إصدار جديد حول "واقع اللغة العربية ببلاد السودان الغربي"

الأخبار(نواكشوط) – صدر حديثا عن الدار العالمية للنشر والتوزيع كتاب "واقع اللغة العربية في بلاد السودان الغربي خلال القرنين (19 – 20) للباحث الكوري عبد البركة.

 

وجاء الكتاب الجديد من مقدمة، وثلاثة فصول، وخاتمة وفهارس، تناولت العوامل المجتمعية والثقافية لسكان السودان الغربي، ومكانة اللغة العربية فيها، بالإضافة للسياقات التاريخية التي تعكس حضور اللغة العربية والتفاعل معها، وصولا إلى عوامل انتشار اللغة العربية في المنطقة، والتحديات التي واجهتها.

 

ورصد الباحث في الكتاب الذي تولت تقديمه للطباعة جمعية أيادي الأخوة ملامح تأثير المستعمر الأجنبي على بلاد السودان الغربي، وخصوصا دوره في طمس الهوية الثقافية العربية والدينية التي ازدهرت خلال القرنين التاسع عشر والعشرين.

 

ورأى ولد عبد البركة أن هذه الصحوة ألجأت المستعمر إلى انتهاج سياسة التنصير الذي كان الهدف منه أساسا السيطرة على البلدان الإفريقية والإسلامية، وليتمكن من طمس تلك المعالم الثقافية التي كان من أبرزها اللغة العربية كأداة تواصل مجتمعي ورافد ثقافي وفق ما أورد المؤلف.

 

وقدم للإصدار الجديد منسق ماستر "المجتمع والسلطة في إفريقيا جنوب الصحراء" بالمعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية الدكتور محمد الأمين ولد شعيب، حيث وصف الكتاب "جمع بين الاستقصاء والتنقيب والتحليل والتأريخ بلغة جزلة وأسلوب رفيع".

 

وأضاف ولد شعيب أن الباحث ولد عبد البركة تتبع في عمله أثر اللغة العربية ومستوى انتشارها ومكانتها في منطقة السودان الغربي، ومستوى حضورها في الحياة الثقافية والاجتماعية الذي تجسد في عدة مستويات لعل من أبرزها استخدام الحرف العربي في كتابة الكثير من اللغات الإفريقية، وتأثر الكثير من هذه اللغات في مفرداتها وتراكبيها وأساليبها باللغة العربية.

 

ورأى الدكتور ولد شعيب أن أهمية هذا المؤلف تبرز في ثراء مادته العلمية وتنوعها، والذي تجلى في استنطاق الباحث لمادة مصدرية ومرجعية كثيفة شملت 120 ما بين مصدر ومرجع، فضلا عن المعلومات التي حصل عليها من خلال مقابلاته وزياراته لشخصيات مرجعية في هذا المجال.

 

وأكد ولد شعيب أن هذا يجعل من هذا الإصدار مساهمة متميزة في مجال التاريخ الثقافي والسياسي والاجتماعي لمنطقة السودان الغربي جديرة بالاهتمام.