على مدار الساعة

توصيات على هامش الحملة الوطنية لحماية المراعي من الحرائق

26 أكتوبر, 2024 - 01:01
محمد عينين أحمد - رئيس الجمعية الموريتانية للسلامة والصحة المهنية والمحافظة على البيئة - ainineahmed@gmail.com

انطلقت بالتزامن في ثماني ولايات حملة وطنية ترمي إلى الوقاية من حدوث الحرائق لضمان المحافظة على حياة السكان وممتلكاتهم المادية عن طريق التعبئة القوية وإشراك الفاعلين المحليين في نشاطات الوقاية ومكافحة الحرائق من خلال شق وصيانة الخطوط الواقية من الحرائق بالطرق الآلية واليدوية وتنظيم قوافل للتحسيس وتوزيع ادوات مكافحة الحرائق وتوفير فرق متنقلة للتدخل.

 

وتهدف هذه الحملة حسب الجهات الحكومية، إلى شق 1800 خط، وصيانة 5760 من الخطوط القديمة في الولايات الزراعية الرعوية، وهي الحوضين والعصابة والبراكنة والترارزة وكوركل وكيدي ماغا وتكانت.

 

تستمر الحملة المذكورة ستة أشهر، ويبلغ تمويلها 70 مليون أوقية جديدة، أي حوالي مليار وسبع مائة وخمسين ألف دولار أمريكي.

 

نستعرض فيما يلي بعض التقنيات التي تُساهم في الحد من حرائق المراعي، والطرق العلمية لتطبيقها، لعل الجهات الحكومية تُصغي لنا في الجمعية الموريتانية للسلامة والصحة المهنية والمحافظة على البيئة، من أجل السلامة من الحرائق والحفاظ على الغطاء النباتي والتنوع لبيولوجي، وما لذلك من انعكاس إيجابي على المراعي والثروة الحيوانية التي تُشكل عمودا لا بأس به للاقتصاد الوطني.

 

إذا نظرنا إلى الحرائق فإنها ناجمة عن أسباب بشرية، كأعقاب السجائر وأساليب الحرق العمد التي ينتهجها البعض عن قصد أو بدونه.

 

في هذا الموسم، يصبح الغطاء النباتي أكثر قابلية للاشتعال والتربة أكثر جفافاً، مما يزيد من احتمال حدوث الحرائق، التي يمكنها أن تلتهم آلاف الهكتارات بسرعة مذهلة، في حال لم يتم الالتزام بإرشادات السلامة التي نذكر منها ما يلي:

- حماية الغابات،

- الامتناع عن حرق الأعشاب الضارة والشجيرات الجافة في أكوام،

- قم بإخماد النيران تماماً قبل الذهاب للنوم،

- عدم رمي المخلّفات الزجاجية أو المواد القابلة للاشتعال.

- الامتناع عن رمي أعقاب السجائر من نافذة السيارة أثناء القيادة أو في المساحات الحرجية المفتوحة،

- الامتناع عن إضرام النار في مكبات النفايات العشوائية

- التعاون مع السلطات المحلية للتبليغ عن أي نشاط مشبوه.

 

صحيح أن البلد شهد هذه السنة تساقطات مطرية مهمة، تساعد على تكاثر الغطاء النباتي ونموه، وأنّ المحافظة على هذا الغطاء النباتي مساعدة كبيرة لملاك الثروة الحيوانية الذين يُعانون كثيرا من الجفاف ونفاد المخزون النباتي مبكرا، خاصة مع وجود توترات على الحدود مع مالي التي ظل المنمون يعتبرونها متنفسا لهم للحفاظ على مواشيهم، لكن ذلك أصبح مستحيلا بسبب الحرب هناك، ولم يعد أمام المنمين إلا العلف الذي شهد في الأعوام الأخيرة ارتفاعاً مذهلا يُكلف أيضا خزينة الدولة أموالا ضخمة تحت بنود التدخل ومساعدة المنمين لتجاوز فترة الصيف التي تُثقل كاهلهم.

 

فهل ستكون هذه الحملة الجديدة كافية للمحافظة على الغطاء النباتي المهم هذه السنة؟

 

بعد ستة أشهر سنعرف الإجابة، وسنكتب عنها بكل تجرد وحيادية، بعيدا عن المزايدة.