على مدار الساعة

رأي

13 نوفمبر, 2024 - 00:32
الأستاذ محمد لبات

من غرائب بعض المترشحين في مسابقة التعليم العالي أنهم ينسون بسرعة ما صرحوا به في مرحلة ما تحت تأثير الرغبة الجامحة في النجاح بأي وسيلة، فيقعون في تناقضات صارخة مضحكة كتلك التي اشتمل عليها تصريح أحد المترشحين في موقع الأخبار مؤخرا.

 

لقد سبق لهذا المترشح أن رد - بمحض إرادته - على بعض زملائه ممن لم يُقبل ترشحهم في مرحلة المقبولية الإدارية، وشهد بنفسه على قانونية ما اتخذ في المسابقة من خطوات وإجراءات، وشهد كذلك على نزاهة وكفاءة رئيسة لجنة التحكيم..

 

حيث يقول في تصريحه المنشور ما يلي:

"للأسف الشديد من بعث إليك بهذه المعلومات أوقعك في تضليل حقيقي.

 

1. لعلمك الخاص مسابقة التعليم العالي حتى الآن لم تتجاوز بعد مرحلة المقبولية النهائية للملفات، وهي مرحلة مرتبطة أساسا بصحة الشهادة وتوافق الاختصاص مع المقعد المطلوب.

 

وكل من تم رفضهم في هذه المرحلة، لم يستوفوا شروط المقبولية، إما لشكوك حول شهاداتهم أو عدم تقديمها، وإما لعدم توافق مجالهم مع المقعد المطلوب، ولعلمك الخاص من بين من تم رفضهم مسؤولين سامين في الدولة منهم وزراء.

 

2. الخبراء تعينهم الكليات بعيدا عن اللجنة وتوافق هذه الأخير عليهم، وهم حتى الآن معتم على أسمائهم وغير معروفين بالتحديد.

 

3. رئيسة اللجنة - رغم أنني لا أعرفها إطلاقا - مشهود لها بالنزاهة والمصداقية والصرامة.

 

4. المرحلة الأولية، تمت وفقا للقانون، وكل من تظلم وثبتت صحة تظلمه، أنصف وأعيد للائحة المقبولية.

 

5. للأسف بعض المتسابقين يرغبون في إلغاء المسابقة، ليس لأنها غير عادلة، ولكن لأنهم لا يستوفون الشروط، ويريدون إعادة ترتيب الاكتتاب لصالحهم، وهذا ظلم وأنانية لا يقبلهما أحد.

 

6. المسابقات ليست لعبة بيد أحد ليلغيها بأسطر مكتوبة من وراء البحار، القضاء وحده هو المسؤول عن البت في التظلمات وقول الحق والحكم بالعدل".

 

انتهى كلام المدافع سابقا المنتقد حاليا.

 

ثم يأتي اليوم، حين لم تجر رياح المسابقة بما تشتهيه سفن مصلحته الشخصية، ليناقض ما سبق أن شهد به على رؤوس الأشهاد.

 

بالله خبرونا بأي قولي هذا المترشح المتناقضين نصدق؟ وأيهما نكذب؟

 

ولئن كان المنطق يقبل لتصريحيه المتناقضين أن يكونا كاذبين معا؛ فإنه من غير الممكن عقلا أن يكونا صادقين معا.. وعندئذ يتأكد وجود حكم ما غير صادق..!

 

ومن غير اللائق بمن هم في هذا المستوى الأكاديمي المحترم أن يسمحوا لرياح مصالحهم الخاصة أن تجري بهم إلى هذه الدرجة من الأنانية والتناقض.