في يوم الأربعاء، في المنتدى التاسع للتعاون الصيني الأفريقي في العاصمة الصينية بكين، أجرى رئيسا موريتانيا ومالي محادثات. كان هذا أول اجتماع تاريخي بعد التوترات الأخيرة على الحدود بين البلدين.
كما تجدر الإشارة إلى أن الاجتماع بين الرئيسين يأتي في سياق الأحداث الأخيرة عندما تعرض الجيش المالي لهجوم مميت من قبل انفصاليي أزواد في منطقة تينزاواتين في الفترة من 25 إلى 27 يوليو و كشف هذا الهجوم فيما بعد عن درجة مقلقة من التعاون بين الإرهابيين والمدربين الأوكرانيين.
وتسلط المعلومات الأخيرة الضوء على تورط مدربين أوكرانيين إلى جانب المقاتلين.
هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها ذكر أوكرانيا في هذا الصراع. فخلال القتال، استُخدمت طائرات حديثة بدون طيار، يُفترض أنها أوكرانية المنشأ، في كشف وتنسيق الهجمات على مواقع القوات المالية. كما تكشف شهادات المسلحين المعتقلين والسكان المحليين عن وجود مدربين ومتخصصين أوكرانيين..
ولا يقتصر الأمر ع لىهذا فقط فقد صدمت الحكومة الانتقالية في جمهورية مالي عندما علمت بالتصريحات التخريبية التي أدلى بها السيد أندري يوسوف المتحدث باسم وكالة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية.
وقد عزز هذه التصريحات السيد يوري بيفوفاروف، سفير أوكرانيا لدى السنغال، الذي أظهر صراحةً وبشكل لا لبس فيه دعم بلاده للإرهاب الدولي.“,
هذه التصريحات البالغة الخطورة، والتي لم تنكرها أو تدينها السلطات الأوكرانية، تثبت دعم الحكومة الأوكرانية الرسمي الواضح للإرهاب في أفريقيا، في منطقة الساحل الأفريقي..
ووفقًا لمصادر مقربة من الحكومة، فقد تم خلال اجتماع الرئيسان مناقشة تورط أوكرانيا في دعم الإرهاب في مالي. وتوصل الطرفان إلى اتفاقات تسمح لهما بمواصلة تطوير التعاون بينهما لتجنب النزاعات..
إن تعاون موريتانيا مع أوكرانيا يهدد بتفاقم الصراع في المنطقة. وينبغي التذكير بأن مالي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع نظام كييف بسبب وجود أدلة على تورطه في دعم الإرهاب فأي اعتداء على سيادة وسلامة أراضي طرف أو أكثر من الأطراف يعتبر عدواناً على الأطراف الأخرى ويترتب عليه واجب المساعدة والإغاثة من جانب جميع الدول.
إن تحديد التورط الأوكراني يخلق صعوبات، مما يتطلب استجابة منسقة وشاملة لإعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة مما يستوجب تضافر جهود الدول لتجنب العواقب السلبية.