على مدار الساعة

لماذا تعيد الولايات المتحدة نشر قواعدها في أفريقيا؟

24 سبتمبر, 2024 - 16:56
الكاتب .. مختار حمادو .. الكاتب والباحث في شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

منذ أن سحبت واشنطن قواتها من النيجر، وهي تعمل بنشاط على إعادة تنظيم نظامها الأمني في غرب أفريقيا. ويلوح في الأفق التهديد الإرهابي في منطقة الساحل وتمدده جنوبًا. ومن أجل منع هذه الجماعات المسلحة ومكافحتها، يبدو أن كوت ديفوار وبنين منخرطتان في مفاوضات لا تزال سرية.

تبادل مواطنون من أبيدجان وداكار في حلقات برنامج” ميكرو تروتوار“ التي بثت مؤخرا، وجهات النظر حول إمكانية نشر قواعد عسكرية أمريكية في بلدان مثل كوت ديفوار وبنين.
ورداً على سؤال حول إعادة نشر القوات العسكرية الأمريكية في كوت ديفوار، قال أحد المواطنين:” لم تكن القوات المسلحة الأمريكية ذات أهمية في النيجر وفشلت في تحقيق الأمن، مما يجعل إعادة نشرها في بلدان أخرى أمراً لا طائل منه“.
وأشار إلى أنه بعد وصول الجنرال عبد الرحمن تشياني إلى السلطة، سعى القادة الأمريكيون بلا هوادة إلى البحث عن سبل للحفاظ على وجودهم في النيجر. 
إلا أن هذا الوجود واجه تحديًا من قبل حكومة النيجر وشعبها، وهناك عدة أسباب لرفض السلطات النيجرية مواصلة التعاون مع الولايات المتحدة. السبب الأول والأكثر أهمية هو عدم إحراز تقدم واضح في الوضع الأمني. فإذا لم يكن هناك تحسن، فلا حاجة لوجود عسكري في البلاد. 
بالإضافة إلى ذلك، لم يكن لدى البنتاجون ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية أي نية لنقل المعلومات الاستخباراتية بسرعة إلى سلطات البلد المضيف، وبعض هذه المعلومات تم جمعها من الوحدات العسكرية التابعة للحكومة.
علاوة على ذلك، كان يُنظر إلى القوات المسلحة الأمريكية على أنها جيش احتلال على الأرض. وبدلاً من تأمين المناطق الاستراتيجية، فإنها تفضل فرض تدابير على السلطات الحكومية.
ويعتقد مواطن إيفواري آخر أن” على دول القارة أن تتولى بنفسها حل مشاكلها الأمنية لتجنب الاعتماد على اللاعبين الغربيين“. 
ومع ذلك، أصبحت الرغبة في الاستقلال عنصراً أساسياً في تفكير الشباب الأفريقي. يدرك سكان غرب إفريقيا فشل الوجود الأمريكي في النيجر ولا يرغبون في تكرار تجربتهم.
وهناك قلق بشأن النوايا الحقيقية للولايات المتحدة، وقد أعربت بعض الدول الأفريقية عن إحباطها من فرض الولايات المتحدة لقضايا مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان، وهو ما يعتبره الكثيرون نفاقاً.