أين تعهد الرئيس؟!
هل تحولت يد الحديد إلى يد من الشوكولاطه؟!
إن تحول التعهدات والوعود إلى مجرد شعارات جوفاء من أبرز الأسباب التي تساهم في تحطيم صورة الدولة لدى المواطن وتعزز الشعور لديه بأن عبارة "الدولة ماهي خالكه" هي حقيقة ملموسة.
رغم أن كل المؤشرات والمعطيات الراهنة تتجه إلى أن الوعد الانتخابي الذي أعلن عنه رئيس الجمهورية أثناء حملته الانتخابية، عندما تعهد بضرب أيادي المفسدين بيد من حديد في طريقه للذوبان في "شربة عبدي" ما زال بعض أنصار الرجل يتمسكون ببصيص أمل لعل وعسى..
شخصيا، لم أراهن ولو للحظة واحدة على هذا التعهد من منطلقات موضوعية، أهمها أنه مجرد استمرار طبيعي لأنظمة من الحكم فاسدة، هي نتاج لحاضنة سياسية وإدارية واجتماعية لم تقدم لنا يوما إلا فاسدا.
كيف لنظام يتعهد بضرب المفسدين بيد من حديد، وتكون أولى خطواته إعادة تدوير أوجه سياسية وإدارية إما مدانة بالفساد أو متهمة في ملفات أو في أحسن الأحوال تدور حولها شبهات فساد؟!
كيف لنظام يسعى إلى محاربة حقيقة للفساد، يعطل بأغلبيته الميكانيكية بالجمعية الوطنية، تشكيل لجان تحقيق في ملفات تدور حولها شبهات قوية؟!
كيف لنظام يتوعد المفسدين يترك نيابته العامة، تستنفذ كل مراحل الطعن للوقوف في وجه إجراء خبرة فنية، بقرار من رئيس محكمة للوقوف على مدى صحة اتهامات ضد مجموعة شركات بوجود فساد في تنفيذ مشروع عمومي؟!
وجاءت فيضانات النهر في مناطق الضفة لتعيد إلى الأذهان، ما حدث من تربح وفساد في ذروة انتشار وباء كورونا، حيث غاب الضمير وكل وازع ديني وأخلاقي، يمكنه منع إنسان من الاقتيات على حساب محنة أخيه في الدم والوطن والإنسانية.
قد قيل "من يسكت على الفساد يصبح جزء منه"، وغالبيتنا تلتزم الصمت تجاه ملفات الفساد بل تدافع بكل قوتها عن المفسدين، فهل تنطبق علينا صرخة الممثل المصري أحمد زكي "كلنا فاسدون لا أستثني أحدا" في فيلمه الشهير "ضد الحكومة" الذي تضمن مرافعة رائعة عن الفساد.