الأخبار (نواكشوط) – افتتحت اليوم في مدينة شنقيط التاريخية بولاية آدرار النسخة 13 من مهرجان مدائن التراث، والذي ينظم سنويا في إحدى مدن البلاد التاريخية الأربعة، وينتقل بينها بشكل دوري.
وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، أكد أن هذه النسخة من المهرجان امتازت بترفيع بارز للمحتوى العلمي، من خلال سلسلة من الندوات والمحاضرات تقدمها نخبة من الدكاترة والمحاضرين والباحثين في مجالات علمية وثقافية وتراثية تتعلق بمدينة شنقيط بدءا من مكانتها كمركز للعلم والتبادل الحضاري، وليس انتهاء بالأفق التنموي بها.
وقال ولد مدو إن الرئيس ولد الغزواني وضع مقاربة ثقافية تنموية للحفاظ على هذا الإرث الغني وتنميته، تتجاوز رؤيتها الاحتفاء بالماضي إلى الاهتمام بالحاضر واستشراف المستقبل، كي تظل الحياة سارية في حواضر وحواضن ذلك الموروث.
وأضاف أن الرئيس أعطى تعليماته بإضافة مكوّنة تنموية متعددة القطاعات لمهرجان مدائن التراث من أجل تثبيت الساكنة في هذه المدن وتوفير وسائل العيش الكريم.
وأوضح أن هذه المكونة التنموية تستفيد منها اليوم مدينة شنقيط، على غرار وادان وتيشيت وولاته وجول، بغلاف مالي تجاوز 4 مليارات أوقية قديمة، وجّهت لمجالات متعددة شملت دعم الخدمات الأساسية من كهرباء وماء وتعزيز البنية الصحية والتعليمية والتشغيل والتكوين، وتثبيت الرمال.
كما شملت – يضيف الوزير - افتتاح الإذاعات والمتاحف ومراكز التكوين المهني، والصناعة التقليدية، ودعم المحاظر والمساجد والتعاونيات النسوية، والمشاريع الصغرى، والاتصالات وغيرها من المصالح المرتبطة بتوفير الحياة الكريمة وبخلق فضاء للتنمية.
وذكر ولد مدو بأن ولد الغزواني عبر في أكثر من ملمح عن تثمينه لموروثنا الثقافي الغني، فوجه بالاعتراف باكرا بأدوار ومساهمات كل الفاعلين في هذا التاريخ الثقافي من فقهاء وأدباء وحرفيين وبنائين وعمال، مشيرا إلى أن ذلك كان اللبنة الأولى في صرح العدل والإنصاف والمساواة الذي أسس له رئيس الجمهورية، وأرسى دعائمه.
رئيس جهة آدرار، محمد ولد أشريف ولد عبد الله، عبر عن اعتزازه وفخره بتنظيم هذه النسخة التي استحدث فيها الرئيس محمد ولد الغزواني، مكونة تنموية لتعزيز المجالات التنموية والمرافق الخدمية في مختلف مدننا التاريخية.
وأكد ولد عبد الله أن ولاية آدرار استفادت خلال السنوات الخمس الماضية من استثمارات بقيمة 43 مليار أوقية مكنت من إنجاز مشاريع مهمة طالت مجالات متعددة.
وأضاف رئيس المجلس الجهوي بآدرار أن من ضمن هذه المدارس بناء المدارس والكفالات والوحدات السكنية، وتطوير القطاع الزراعي وحماية الواحات، وتشييد الطرق، والشبكات المائية، إضافة إلى استفادة جزء معتبر من سكان الولاية من التأمين الصحي والتوزيعات النقدية.
وثمن ولد عبد الله ما تحقق في مقاطعات الولاية، مؤكدا تطلعهم في المأمورية الحالية إلى مضاعفة الاستثمارات المخصصة للولاية، وتوجيهها للقطاعات الحيوية كالتعليم والصحة والبنية التحتية والسياحة والزراعة، وتعزيز دور الشباب من خلال خلق فرص التشغيل.
عمدة بلدية شنقيط، سيد أحمد ولد حبت، نوه بأهمية المهرجان الذي تحتضنه شنقيط في ظل بدء أشغال الطريق الذي سيربطها بالشبكة الطرقية الوطنية، مما يوفر إمكانات وفرص هامة لسكان المدينة.
وذكر بأن المدينة استفادت في إطار النسخة الحالية من المهرجان بأكثر من أربعة مليارات أوقية قديمة، وجهت لمجالات تنموية ستكون لها نتائج هامة لصالح المدينة، مطالبا بتوجيه الجهات المشرفة على هذه المشاريع بضرورة السهر على جودة تنفيذها.
واستعرض ولد حبت نماذج من الانجازات التي تحققت للمدينة، كتوسعة شبكة المياه، وتمويل مشاريع مدرة للدخل، والقيام بإجراءات لتثبيت الرمال، وحفر آبار ارتوازية، وتوفير كميات من السياج لصالح المزارع والواحات في المدينة.
وقدّم العمدة مجموعة طلبات منها ترميم المدينة القديمة، وإعطاء عناية لأبناء مدينة شنقيط في مجالات التشغيل، ووضع مخطط عمراني لها، وزيادة المخصصات المالية لبلديات المدن القديمة.
المديرة العامة لليونسكو أودري أوزلاي ذكرت في كلمتها بأن مدن شنقيط وتيشيت ووادان وولاتة، مصنفة ضمن تراث اليونسكو منذ حوالي ثلاثين عاما، وتعتبر مفخرة لموريتانيا، مؤكدة أنها حظيت بدعم من اليونسكو بغية صمودها أمام المخاطر الحاضرة والمستقبلية وخاصة تلك المرتبطة بالتقلبات المناخية.
وتحدثت المديرة العامة لليونسكو عن المعالم الموريتانية الأخرى المسجلة ضمن تراث اليونسكو كالحظيرة الوطنية لحوض آرغين والتي تعدّ فضاء ثريا نادرا للتنوع البيولوجي.
وعبرت أزولاي عن سعادتها بحضور افتتاح النسخة الـ13 لمهرجان مدائن التراث، بعد أيام قلائل من اعتماد ملحمة صمبا غلاديو تراثا إنسانيا، وهو إضافة نوعية فريدة في التنوع.

.gif)
.gif)













.png)