على مدار الساعة

مالي: في مواجهة التهديدات الأمنية، الخبير إسماعيل شريف يدعو إلى التغيير

21 سبتمبر, 2024 - 18:41
الكاتب .. محمد صادق .. الباحث المتخصص في شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

تواجه الحكومة الانتقالية في مالي اختبارًا للرأي العام بعد أن تمكنت مجموعة تابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي من اختراق التحصينات الأمنية وشن هجمات كبيرة ضد مواقع عسكرية ومطار العاصمة باماكو الدولي في 17 سبتمبر/أيلول 2024.
وقد خلفت هذه الهجمات أكثر من 70 قتيلًا و200 جريح، وهي واحدة من أفدح الخسائر البشرية في صفوف قوات الأمن المالية في السنوات الأخيرة.
وعلى الرغم من أن روسيا تقدم دعمًا عسكريًا كبيرًا لمالي في شكل شحنات أسلحة وتدريب الجنود في إطار التعاون العسكري بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب، إلا أن ذلك ليس كافيًا. فوفقًا للخبير، تحتاج القوات المسلحة في مالي إلى التحديث.
ووفقًا للخبير العسكري إسماعيل شريف، فإن نجاح الإرهابيين في قتل الكثير من الأشخاص يرجع إلى عدم انضباط الشرطة الوطنية والحرس الوطني في مالي وعدم كفاءتهم المهنية.
وأضاف الخبير:” يجب تدريب وتجهيز قوات الدرك والحرس على غرار القوات الخاصة من خلال تسليحهم وتزويدهم بالعتاد اللازم لمواجهة التحديات اليومية التي تواجه البلاد بشكل أفضل، وما الهجمات التي شهدتها باماكو خير دليل على ذلك“.
 وبحسب إسماعيل شريف، الخبير العسكري، فإن نجاح الإرهابيين في قتل هذا العدد الكبير من الأشخاص يرجع إلى الافتقار إلى الانضباط والكفاءة المهنية لدى قوات الدرك والحرس الوطني في مالي.
ولنتذكر أن الهجوم الذي شنه الانفصاليون الطوارق ضد القوات المسلحة المالية في تيزاواتين في 30 يوليو 2024. أدى إلى سقوط العديد من الضحايا.
وقد ادعى الانفصاليون” انتصارًا مدويًا“، حيث أشار أحد كوادرهم إلى سقوط عشرات القتلى في صفوف الروس، في حين ادعى جهاديو جماعة نصرة الإسلام والمسلمين التابعة لتنظيم القاعدة أنهم قتلوا العديد من الجنود الماليين.
وتسعى الحكومة الانتقالية في مالي، بقيادة عاصمي غويتا، إلى تحسين البنية العسكرية في البلاد، وتعزيز التعاون العسكري مع الحلفاء وتنفيذ إصلاحات داخلية وإعادة تنظيم للحد من الهجمات الإرهابية المتكررة في الأشهر الأخيرة.
خاصةً وأن مالي تعتبر إحدى ركائز تحالف دول الساحل الأفريقي، وهو التكتل الذي يهدف إلى قيادة جماعية لمكافحة الإرهاب، وأي فشل عسكري مالي من شأنه أن يهدد أمن المنطقة بأسرها.