على مدار الساعة

بوريطة لليبيين: نحن بحاجة ماسة إلى روح الصخيرات في مرحلة حاسمة

18 ديسمبر, 2024 - 23:36
منصة افتتاح الاجتماع التشاوري بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة الليبيين

الأخبار (نواكشوط) – أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة لممثلي مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة الليبيين الحاجة الماسة اليوم "أكثر من أي وقت مضى إلى روح الصخيرات في هذه المرحلة الحاسمة من الملف الليبي"".

 

وأشار بوريطة في خطابه خلال افتتاح الاجتماع التشاوري بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة الليبيين، في مدينة بوزنيقه المغربية إلى أن "تلك الروح التي جعلت الليبيين يظهرون للعالم أن لديهم القدرة والإرادة والرؤية لحل مشاكل بلادهم، هي التي تحتاجها ليبيا والمجتمع الدولي، ونتمنى أن تكون حاضرة في المراحل المقبلة انطلاقا من هذا الاجتماع".

 

وذكر وزير الخارجية المغربي بأن التوقيع في 17 دجنبر 2015 على اتفاق الصخيرات شكل مرجعية أساسية لليبيين، وأعطى للبلاد مخاطبين على المستوى الدولي، ونوعا من الاستقرار ومؤسسات، منها المؤسستان الحاضرتان اليوم.

 

واعتبر بوريطة أن مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة الليبيين يظلان "أداتين مهمتين" لأي تقدم في مسار حل الملف الليبي.

 

وأكد الوزير أن الوزير أن المغرب ينظر إلى استضافته للاجتماع كإشارة للثقة الدائمة والأخوة الصادقة بين البلدين والشعبين، ولارتياح الليبيين لعقد اجتماعاتهم بالمملكة، بفضل المقاربة التي اعتمدها المغرب، بتوجيهات سامية من الملك محمد السادس، إزاء الملف الليبي منذ البداية.

 

وأوضح وزير الخارجية أن المقاربة التي اعتمدها المغرب تقوم على عدم التدخل واحترام إرادة الليبيين ومؤسساتهم ودعم كل الاختيارات التي تقوم بها المؤسسات الليبية الشرعية للدفع نحو حل للأزمة في هذا البلد.

 

وشدد الوزير المغربي على أن مواقف المملكة المغربية، بقيادة الملك محمد السادس، ثابتة لا تتغير بتغير الأحداث والسياقات، "فنحن مع ليبيا ونعتبر استقرارها من استقرارنا ووحدتها من وحدتنا، ونرى أن الحل هو دائما ليبي - ليبي، وليس هناك حل يفرض على الليبيين أو يأتي من الخارج".

 

وأكد وزير الخارجية المغربي أن المغرب يعطي مجالا لليبيين للتحاور بينهم بدون أي مواقف أو اقتراحات أو مبادرات، عدا التجاوب مع كل رغبة للأطراف الليبية لتجد مساحة بعيدا عن الضغط للتحاور والتشاور.

 

وذكر الوزير بأن هذا الاجتماع التشاوري ينعقد في سياق معقد يتسم بتحولات مهمة وأحداث متسارعة وتدخلات غير عربية في الشؤون العربية، مما يسائل الليبيين على الخصوص بشأن الحفاظ على وحدة بلادهم وسلامة أراضيهم في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به المنطقة العربية.

 

وأضاف بوريطة أن الاجتماع يأتي في سياق الرغبة في تحريك الملف الليبي، سواء على مستوى البعثة الأممية أو بعض الأطراف، مبرزا أن اجتماع اليوم يشكل فرصة للمجلسين كأداتين شرعيتين في ليبيا لتوحيد الرؤى والتفاعل مع هذه التطورات.

 

وأشار الوزير إلى الحاجة الملحة لحكومة وحدة وطنية في ليبيا للتجاوب مع تطلعات الليبيين إلى التنمية الاقتصادية والاجتماعية والاستقرار وللتحضير لانتخابات ذات مصداقية تحسم في ازدواجية بعض المؤسسات، لافتا إلى أن المجتمع الدولي أيضا بحاجة إلى هذه الحكومة لمواكبة الإرادة الليبية سواء في القضايا الداخلية أو على المستوى الخارجي.

 

وقال بوريطة إن "كثرة المؤتمرات الإقليمية والدولية حول ليبيا لن تعوض الحوارات الليبية -الليبية التي تحظى بالشرعية والتملك في الحلول التي يمكن أن تقترحها لليبيا"، مسجلا أن المغرب يرى دائما أن هذه الحوارات الليبية لا يمكن أن تكون إلا في سياق خال من التدخلات والتأثيرات والضغوط.

 

واحتضنت مدينة الصخيرات المغربية في العام 2015 سلسلة جولات من الحوار الليبي - الليبي، تحت رعاية الأمم المتحدة، أسفرت عن "اتفاق الصخيرات" الذي أدى إلى تشكيل المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، والتأسيس لآليات لتوحيد مؤسسات الدولة، وتنظيم استحقاقات انتخابية بما يساهم في استكمال بناء مؤسسات دولة ليبيا وضمان وحدتها الوطنية وسيادتها الترابية استجابة لتطلعات الشعب الليبي في الرفاه والازدهار والتنمية.