على مدار الساعة

هل تقفون حقا مع فخامة الرئيس وحكومة الوزير الأول؟

5 سبتمبر, 2024 - 03:00
عبد الله حمدي

تنتظر الشعوب خلال المائة يوم الأولى إنجازات ملموسة تمس حياتها اليومية في المواد الأولية والصحة والتعليم… وهو ما ينتظر شعبنا من فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني الذي كان فوزه نتيجة عمل جماعي شاركت فيه مختلف مكونات المجتمع بجد ومثابرة أملا في ترسيخ قيم المواطنة والعدالة ودعم السلم المجتمعي.

 

وهنا يحق لنا - كداعمين لفخامة الرئيس - أن نتساءل بحيرة حول بعض الخطوات المتخذة مؤخرا من بعض أجهزة الدولة النافذة، هل هي خطوات ضمن خطة حكومية مقصودة، أم هي اجتهادات فردية، وذلك المأمول، لأن بعضها لا يخدم الاستقرار ويتنافى مع برنامج الرئيس "طموحاتي" الذي يهدف بالأساس إلى تحسين أوضاع الناس بشكل عام.

 

من هذه الخطوات:

1. إلغاء منح الطلاب الخارجية، وهو قرار غير حكيم لأنه يقتل روح الإبداع والمنافسة عند الطلاب، لأن حلم المتفوقين الابتعاث للخارج والاستفادة من تجارب الآخرين.

 

إن مؤسساتنا الجامعية محدودة، وتعتمد على الأساتذة المتعاونين بشكل كبير، لأن الاكتتاب محدود للغاية، وأنشطة البحث العلمي فيها تكاد تكون معدومة.

 

آمل مراجعة القرار لأن دولا عديدة أكثر منا موارد لم تتخذ ذاك القرار، فالعالم أصبح قرية واحدة!

 

2. هل يعقل أن يكون منطلق عمل وزير تمكين الشباب هو لقاء مع "الفاشنيستات"؟!.

 

إن الشباب شكل العمود الفقري لحملة فخامة الرئيس لإيمانه بأنه جيل المستقبل ويحتاج إلى من يدرك همومه ويحفظ له هويته.

 

لقاء الوزير مع الفريق الخطأ في الزمان الخطأ، يمكن أن نكفر عن ذلك اللقاء بسرعة بترتيب لقاءات مع حملة الشهادات العاطلين، مع أصحاب المهن الصغيرة، مع الباعة، وغيرهم لإعطائهم أملا وإشارة بأننا نفكر في مشاغلكم.

 

3. مبادرة أرباب العمل لترشيد النفقات الاجتماعية جيدة، لكن هذه المهمة التثقيفية هي مهمة جمعيات المجتمع المدني، وكان أجدر بهذه المؤسسة العريقة أن تطلق مشاريع تشجع رجال الأعمال على المساهمة الإيجابية في المجتمع بتوفير فرص عمل، وبتجريم الاحتكار ودعم أسعار المواد الأولية ومواد البناء وخلق مؤسسات لصيانة حجرات وحمامات المدارس وأخرى لصيانة حمامات المساجد أو لإنشاء حمامات عمومية مرتبة في الأسواق إلى غير ذلك.

 

إن تحول أهل المال والأعمال إلى مرشدين ووعاظ قد يجلب السخرية - وهو أمر لا نريده - لذا نوصي بتركيز كل قطاع على مجاله لأن ذلك علامة على الجدية ومصدر للنجاح،

 

4. زيادة أسعار السمك المدعوم من مائة أوقية قديمة للكيلو إغرام إلى مائتي أوقية في الأيام الماضية، وهو أمر أثار استياء مجموعات كبيرة من محدودي الدخل.

 

إن مثل هذه القرارات تهدد الاستقرار ولا تخدم برنامج الرئيس، لذا ينبغي التشاور عليها معه قبل اتخاذها.

 

5. العطش في مدينة نواكشوط وما جاورها، وهو أمر يتكرر منذ فترة وينبغي علاجه بسرعة.

 

كذلك ينبغي مراقبة بائعي صهاريج المياه الذين رفعوا أسعاره بشكل مذهل دون خوف وهو ما تضررت منه قطاعات عريضة في نواكشوط.

 

هذه النماذج تسيء إلى برنامج فخامة الرئيس، ونأمل من الذين يصدرون هذا النوع من القرارات أن يفكروا مليا ويتساءلوا هل هذه تخدم مشروع فخامة الرئيس أم تشوش عليه؟

 

ناصح أمين