الأخبار (نواكشوط) – أقامت وزارة الخارجية الموريتانية الخميس احتفالية بالأكاديمية الدبلوماسية في نواكشوط للاحتفاء بالذكرى 60 لإقامة العلاقات الموريتانية الروسية، وذلك بحضور السفير الروسي في موريتانيا بوريس زيلكو.
وترأس الحفل وزير الخارجية والتعاون محمد سالم ولد مرزوك، فيما أكدت الخارجية أن هدف الحفل هو "تسليط الضوء على هذه العلاقات التي تشمل كافة المجالات والعمل على تعزيزها وتطويرها".
الأمينة العامة لوزارة الخارجية والتعاون العالية بنت منكوس نبهت في كلمة بالمناسبة إلى أن هذا الحفل يشكل تخليدا للتعاون والتنسيق الوثيق بين البلدين الصديقين، مبرزة أنه يشكل مناسبة لقراءة الدلالات التاريخية لهذه العلاقات والوقوف على واقعها واستشراف مستقبلها وآفاقها الواعدة.
وذكرت بنت منكوس بأن هذه العلاقات التي تمت في السنوات الأولى لقيام الدولة الموريتانية، تقوم على تاريخ زاخر من الجهد البناء والعطاء المثمر في جميع الحقب التي مرت بها، مشيرة إلى أن هذا التعاون يستند إلى الثقة والاحترام المتبادل.
وأكد الأمينة العامة لوزارة الخارجية أن العلاقات بين البلدين شهدت تطورا ملحوظا أثمر العديد من الاتفاقيات في مجالات مختلفة كالتعليم والتجارة والصيد والنقل وغيرها، منوهة بما للأطر الموريتانيين المتخرجين من جامعات ومعاهد الاتحاد السوفيتي وروسيا الاتحادية فيما بعد في تخصصات الهندسة والطب والطيران بالغ الأثر على الحياة العلمية والمهنية في البلاد.
وأضافت بنت منكوس أن الزيارات الرسمية المتبادلة تعكس متانة هذه العلاقات، مشيرة في هذا الصدد إلى أن روسيا الاتحادية كانت ضمن الزيارات الخارجية الأولى للرئيس محمد ولد الغزواني فور تسلمه مقاليد السلطة سنة 2019 .
ودعت بنت منكوس إلى العمل على تعزيز هذه العلاقات عبر القيام بمشاورات دورية وتعزيز التعاون الاقتصادي ليشمل مجالات التجارة والطاقة وتوطيد التعاون العلمي والفني والمهني، مؤكدة أهمية التنسيق بين البلدين دوليا من أجل العمل على حل القضايا العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي تحولت إلى مأساة شنيعة تهدد كيان الضمير العالمي.
السفير الروسي في موريتانيا بوريس زيلكو، وصف العلاقات الموريتانية الروسية بالعريقة، مردفا أنها تشمل كافة المجالات الاقتصادية والتنموية وغيرها، مستعرضا نماذج من هذا التعاون كمستشفى نواذيبو ومشروع تحلية مياه البحر.
وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أن العلاقات بين البلدين تطورت في الفترات الأخيرة بشكل كبير، منوها بمشاركة المسؤولين الموريتانيين في العديد من المؤتمرات الدولية التي احتضنتها روسيا مؤخرا بدءا بمشاركة الرئيس محمد ولد الغزواني في القمة الروسية الإفريقية.
وتعهد زيلكو بأن تعمل بلاده على تنمية هذه العلاقات لتشمل مجالات أخرى متعددة.
وتم خلال الحفل قص شريط رمزي افتتاحا لمعرض وثائق وصور توثق لهذه العلاقات في مختلف الحقب ابتداء من السنوات الأربع الأولى التي تلت استقلال الدولة الموريتانية.
كما عرف الحفل تنظيم ندوة نقاشية حول مختلف مجالات التعاون بين موريتانيا وروسيا، قدمت خلالها عروض حول مختلف مجالات التعاون الموريتاني الروسي بدءا بالسياق التاريخي للعلاقات مرورا بمجالات الاستثمار الاقتصادية والتجارية وانتهاء بالمجالات الثقافية والتعليمية.