الأخبار (نواكشوط) ـ رغم مرور عشرة أشهر من رئاسة الاتحاد الإفريقي وقبل نحو شهرين من انتهاء مأمورية البلاد في هذا المنصب، يوصف أداء موريتانيا بأنه كان دون المأمول، ولم يُظهر القدرة على الاستفادة من فرص دبلوماسية كبرى كانت متاحة.
وتظهر وثيقة داخلية أعدّها مجموعة من الدبلوماسيين قبيل تولي الرئيس محمد ولد الغزواني منصب رئيس الاتحاد الإفريقي في منتصف فبراير الماضي، عددا من التوصيات التي لم تعرف طريقها إلى التطبيق.
تدابير ضرورية
ولخّصت الوثيقة الداخلية التدابير الضرورية لتحقيق أهداف موريتانيا من تولي المنصب في: تعزيز قدرات البعثات الدبلوماسية ذات الصلة، وإتاحة أفضل الخبرات لصناع القرار في مجال الدبلوماسية الوطنية، وبناء مهارات دائمة ونفوذ دبلوماسي متجدد.
ونصت الوثيقة على أنه «جرت العادة أن تعبئ البلدان المعنية أفضل دبلوماسييها وخبرائها خلال سنة رئاستها، في كل من أديس أبابا ونيويورك».
كما اقترحت «الاستعانة بخدمات فريق من الخبراء الدوليين في النزاعات الإفريقية، وفي تقنيات منع وإدارة وفضِّ النزاعات».
وأشارت إلى أنه «يمكن لموريتانيا أن تستفيد من الجهود المبذولة خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي، ومن شبكة العلاقات التي ستكون قد طوّرتها خلال تلك الرئاسة»، وأن تتويج مجهودها في رئاسة الاتحاد يمكن أن يتمثل في منتدى دولي للسلام.
تعثر الاجتماعات
ووفق مصادر مطلعة للأخبار فإن أول اجتماع للجنة الممثلين الدائمين لدى الاتحاد الإفريقي في ظل رئاسة موريتانيا تطلب عدة أشهر من أجل تنظيمه، وذلك بسبب حاجة السفيرة خديجة امبارك فال لترجمة عدد هائل من الوثائق إلى اللغة الفرنسية.
كما تعطل اجتماع اللجنة عدة مرات بسبب سفر بنت امبارك فال، بينما رفض سفير آنغولا الذي تشغل بلاده منصب نائب رئيس الاتحاد رئاسة اللجنة، معتبرا أن من مسؤولية موريتانيا القيام بالعمل التحضيري وهو ما لم يحصل.
وتطورت العلاقة بين ممثلة موريتانيا وأعضاء اللجنة إلى توجيه العتاب لبنت امبارك فال على «النزعة السلطوية»، بل قاطعها ـ وفق مصادر الأخبار ـ بعض السفراء الذين رفضوا إحالة عمل اللجنة إلى مفوضية الاتحاد باعتبارها مجرد سكرتيريا.
فرص ضائعة
وتعليقا على رئاسة الاتحاد الإفريقية، وصفت صحيفة أفريكا إنتلجنس موريتانيا بأنها أضاعت فرصة التألق في رئاسة الاتحاد الإفريقي بعد مأمورية رئيس جزر القمر «الباهتة»، معتبرة أنه من «المرجح أن لا تكتب رئاسة موريتانيا في سجل الرئاسات الكبرى للاتحاد».
ووفق الصحيفة فإن الرئيس محمد ولد الغزواني لم يكن لديه حماس لتولي المنصب بسبب انشغاله بحملة الانتخابات الرئاسية لإعادة انتخابه، وأنه اقتنع بمنصب رئيس الاتحاد الإفريقي تحت الضغط، وأنه «لم يسرق الأضواء من وسطاء الأزمات».
وبحسب الصحيفة فإن ولد الغزواني تراجع عن استبدال السفيرة الموريتانية بأديس أبابا خديجة امبارك فال «التي هي على درجة كبيرة من قلة الخبرة»، وأن «افتقاره إلى الحماس كان، جزئيا، سببا في إعاقة رغبة إدارته عن القيام بأعمال جوهرية باسم الاتحاد الإفريقي».