الأخبار (نواكشوط) – وصل إلى نواكشوط تحقيق جديد لكتاب "المقرَّب المبسوط في المرسوم والمضبوط" لمحققه المهندس: محمد يحيى بن الدنبجه.
ويعد نظم "المقرب المبسوط" أحد أبرز متون المحظرة الشنقيطية في رسم المصحف الشريف وضبطه، لمؤلفه العلّامة، المحقق: الدَّنبجه بن معاوية، رحمه الله (1338 هـ / 1418 هـ) مع شرحه لابن ناظمه فضيلة الشيخ الدكتور: أحمد محمود بن الدنبجه، حفظه الله،
وحسب إيجاز وصل الأخبار فقد تم إصدار الطبعة الجديدة للكتاب قبل أسابيع عن "المؤسسة الوقفية للأبحاث القرآنية"، تمهيدا لتوزيع نسخها على المحاظر الموريتانية وطلبة العلم، وقفا لله تعالى.
وقدم التحقيق الجديد للكتاب نصا مختارا مضبوطا مصححا بالكامل، بعد جمع وتوثيق النسخ المخطوطة، ومقابلتها، ومراعاة النسخ التي عليها إجازة المؤلف، وتلك التي كتبت في عصره، وراجعها، أو كتبت من أحد طلابه، مع إيراد الكلمات القرآنية بخط أحمر للتمييز، وفق الرسم العثماني، وضبط رواية ورش عن نافع على طريقة المغاربة، وحكاية النص القرآني على منهج المؤلف والناسخ.
وذكر محقق الكتاب المهندس محمد يحيي بن الدنبجه، في مقدمته للكتاب - الذي حصلت الأخبار على نسخة منه - "أن هذه المنظومة العظيمة التي انتشرت بين أيدي طلاب العلم، وتلقاها الناس بالقبول، لا يكاد يوجد لها نظير في الدقة والاتقان، في علم رسم وضبط القرآن، وهي أرجوزة مشتملة على 765 بيتا، تظهر براعة مصنفها في علوم اللغة والنحو، وسعة اطلاعه على القراءات، وعلوم رسم المصحف وضبطه، وتمكنه من ناصية الشعر.
وقد تميزت هذه المنظومة عن غيرها من أنظام رسم المصحف، لا سيما في التعليل اللغوي، والتأصيل النحوي، وذكر الأوزان الصرفية، والاعتماد على اللغة والتقعيد على أساسها، وفي ذلك تسهيل عظيم على الطلاب.
وقد نهج المؤلف في منظومته هذه منهج التقريب والبسط، كما يلمح إليه عنوان الكتاب، فكان له اهتمام بتحرير بعض المسائل العلمية، والتنصيص على بعضها، وعناية خاصة بذكر الاحترازات، لتقريب المعنى لمن لا علم له باللغة وأحكامها.
كما استعرض أستاذ القراءات بجامعة طيبة في المدينة المنورة، والمشرف على كرسي أبحاث رسم المصحف الشريف وعلومه بالجامعة، فضيلة / أ. د. السالم محمد محمود الجكني - في ثنايا تقديمه للكتاب - كيف جمعت هذه المنظومة بهذا الشرح والتحقيق والتعليق، بين الرواية والدراية في علمي الرسم والضبط، إذ هي - حسب وصفه - "من أكمل الأنظام المتعلقة بعلم رسم المصحف وضبطه، مما أنتجته المدرسة الشنقيطية التي يجهل كثير من المختصين - خاصة المشارقة - دور علمائها، وتراثها في خدمة الشريعة، وبخاصة الدراسات القرآنية منها" حسب وصفه.