الأخبار (نواكشوط) – عرفت جولة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز اليوم الثلاثاء في مقاطعة عرفات العديد الكواليس، أبرزها "لجوء" الوفد الرئاسي لطرق التفافية لتفادي الطرق الرئيسية التي كانت البرك والمستنقعات حاضرتها بعد أمطار البارحة، وكذا لتفادي الازدحام في ذروة نشاط ساكنة نواكشوط.
ولد عبد العزيز واصل التجوال في المؤسسات التعليمية والصحية وكذا فرع وكالة سجل السكان في مقاطعة عرفات الذي بدأ منه الجولة، حيث زار ولد عبد العزيز مدرسة الحسين بعرفات، وثانوية عرفات، والمركز الصحي المعروف بـ"طب إيطاليا"، ومستشفى الصداقة، قبل أن يختم جولته باجتماع استمر لقرابة ساعتين في مقر مقاطعة عرفات الجديد بحي "الفلوجة".
طرق غير معبدة
من مدرسة الحسين إلى "طب إيطالبا" أخذ الوفد الرئاسي طريقا التفافيا غير معبد، يمر خلف مقر كتيبة المدرعات سابقا، وخلف مقر التجمع العام لأمن الطرق، ومن "طب إيطاليا" إلى ثانية عرفات مر الوفد أيضا من طريق آخر غير معبد، ليتوجه في الأخير إلى مقر المقاطعة في حي الفلوجة.
ورغم محاولة الوفد الرئاسي تفادي البرك والمستنقعات التي خلفتها الأمطار ليلة البارحة في عرفات، إلا أنه اضطر لخوضها في بعض المحطات ليصل إلى وجهته، وكان أكثرها على الطريق المعبد، وخصوصا في الطريق الذي يمر من أمام مدرسة الحسين، وكذا الطريق الذي ينطلق من سوق لكبيد باتجاه العمود 11، والذي سلكه الوفد أثناء التوجه إلى مقر المقاطعة.
تصاعد المطالب
جولة اليوم عرفت تصاعدا في المطالب، حيث كانت الجماهير المحتشدة في الاستقبال تتزاحم لتقديم مطالبها، وكان مطالب التكفل بعلاج بعض المرضى من المسنين وصغار السن هي الأكثر حضورا خلال الزيارة.
كما نالت مشاكل القطع الأرضية حظها من التقديم للرئيس ولد عبد العزيز، وفي المراكز الصحية حضرت مطالب الاكتتاب لدى العمال غير المكتتبين في قطاع الصحة.
الصحفي "المغادر"
أحد مستقبلي الرئيس تقدم بطلب وظيفة، وقد خاطبه الرئيس قائلا: "أليس لديك وظيفة؟ ألست صحافيا"، وهو ما رد عليه المستقبل بأنه غادرها منذ سنوات.
وجاء رد الرئيس قائلا: "إذا عثرنا لك على وظيفة هل ستشفى من مرضك، وتغادر المستشفى"، وذلك قبل أن يواصل طريقه إلى سيارته مغادرا مباني مستشفى الصداقة بعرفات.
بطاقات انتساب وناخبين
مستقبلات لولد عبد العزيز في مركز وكالة سجل السكان حرصن على اصطحاب عشرات من بطاقات الناخبين، وبعضها مؤشر عليه بالتصويت خلال الاستفتاء الأخيرة، إضافة لعشرات بطاقات الانتساب لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية.
وكانت مطالب حاملات بطاقات الناخبين وبطاقات التصويت ملخصة في توفير خدمتي الماء والكهرباء في أحيائهما الشعبية، متهمين السلطات المحلية بالتحايل على الخدمة التي منحت للسكان بتوصيل شبكة المياه بشكل مخفض.
وطالبن الرئيس بزيارة الأحياء للإطلاع على الوضع الميداني، ومعرفة المستفيدين من الخدمات المقدمة، مؤكدين وجود تحايل في منح القطع الأرضية في المنطقة، وضمان استثار الأغنياء بالقطع الواقعة على الشوارع الرئيسية.
المولد "المرافق"
زيارة الرئيس اليوم إلى مقاطعة عرفات لم تكن استثناء من بين زيارات الرئيس لأحياء العاصمة نواكشوط والولايات الداخلية التي عرفت حضورا لافتا لمولد كهربائي تابع لشركة "صوملك".
فقد ظلت السيارة التي تحمل شعار الشركة تحمل المولد الكهربائي ترافق الرئيس محمد ولد عبد العزيز في جولاته، إذ رصدتها كاميرا الأخبار في زيارات الرئيس لأحياء العاصمة ولمدن أخرى عديدة من مختلف أنحاء البلاد.
استمرار الثقة في الشرطة
كما كشفت الزيارة عن استمرار "الثقة العائدة" لقطاع الشرطة الذي يوصف بأن ثقة الرئيس محمد ولد عبد العزيز فيه متزعزعة منذ وصوله للحكم في 2008، ولم يعرف القطاع أي اكتتاب طيلة سنوات من حكم ولد عبد العزيز.
حيث يتولى عناصر من القطاع الأمني بزي مدني تأمين موكب الرئيس محمد ولد عبد العزيز بمساعدة حرسه الشخصي.
وقد تم مؤخرا تزويد مجموعات الشرطة بزي مدني التي ترافق الرئيس في زيارته بسيارات من نوع تويوتا هيكلس "موديل 2016".