الأخبار (نواكشوط) – طالب الرئيس الدوري لمنتدى المعارضة سابقا الشيخ سيدي أحمد ولد باب مين مكونات المعارضة الموريتانية بأن "يتخلوا مؤقتا عن جميع نقاط الخلاف في أجندات التشكيلات السياسية والحركات المختلفة التي تشكل منسقيتكم الحالية"، أو يخلوا "المكان لفسح المجال أمام خلف أقل تهيبا كي يحتل الساحة السياسية التي لا تحتمل الفراغ هي الأخرى".
ووصف ولد باب مين حجم مقاطعة الموريتانيين لما وصفه بـ"المهزلة الانتخابية" بأنه فاق "كل التوقعات، بحيث أنها لم تترك لحكامنا وولاتنا وغيرهم من الأعوان من خيار سوى اللجوء إلى ممارسات تعود بنا إلى العهود الغابرة، كحشو الصناديق، ليقدموا لسيدهم نسبة مشاركة بلغت 53 في المائة. وإن كانت هذه النسبة المزورة مدينة إلى حد كبير لتصويت الموتى، الذي لا شك أنه يجد شرعيته في ترتيبات المادة: 38 من الدستور. ولم لا؟".
واتهم ولد باب من وصفه بـ"رئيسنا"، بأنه "قفز من جديد، وكعادته دون أن يرف له جفن، على نتائج هذا الشطط في استخدام السلطة، ليحوله إلى قوانين سيتوجب علينا الخضوع لها من الآن فصاعدا".
وشدد ولد باب مين على أن وحدة المعارضة هي وحدها التي "يمكنها أن تبعث الأمل في تخليص بلادنا على المدى القريب من قبضة هذا النظام المتسلط"، مذكرا المعارضة بأن ولد عبد العزيز يضعهم مرة أخرى "بالقوة أمام الأمر الواقع، عن طريق اختراق دستورنا، والدوس على رموزنا، وامتهان مؤسساتنا"، مردفا "أقول لكم إن الخطر داهم".
واعتبر ولد باب مين أن "هذا التوجه يتطلب وضع عريضة سياسية جديدة، تحدد برنامجا مشتركا يحظى بالأولوية، يتم الاتفاق عليه، على أساٍس مبادئ الحق والمساواة والحرية والديمقراطية والعدالة التي نريدها لبلدنا"، مشددا على أن هذا التوجه يتطلب "ليكون ذا مصداقية، قبول الجميع مسبقا بأن يتخلوا مؤقتا عن جميع نقاط الخلاف في أجندات التشكيلات السياسية والحركات المختلفة التي تشكل منسقيتكم الحالية".
وذكر ولد باب بـ"مسودة عريضة، تتطلب بالطبع المراجعة والتحوير، ضمن وثائق المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة، من أجل ملاءمتها مع الوضعية السياسية الحالية لجعلها خارطة طريق لهذه المرحلة الحرجة. بهذه الطريقة وحدها سيمكنكم رفع التحدي، وستكونون قد فهمتهم الرسالة التي وجهها مواطنونا عبر مقاطعتهم الشجاعة والواسعة للاستفتاء الأخير".
وأردف: "إن خارطة الطريق هذه يجب بالطبع أن تشفع بخطة تنفيذية، تتضمن حشد القوى الضرورية لانتصار شعبنا في نضاله ضد الاضطهاد ومن أجل الديمقراطية والعدالة والوحدة الوطنية والازدهار الشامل"، قائلا: ".. بعدما استطاع أن يوطد طغيانه على خلافاتكم طيلة السنوات التسع الماضية، عليكم، بدل انشغال كل واحد منكم في تحقيق أجندته الخاصة، أن تعملوا بصورة أساسية، إن لم أقل كلية، أن تنخرطوا في العمل الجماعي الذي سيمكن من تحقيق التغيير الذي سيخلص البلاد".
وقال ولد باب مين في المقال الذي حمل عنوان: "بما أن السيل بلغ الزبى"، "بكلمة واحدة، فإن البلاد لا تحتاج اليوم إلى معارضة ديمقراطية، لم يحترمها ولد عبد العزيز يوما، بل همشها واحتقرها، أكثر مما تحتاج إلى مقاومة وطنية حقيقية ضد الاضطهاد، تقف بشموخ في وجه طغيان السلطة وأجندتها الماكيافيلية"، مؤكدا أنه "إذا لم يتحقق ذلك، فيجب إخلاء المكان لفسح المجال أمام خلف أقل تهيبا كي يحتل الساحة السياسية التي لا تحتمل الفراغ هي الأخرى".