على مدار الساعة

100 يوم الأولى... مقترحات عملية مع بداية المأمورية المباركة الثانية

7 يوليو, 2024 - 19:04
جمال عبد الجليل: الأمين العام للنقابة الوطنية للموظفين ذوي الإعاقة

جرت العادة في مختلف الديمقراطيات التي تجدد فيها البنيات السياسية للدول بانتخاب رئيس الجمهورية في الأنظمة الرئاسية أو البرلمان في الأنظمة البرلمانية، أن يتم التركيز على ما سيتم إنجازه في مائة يوم الأولى من عمر الحكومة. 

 

وانطلاقا من ذلك العرف وبناء على ما تم إنجازه خلال المأمورية الأولى من تولي فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني الرئاسة وبين يدي تنصيبه لقيادة البلاد في مأمورية ثانية، أتقدم بهذه المقترحات كنقاط عملية، يتم إنجازها في 100 يوم التالية لتنصيبه إن شاء الله.

 

وهي فرصة لتقديم التهنئة لفخامته بمناسبة الثقة العزيزة التي منحه الشعب الموريتاني والتي أسأل الله أن يوفقه فيها لكل خير وأن يعينه على أداء الأمانة وأن يرزقه البطانة الصالحة.

 

السيد الرئيس 
أقترح عليكم فور تنصيبكم رئيسا للجمهورية تعيين وزير أول بناء على مجموعة من المعايير لا شك أنكم تدركونها بخبرتكم وتجربتكم وسعة اطلاعكم على الكفاءات الوطنية، ولعل من أهمها أن يكون قادرا على تنفيذ أوامركم بكل اجتهاد وتوجيهاتكم بكل استعداد، ينظر بعين التنمية والإنجاز لكل البلاد من شرقها إلى غربها ومن جنوبها إلى شمالها، مركزا على  الفقير حتى يستغني، والجاهل حتى يتعلم، والمحروم حتى يجد، والضعيف حتى يقوي، والمريض حتى يشفى، والمعاق حتى يدمج في الحياة والمجتمع.

 

ينبغي أن لا يتجاوز عمره الخمسين ومن الأحسن أن يكون بينها مع الأربعين حتى يخلط إلى جانب الخبرة حماس الشباب.

 

ولتختاروا حكومة من خيرة نخبة البلد من الخبراء والسياسيين وأهل الحكمة والرأي، ولتكن غالبيتها من الشباب والنساء، ولا تنسوا ذوي الاحتياجات الخاصة فهم أهل للثقة وفيهم مختلف التخصصات، وراغبون في تحمل جزء من إيصال برنامجكم وطموحكم لأمثالهم ولغيرهم من المواطنين.

 

وليكن التركيز أكثر على انتقاء الأمناء العامين للوزارات والمؤسسات، فهم أهل الصرف والتدبير والسخاء والتقتير، وليكونوا من الأقوياء الأمناء العدول الفنيين المتقنين، ولتأمروهم بالعدل بين الرعية في تنفيذ الميزانيات وترتيب الأولويات، وصرف المخصصات فيما أريدت له وذكروهم بأنه لا كثرة مع الفساد والتبذير، ولا قلة مع التسديد والتدبير، وأن عليهم اختيار المعاونين من أصحاب الكفاءات بعيدا عن الأقارب والمحاباة.

 

ثم اختارو للإدارة الإقليمية الثقاة المجربين، وليكونوا أهل تجربة ودين، فهم ممثلوكم أمام الناس وفي المعلومات والتنمية عليهم الأساس.

 

فإن فعلتم ذلك فابدأوا بزيادة رواتب الموظفين، وخاصة أهل التعليم والجنود وأفراد الأمن والمتقاعدين وذوى الإعاقة.

 

ثم لتعملوا وفق المتاح والممكن، على نقص أسعار البنزين والمواد الغذائية، وخاصة المحلية كثيرة الاستخدام كالأرز واللحم والسمك والخضروات والقمح والخبز.

 

بعد ذلك اطلقوا مشاريع سقاية لألف قرية، وذلك بحفر الآبار الارتوازية وتشجيع المنظمات الخيرية ورجال الأعمال على المشاركة في هذا الجهد الوطني الهام.

 

ولتعلموا أن التمكين الذي وعدتم به، الشباب له منتظرون وعليه معولون، فابدأوا بوضع أسسه واختاروا له الأكفأ والأقدر على استيعاب رؤيتكم فيه وتطبيقها على واقع الشباب، وإياكم ومن تعودوا على النهب وسوء التسيير ومحاباة الأقربين، فهؤلاء لا ينجزون ولا يعطون فرصة لمن يريد الإنجاز.

 

ثم ابدأوا غربلة الوظيفة العمومية والمؤسسات الخدمية، واختاروا لها القادر على قيادتها المستعد لتنفيذ رؤاكم لها، ولتبدأوا بشركات الكهرباء والمياه، واسنيم والتنمية الريفية والحيوانية والزراعية، والصيد والصرف الصحي، والضمان الاجتماعي والتأمين الصحي بشقيه، والطيران المدني وصيانة الطرق وغيرها. 

 

عندها سيحس المواطن بالسكينة والطمأنينة، وبأنه وفق في اختياركم لقيادة سفينته.

 

ثم انح هذا النحو طيلة مأموريتكم.

 

والله يحفظكم ويرعاكم ويهديكم سواء السبيل