعامة المعارضة، والتعاطي الإيجابي مع الأحزاب كمؤسسات، وتنظيم حوارات، وليس عن طريق الاستقطاب لشخصيات محددة بقصد هدم القناعة بمبدأ المعارضة، فإن مبدأ وقوة المعارضة ضروريان لإنضاج التجربة الديمقراطية.

والله أسأل لي ولكم التوفيق في كل شأن.