بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه.
أما بعد،
فهذه الحلقة التاسعة من هذه السلسلة، أخصصها للحديث عن إصلاح البنية التحتية التعليمية.
فلا إصلاح للتعليم بدون بنية تحتية يصح معها تحقيق أهدافه إن كان له أهداف، وأقصد بإصلاح البنية التحتية تنفيذ المقترحات التالية:
1. المباني:
- لا بد من توفير المباني الكافية للتدريس، وذلك بمعدل يتراوح بين (15 - 20) تلميذا في كل فصل، بدلا من 100 تلميذ للفصل!
- تجهيز المباني بما تحتاجه من أبواب ونوافذ للوقاية من الحر والبرد والمؤثرات الصحية والنفسية على التلاميذ.
- توفير المقاعد والطاولات بالعدد الكافي والهيئة الصالحة للاستخدام.
- تكييف قاعات الدراسة بأجهزة التبريد اللازمة لراحة التلاميذ وتفرغهم للتلقي.
- توفير السبورات الصحية والأقلام المناسبة لها، بدلا من الطرق البدائية الملوِّثة.
2. توفير مطعم صغير (بيفت) داخل كل مدرسة، خاضع للضوابط الصحية، ومراقب من إدارة المدرسة، لتوفير ما يحتاجه التلاميذ من الوجبات الخفيفة، بدلا من الخروج غير الآمن، وشراء المواد غير الصحية.
3. ومن مقتضيات الإصلاح البنيوي توفير المعامل اللازمة للعلوم التجريبية، مجهزة بكافة متطلبات البحث التجريبي من مواد وأدوات، وذلك في كل مدرسة، خاصة الثانويات.
4. ولا بد في كل مدرسة – ولو ابتدائية – من مكتبة تتناسب محتوياتها مع النمو الذهني والمعرفي للتلاميذ، وتوفر لهم التدريب العملي للاستفادة من الكتاب، باعتباره من أهم روافد المعرفة، ليس في هذه المرحلة، بل في سائر أعمارهم المستقبلية بحول الله، مع الإشراف الكامل والهادف على استخدامها، وجعل ذلك ضمن خطة التعليم المرسومة.
5. ومن مقتضيات إصلاح البنية التحية توفير حديقة نموذجية في كل مدرسة، مخدومة فنيا، نظيفة بيئيا، يمارس فيها التلاميذ الفسحة التربوية اللازمة في جو من المتعة والراحة النفسية، بإشراف المعلمين، وأن توفر لها مستلزمات الصيانة والنظافة بشكل كامل.
6. ومن مستلزمات العمل المدرسي الهادف وجود ملعب رياضي، متعدد الأغراض في كل مدرسة، بالمساحة والتجهيز الكافيين، مع الصيانة والرعاية اللازمة.
ولا يهولنك – أخي القارئ – بعد الشقة بين ما أقترحه وبين واقعنا التعليمي، فإن ما أقترحه أمور يسيرة – والحمد لله – على الحكومات، ولا ينقصها سوى إرادة التنفيذ، والله يعين من به استعان.
هذا وما زال في الجعبة ما يقترح لإصلاح التعليم.
فإلى الحلقة القادمة إن شاء الله.