شواهد الواقع تبرز أن إرادة البناء قائمة؛ بناء الدولة وتشييد المؤسسات وتطوير واجهة محترمة للبلد توفر حاجات المواطنين في الترفيه وتلبي تطلعات الأجيال في تخليد إنجازات الأجداد.. اللحظة الآنية كما أرادها فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني هي لحظة تشييد وبناء؛ إيفاء بالعهد وتجسيدا للوعد. لذلك كان القرار حاسما والتمويل حاضرا لترميم الوجه الأبرز للبلد العاصمة نواكشوط من خلال تدشين الجسور وتوسيع الطرقات وشق مزيد من الشوارع وتعزيز البنية التحتية في أهم القطاعات الحيوية، ولا مناص من الاعتراف بأهمية ذلك..
قرار بارز كهذا ينبغي الاعتراف بمحوريته وبأن تعزيزه مستقبلا لن يتحقق إلا بوجود بنية تعليمية وصحية وإدارية يجد فيها المواطن ما يغنيه عن التربص في طوابير الجهل والمرض والبيروقراطية.
في هذا النطاق صدرت التعليمات صريحة من فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني بأن تبدأ الإجراءات العملية الكفيلة بتحقيق هذا الهدف، فكانت الجهات الحكومية المعنية على أهبة الاستعداد من أجل التجسيد الفوري لهذه المهمة النبيلة التي ستشكل نقلة نوعية في اتجاه تطوير العاصمة والدفع بها قدما على طريق العصرنة.
هنا قد يتساءل البعض عن مردودية هذا القرار الذي تم اتخاذه على المواطنين.. وهو سؤال مشروع لكن الإجابة إليه في المتناول إذا ما علمنا أن هناك تعليما ستتطور بنيته التحتية وتعزز طواقمه بما يسمح بترسيخ المدرسة الجمهورية ويدفع باتجاه تغلغلها في المجتمع خدمة لأهدافها الرمية إلى تعميق التواصل والتجانس بين مكونات مجتمعنا تحت مظلة الوطن الجامع.
من جزئيات الإجابة على التساؤل أعلاه أن هناك تطويرا في مجال الصحة العمومية يطبخ على نار هادئة، هذا التطور سيحدث نقلة نوعية تسهل من تقديم الخدمات الصحية للمواطن في الزمان والمكان المناسبين.. ولا جدال في أن نظما تعليمية متناسقة وبيئة صحية ملائمة تخدم المواطن تمثل برهانا ساطعا على إرادة تنزيل مقولة العقل السليم في الجسم السليم على أرض الواقع وذلك ما يسعى الجميع إليه وإن اختلفت السبل وتنوعت الوسائط والوسائل.
قيادة البلد تملك الإرادة الجادة من أجل أن يتجسد برنامج فخامة الرئيس والمعنون بـ"طموحي للوطن" بكامل جوانبه على أرض الواقع. لكنها وفي سبيل ذلك تنتهج سياسة الحكمة والتمهل حتى تكون كل خطوة في توقيتها الأنسب بعد أن تتوفر الإمكانيات المادية واللوجستية لقطعها في اتجاه الهدف المنشود.. وذلك ما يعكس إرادة الإنجاز عند قيادة البلد وما يضفي مصداقية على القرارات التي يتم اتخاذها بعد أن تتوفر الظروف الأنسب لتجسيد المشاريع الهامة في الظرفين الزماني والمكاني المحددين.
لا جدال في أن فخامة رئيس الجمهورية بقراره الليلة البارحة توفير مبلغ 50 مليار أوقية لتطوير العاصمة يرى أن البنية التحتية لها أهمية بالغة وأن المواطن يستحق واقعا مختلفا.. لكن من الإنصاف القول أن فخامته يسعى جاهدا - وبشيء غير يسير من الواقعية - لكي يحظى هذا المواطن بما هو أفضل بحسب ما هو متاح.. وشواهد الواقع الميداني الملموس تؤكد ذلك وتعضده. وتبرز أن ما تم تحقيقه ما هو إلا مجرد محطة من الآفاق الواعدة التي تمتلك الحكومة الإرادة لفتحها أمام المواطن كلما توفرت الإمكانيات لذلك.