على مدار الساعة

عن الدبلوماسية الموازية..

27 نوفمبر, 2024 - 11:38
محمد الأمين ولد خطاري -  رئيس المرصد الأطلسي للهجرة

في عصر اليوم، حيث تتشابك المصالح وتتدافع رغبات الشعوب ومشاريع الدول وسط تشكل ملامح خارطة نفوذ وقوي عالمية جديدة.

 

تسعي الدول فيما يشبه السباق المحموم إلى حجز مقاعدها في قاطرة عالمية لا تؤمن بالفراغ حيث لي الأذرع بين أمريكا أوروبا روسيا الصين.

 

تحالفات دول أمريكا اللاتينية مجموعة "البربكس"، وإفريقيا، ومنطقة الساحل.

 

وكلها أمور تشير إلى أن الآليات والميكانيزمات التي كانت تحكم العالم في السابق في طريقها إلى التغير والتحول نحو أساليب مبتكرة وسياسات جديدة تواكب جملة المتغيرات المتسارعة.

 

وهنا برز بقوة مفهوم الدبلوماسية الموازية في هذا السياق، وهي عبارة عن أدوات ناعمة تزاوج بين الإعلام والفن والثقافة والاقتصاد والسياسة، وتخاطب الشعوب والحكومات بلغة مغايرة تتجاوز للبروتكولات التقليدية، وتتناغم في نفس الوقت مع ما تقوم به بعثات الدول الدبلوماسية الرسمية وتتكامل معها بأسلوب منسق.

 

وقد لاحظت خلال مقامي في إسبانيا ومتابعتي المستمرة لمستجداتها أن المملكة المغربية من بين أكثر الدول استخداما للدبلوماسية الموازية عند تشابك الخطوط والمصالح بين مدريد والرباط.

 

وقد كنت مساء أمس الثلاثاء في نقاشات احتضنتها مؤسسة بيت إفريقيا Casa africa بلاس بالماس أمام أحد النماذج الحية لهذا التشابك المؤسس على رؤية الدبلوماسية الموازية، فقد أخبرني المنظمون أن المحاضر الذي سيعتلي المنصة معي هو مدير مركز لدراسات الهجرة في المغرب.

 

وبطبيعة الحال، تخيلت أني سوف أكون إلى جانب أحد الأشقاء المغاربة، لكن الحقيقة أني وجدت نفسي أمامي إسباني مفوه اسمه الدكتور إيفان، وقد دافع بقتالية عن مصالح ورؤية المملكة المغربية وبرامجها في ميدان الهجرة بأسلوب وحجج متتالية جعلتني أمازحه حين تناولت الكلام بالقول إني أمام خلطة إسبانية مغربية عجيبة وتصعب مجاراتها خصوصا حين يلبس الإسباني جلباب المغربي.

 

خلاصة القول، إن عالم اليوم يتغير بسرعة دراماتيكية، وإننا في موريتانيا نحتاج إلى أساليب مبتكرة لمسايرة هذه المتغيرات من خلال دبلوماسية موازية ومدروسة ولا تتعارض مع دور السفراء والقناصل الممثلين الرسميين للبلد بقدر ما تتناغم معهم من أجل المصالح الوطنية الكبرى.