الأخبار (نواكشوط) – قال المستشار السابق في الرئاسة، والوزير السابق يحي ولد كبد إن معضلة مهرجان "مدائن التراث" - الذي ينظم بشكل دوري في المدن التاريخية في موريتانيا - تكمن في "انعدام الحرفية في تنظيم تظاهرات دولية بهذا الحجم في أماكن أثرية لا تتوفر بالضرورة على المرافق اللازمة".
وقال ولد كبد في تدوينة على حسابه في فيسبوك إن تنظيم المهرجان في المدن القديمة - وإن لم تعد مدنا بالمقاييس الدولية الحديثة – "له من الإيجابيات ما يجعله مستساغا بل مطلوبا، ذلك أنه يتيح الفرصة للتعريف ميدانيا بهذه الحواضر وما تحويه من كنوز، ناهيك عن آثاره الاقتصادية والاجتماعية، على الساكنه".
ونبه ولد كبد إلى أن هذه هي الطريقة اختيرت "أصلا لئلا تموت تلك الحواضر، مما قد يؤدي إلى شطبها من قائمة التراث الإنساني ولتظل شواهد حية على "بداوتنا العالمة".
واقترح ولد كبد اتخاذ عدد من التدابير "لتفادي النواقص التي قد تكون لوحظت في الماضي كما في الحاضر رغم التضحيات الجسام التي بُذلت من لدن الفاعلين المحليين".
ومن بين التدابير التي اقترحها "إنشاء هيئة دائمة تُعني حصرا بتنظيم مهرجانات "مدائن التراث" وتكوين طواقمها حتى تكون على مستوى الحدث، متأسِّيةً في ذلك بأكثر البلدان خبرة في المجال، والتعاقد مع الهيئة المذكورة، للوصول إلى النتائج المرجوة".
كما طالب بـ"إعداد تصور مالي وعلمي وفني يحيط بجميع فعاليات المهرجان من فنون مختلفة، وخطابات ومحاضرات وجدولة دقيقة لكل تلك الفعاليات، وتحديد المسؤولين عنها، وإخضاعها للعرض والتقييم المسبق من قبل لجنة عليا تضم كل الخبرات المطلوبة".
ودعا ولد كبد لـ"منح الأولوية المطلقة في الإيواء والضيافة والتدخلات والمقاعد، للمدعوين الأجانب وإحاطتهم بالعناية اللازمة من حيث الإرشاد والمرافقة والمجالسة"، كما شدد على ضرورة "حصر المدعوين الوطنيين على الشخصيات التي لديها صفة معينة أو إسهام معلوم في المهرجان مع توخي الصرامة التامة في احترام أماكن ومقاعد جلوسها في المحافل الرسمية للتظاهرة".
واقترح المستشار السابق في الرئاسة "تحديد أماكن الإيواء مسبقا، والتأكد من جاهزيتها، ومن جاهزية المضيفين، والسلامة الصحية للأطعمة، وملاءمة المكان، والتأكد من وجود الماء الجاري والكهرباء فيها، خاصة بالنسبة للضيوف الأجانب".
وشدد ولد كبد على ضرورة "المنع المطلق من الولوج إلي المنصة الرسمية لمن لا يوجد اسمه في اللائحة و لم يخصص له مقعد سلفا".
ودعا ولد كبد لـ"إجراء التمارين التحضيرية، ومشاهد للمحاكاة (simulation)لكل الفعاليات والنشاطات المبرمجة حتي يتم التأكد من وجاهتها وضبط التنسيق والجدولة للحيلولة دون الارتجال والتداخل والتزامن أو الإقصاء، علي أن يُدرج مسار المهرجان برمته ومختلف فقراته ضمن تطبيق معلوماتي يتم تشغيله من طرف أخصائيين، يديرون العملية إلكترونيا ويراقبون مجرياتها".
وأكد ولد كبد أنه "يتعين إعداد ميثاق أخلاقي يحدد المبادئ والمسلكيات التي يتحتم أن تحكم المهرجان وتضع الآليات الضرورية لاحترام الضوابط، على يتم توقيع الميثاق من لدن كافة الشركاء المؤسسيين المعنيين"، وذلك "لمزيد من ضبط العملية".