على مدار الساعة

سفير المغرب بنواكشوط: تجمعنا بموريتانيا علاقات متميزة وآفاق واعدة للشراكة

31 يوليو, 2024 - 00:21
السفير المغربي في موريتانيا حميد شبار خلال كلمته في الاحتفالية الليلة (الأخبار)

الأخبار (نواكشوط) – أكد السفير المغربي في موريتانيا حميد شبار أن المغرب وموريتانيا تجمعهما "علاقات أخوية متميزة قائمة على وشائج الأخوة والقربى وروابط الدين واللغة والتاريخ والمصير المشترك، وترتكز على أسس راسخة من الاحترام المتبادل والرغبة الصادقة في التعاون المثمر والبنّاء".

 

وأضاف شبار خلال كلمة له الليلة في احتفالية أقامتها السفارة في نواكشوط بمناسبة الذكرى 25 لـ"عيد العرش" أن هذه العلاقات تستمد قوتها، من الحرص الدائم لقائدي البلدين، محمد السادس، والرئيس محمد ولد الغزواني، على رسم آفاقٍ واعدة لشراكة مغربية موريتانية نموذجية قادرة على رفع التحديات التي تواجه البلدين الشقيقين في فضائهما الإقليمي والقاري وتستجيب لطموحات الشعبين الشقيقين".

وزيرا الخارجية والتجارة خلال الاحتفالية الليلة (الأخبار)

 

وتحدث السفير المغربي عن دينامكية جد إيجابية عرفتها هذه العلاقات خلال السنوات الأخيرة، ترجمت على المستوى السياسي والمؤسساتي بتبادل كثيف للزيارات بين مسؤولي البلدين، تجاوزت 70 زيارة في السنوات الثلاثة الأخيرة.

 

وشدد الدبلوماسي المغرب على أنه "لا يخلو قطاع من القطاعات، بما فيها المجالات العسكرية والأمنية، من مشاريع تعاون ملموسة تهم الدعم التقني والتكوين وتبادل الخبرات.

 

ووصف السفير المغربي "الدورة الثامنة للجنة العليا المشتركة المغربية الموريتانية، التي انعقدت خلال شهر مارس 2022 في الرباط، بأنه شكلت "تجسيدا لهذه الدينامية حيث توجت أشغالها بالتوقيع على 13 اتفاقية تعاون ومذكرة تفاهم".

 

ورأى السفير المغربي أنه التعاون بين البلدين على الصعيد الاقتصادي، عرف دينامية ملحوظة خلال السنوات الأخيرة، سواء على مستوى التبادلات التجارية أو على مستوى الاستثمارات. إذ يعتبر المغرب أول مورد لموريتانيا على المستوى الأفريقي وتحضر الشركات المغربية في موريتانيا في قطاعات مهمة كالاتصالات والمحروقات والبنوك والأسمنت ومواد البناء.

 

وأضاف شبار أن اللقاءات والمنتديات بين رجال الأعمال المغاربة ونظرائهم الموريتانيين، والتي كان آخرها منتدى رجال الأعمال الذي انعقد هذه السنة بنواكشوط في 24 فبراير 2024 تشكل فرصة للفاعلين الاقتصاديين في البلدين للتعبير عن انخراطهم في النهوض بمستوى التعاون الاقتصادي بين البدين.

 

وذكر السفير بأن التعاون في مجال التعليم العالي والتكوين المهني يشكل أحد أهم الركائز التي يقوم عليها صرح التعاون الثنائي بين بلدينا، مردفا أن المملكة تولي منذ عقود مضت وعلى وجه التحديد منذ منتصف السبعينيات من القرن الماضي، اهتماما خاصا لتكوين طلبة الموريتانيين وما انفكت تواصل جهودها لتعزيز هذا التعاون الأكاديمي وذلك بتخصيص أكثر من 300 منحة للطلبة الموريتانيين سنويا.

 

وأكد السفير أن هذا العدد مرشح للارتفاع عبر توفير كراسي بيداغوجية إضافية كل سنة، مشيرا إلى أن موريتانيا بفضل هذا التعاون، تحتل الصدارة عربيا وإفريقيا من حيث الاستفادة من منح الدراسات العليا في المملكة.

 

وأشار السفير المغربي إلى أن المعطيات المتوفرة تقدر عدد خريجي مختلف الجامعات والمعاهد والمدارس المغربية من الأطر الموريتانية منذ الرعيل الأول إلى اليوم بما يناهز 30.000 إطار، في مختلف التخصصات، ومن مختلف الأجيال، مردفا أن هذه الأطر تحتل اليوم مناصب رفيعة سواء في القطاع العام أو القطاع الخاص.

 

ولفت السفير إلى أن المغرب يعتبر الوجهة المفضلة للموريتانيين لاعتبارات عدة أهمها الزيارات العائلية، والدراسة، والعلاج، والسياحة، حيث تقدم السفارة أكثر من 40 ألف تأشيرة للموريتانيين كل سنة لزيارة المغرب، كما تقطن بموريتانيا، خاصة بمدن نواكشوط ونواذيبو جالية مغربية مهمة مندمجة بشكل جيد في المجتمع الموريتاني وتساهم في تنمية البلد.

 

وأضاف حميد شبار أنه بالرغم من الدينامية الإيجابية التي تشهدها العلاقات الثنائية المغربية الموريتانية وفي كافة المجالات،فإن طموح المملكة، كما أكد على ذلك الملك محمد السادس، في برقية التهنئة الموجهة للرئيس محمد ولد الغزواني بمناسبة إعادة انتخابه رئيسا للبلاد، هو مضاعفة الجهود "للسير قدما في تعزيز وتطوير علاقات التعاون المتميزة القائمة بين بلدينا الجارين، والتي يحذونا حرص مشترك للارتقاء بها إلى مستوى شراكة نموذجية تجسد متانة روابط الأخوة والتضامن المتجذرة التي تجمع الشعبين الشقيقين، وتستجيب لطموحاتهما المشتركة".

 

ورأى السفير المغربي في نواكشوط أنه من محاسن الصدف أن يتزامن احتفال الشعب المغربي بهذه الذكرى الغالية مع احتفال الشعب الموريتاني الشقيق بإعادة انتخاب الرئيس محمد ولد الغزواني لمأمورية ثانية، وتقدم السفير بأصدق التهاني والتبريكات للرئيس ولد الغزواني على النجاح الذي عرفته محطة الانتخابات الرئاسية، وانتخابه لولاية ثانية.

 

وعدد السفير خلال خطابه "حصيلة 25 سنة من العطاء المستمر والانجازات المشهودة"، مؤكدا أن المملكة "استطاعت من خلالها تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك نصره الله، من تحقيق نجاحات لا تُخطئها عين مما مكنها من تحقيق ثورة هادئة ارتكزت أساسا على رفع تحديات التنمية الاقتصادية والاجتماعية مع تحصين الوحدة الترابية للمملكة"، معتبرا أنها "انجازات ارتقت بالمملكة إلى مصاف الدول الصاعدة اقتصاديا والمؤثرة سياسيا ودبلوماسيا في محيطها الإقليمي والدولي".