على مدار الساعة

متضررو إعصار بوكي: سرادق عزاء ومبيت في العراء وانتظار للتدخل

6 سبتمبر, 2017 - 10:26
سرادق عزاء لضحايا الإعصار في ضواحي بوكي (الأخبار)

الأخبار (نواكشوط) – سيطرت سرادق العزاء الجماعي على المشهد يوم أمس الثلاثاء في القرى المتضررة من الإعصار الذي ضرب ضواحي مدينة بوكي جنوبي موريتانيا، بعد أن كشف ضوء النهار عن حجم الخسائر البشرية والمادية.

 

وتجمع سكان القرى الصغيرة المتضررة في المنازل التي بقيت متماسكة بعد الإعصار يتبادلون عبارات التضامن والتسلية، ويستذكرون لحظات الخطر الذي ظن الجميع أنها نهايته، فيما يتطلعون لمساعدات علقتها الحكومة بإنهاء لجان شكلتها لإحصاء المتضررين، وتقديم تقديرات عنه.

 

توقف الزمن..

لم يصدق بعض السكان ما حصل إلى الآن، فـ"خلال نصف ساعة (من 00:30 إلى 01:00) من فجر الثلاثاء عشنا أجواء كارثة حقيقية"، يقول أحد السكان وهو يحاول استعادة صور استيقظ من نومه العميق وهو يعيشها واقعيا.

 

ويردف – بعد أن يقاوم دمعة تحاول الإفلات منه – قائلا: "لقد واجهنا رياحا قوية، وساخنة، ومصحوبة بأمطار.. كان تقتلع الأشجار والأخبية، وتهدم المنازل الطينية، نحن في هذه المنطقة منذ عقود ولم نشاهد مثل ما عشناه ليل الثلاثاء".

وتظهر آثار الدمار التي خلفها الإعصار، وتركز أساسا في خمسة قرى في محيط بوكي، أن الإعصار أخذ خطا واحدا، وكانت الأضرار فيه بشكل أكثر على الخط ذاته".

 

خيم الحزن في "جولوم"

 قرية "جولوم" 15 كلم غرب مدينة بوكي كان الأكثر تضررا بشريا وماديا، حيث فقدت القرية الصغيرة أربعة أفراد من أسرة واحدة، كما زاد من وقع الكارثة فيها تأخر عمليات الإنقاذ، وعجز المصالح الإدارية والصحية عن تقديم خدماتها حتى بعد ساعات من وقوع الكارثة.

 

في سرادق العزاء الذي أقيم في القرية يتجمع السكان وتختلط تهاني النجاة من الكارثة بالتعازي في من خسرتهم القرية من الأرواح، ومن أصيبوا إصابات تطلبت نقلهم للعلاج بعيدا عن القرية.

 

ويتكرر المشهد ذاته، مشهد اختلاط التهاني والتعازي في قرى "صارندوگُو" التي فقدت اثنين من سكانها،  و"امبلاجي" التي فقدت أحد الساكنة خلال الكارثة، وكذا قرية "ارويمدي أهل الطالب محمد"، وقرية "انياكاكا".

 

ويؤكد سكان القرى المتضررة أن الإصابات وقعت جراء تساقط المنازل والأعرشة التي كانت تشكل مأوى الأسر، فيما تعرض الأطفال وكبار السن للاختناق بسبب قوة الرياح، وسخونتها.

 

كما زاد من وقع الكارثة – حسب السكان – الارتباك الذي عاشه مستشفى بوكي، وأثر على تعاطيه مع المصابين، كما تعطلت إحدى سيارات الإسعاف عند مدخل المدينة، ليتضح أن محركها توقف بشكل نهائي بعد استعمال وقود مخلوط بماء.

 

تعليق للمساعدات

يستغرب السكان الذي تحدثوا للأخبار من اكتفاء الحكومة بالتفرج على تشردهم، وتعليق كل المساعدات على ما تصفه بحصر المتضررين، وتقديم تقديرات للأضرار، مؤكدين أنه كان من الضروري تقديم خيم وأماكن إيواء للمتضررين، وكذا مساعدات غذائية قبل أي إجراءات أخرى.

 

كما اعتبر السكان أن حصر المتضررين، وتقدير الخسائر لا يتطلب كل الوقت الذي بذل فيه إلى الآن، مشيرين إلى أن الأمر يبدو كما لو كان بحثا عن عذر لتأخير المساعدات، أو تهربا من مسؤولية توفير الضروريات لسكان شردتهم كارثة مفاجأة.

 

وكانت السلطات الإدارية قد أعلنت عن تشكيل لجنتين لإحصاء المتضررين جراء الإعصار، وتقديم تقديرات للخسائر المادية، وكلفت إحدى اللجان بالقرى الواقعة شرق مدينة بوكي، فيما كلفت الأخرى بالقرى الواقعة غربها، لكن أي لجنة لم تقدم حصيلة عملها إلى الآن.

 

كما كلفت الإدارة المندوب الجهوي لوزارة البيئة بإنجاز حصيلة عن الأضرار البيئية التي خلفها الإعصار.

 

وكان والي البراكنه عبد الرحمن ولد خطري قد أكد للسكان وقوف الحكومة معهم، واستعدادها لتقديم تعويضات عن الأضرار التي لحقت بمساكنهم وممتلكاتهم، غير أنه طلب منهم انتظار اكتمال عمليات حصر المتضررين وتقديم الأضرار.