الأخبار (نواكشوط) - يرسم الباعة المتجولون أمام السوق المعروف شعبيا بـ"سوق ماتل" لوحة آمالهم المتناثرة على قارعة طريق الوافدين للسوق، حيث تشكل بضاعتهم مصدرهم الوحيد للرزق، في حين يشكون المضايقة المتكررة من البلدية.
فريق من الأخبار تجول في المنطقة، وقاسم الباعة المتجولين جزء آمالهم، وأحلامهم، ومخاوفهم المتكررة، وكذا ذكرياتهم وشكاواهم من المضايقات الرسمية دون توفير بدائل.
محمد الحسين السالم بائع عطور وساعات متجول، قال في حديثه لوكالة الأخبار المستقلة إن معاناتهم المتكررة تأتي من البلدية حيث تطارد الباعة بشكل متكرر وتصادر ممتلكاتهم، لتعيدهم إلى نقطة الصفر.
وعبر ولد السالم عن ارتياحهم لتوقف المطاردات منذ فترة، حيث توقفت جولات فرق البلدية، لافتا إلى أنه أشعروا أمس بإخلاء تلك المنطقة تمهيدا لزيارة ضيف للبلد، ولحد اللحظة لم تأتهم عناصر البلدية.
وأشار ولد السالم إلى أن تأخر وصول فرق البلدية قد يكون عائدا لتذبذب في برنامج زيارة الضيف الذي ذكرت لهم بهذا الاسم، دون أن يكون لديهم أي اهتمام بمعرفته، أو الحصول على تفاصيل عنه، فما يهمهم هو فرصة لبيع ما بحوزتهم من أجل إعادة الكرة مجددا.
وتحدث ولد السالم عن ركوض في المبيعات نتيجة مغادرة غالبية ساكنة العاصمة في عطلة الخريف، مطالبا السلطات بما وصفه بالعدالة والإنصاف، عبر إيجاد أماكن لائقة بهم قرب السوق تمكنهم من عرض بضاعتهم للمتسوقين، في حال كانت مصرة على ترحيلهم منها، ومطاردتهم بشكل مستمر، والمصادرة المتكررة لممتلكاتهم.
لا نعارض مظهر المدينة
ونوه ولد السالم بأن البلدية تبرر حملاتها عليهم بتنظيف الشوارع والحفاظ على المظهر العام للمدينة، في حين أن الأوساخ تظل منتشرة حتى بعد ترحيلهم.
وأكد ولد السالم تأييدهم لنظافة شوارع العاصمة وضرورة تنظيمها، ولإيجاد مظهر لائق، لكن بشرط إيجاد بدائل، ووضع نظام صارم في إزالة الأوساخ التي أصبح الجميع جزء منها بما في ذلك الأجانب.
وأكد ولد السالم ضرورة وضع استراتيجية للتعامل مع إزالة الأوساخ ووضع قوانين تردع المخالفين، مضيفا أن الباعة من جانبهم حريصون على النظافة باعتبار أمكنتهم واجهة للمتسوقين وعرضا لبضاعتهم.
بضائع معرضة للتلف
البائع المتجول سيد محمد سعيد نبه إلى أن بضائعهم معرضة للتلف والضياع بحكم تكرار مطاردة العناصر الأمنية التي ترسلها البلدية لهم.
وأشار إلى أن هذه المطاردة المتكررة تضر بهم كثيرا، خصوصا وهم ينتظرون رواد السوق قبيل عيد المولد النبوي الشريف.
وأضاف ولد سعيد أن على الدولة أن توفر عناصر لتنظيم الباعة على الرصيف حتى يتمكنوا من بيع تجارتهم، أو تفتح لهم سوقا خاصة تحدد لكل منهم مساحته داخلها.